في ظل استمرار أزمة توفر المياه النظيفة في مدينة حلب، يلجأ الأهالي إلى تعبئة المياه من الجوامع، التي تحتوي على آبار ارتوازية قديمة، كانت تستخدم سابقاً لخدمة مرافق الجامع، وتحولت اليوم إلى أحد مصادر المياه الأساسية للسكان.
ويشير المهندس المائي عبد الله حميدة من حلب، إلى أن "مياه الآبار القديمة في الجوامع هي أكثر نقاء وأمناً من باقي الآبار المنتشرة في المدينة، وهي صالحة للشرب بعكس غيرها، لأن مجرى هذه الآبار تتخذ شكلها مع مرور الزمن، وتصبح مياهها خالية من الشوائب والأتربة، ويصبح مجراها كتيماً، وأقل احتمالاً للاختلاط بمياه الصرف الصحي، لذا يتوجه أهالي المدينة اليوم خصيصاً إلى الجوامع لتعبئة مياه الشرب خلال أيام الانقطاع".
ويوضح أنّه "في السابق كانت تُمنح تراخيص حفر الآبار داخل المدن للجوامع فقط، وهذا هو سبب تواجد الآبار القديمة في الجوامع".
اقرأ أيضاً: وفيات بإنفلونزا الخنازير شمال سورية
بدوره، أعلن فريق المياه والإصحاح في فرع حلب لمنظمة الهلال الأحمر السوري أنه أنهى مؤخراً عملية تركيب عشرة مولدات بقدرات مختلفة، مقدمة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) على جوامع في مدينة حلب، لتشغيل الآبار الموجودة فيها، ما يساعد في تأمين المياه النظيفة للسكان الموجودين في المناطق القريبة من هذه المساجد.
وشملت عملية التوزيع عشرة جوامع موزعة ضمن سبع مناطق، بعضها تحت سيطرة المعارضة، وأخرى تحت سيطرة النظام، هي جامع زينب وجامع زين العابدين وجامع جعفر بن أبي طالب، وجامع الرضوان في منطقة الحمدانية، وجامع التوحيد في السليمانية، وجامع غيور بك في الجميلية، وجامع الملّخانة في منطقة بستان كل أب وجمعية النور في المارتيني، وجامع محمد المهدي في الأعظمية، وجامع النور في حلب الجديدة.
يذكر أن "يونيسيف" أعلنت في وقت سابق أن أكثر من 3.5 ملايين سوري في مدينة حلب يعانون أزمة انقطاع متكرر للمياه الآمنة، ما يسهم في انتشار الأمراض.
اقرأ أيضاً: "أطباء بلا حدود" تعاود توزيع المساعدات في حلب