أعلن مجلس الوزراء الكويتي منذ أيام، منح الجنسية الكويتية للاعب المنتخب الكويتي ونادي الكويت الرياضي فهد العنزي، نظراً لخدماته الجليلة التي قدمها للكويت، واستجابة لاقتراح قدمته مجموعة من نواب البرلمان، وفق بيان أصدره مجلس الوزراء بعد اجتماعه.
الكويت ترد الجميل للعنزي
وكان فهد العنزي الذي سبق أن خاض تجربة احترافية في نادي اتحاد جدة السعودي قد ساهم بشكل كبير في فوز المنتخب الكويتي ببطولة كأس الخليج العشرين، المقامة في اليمن، وبطولة غرب آسيا المقامة في الأردن عام 2010.
أما فهد العنزي، الذي منح الجنسية الكويتية الشهر الماضي، فهو من فئة "البدون" وولد في منطقة الصليبية، شمال الكويت (وهي منطقة لسكن ذوي الدخل المحدود)، وقد تدرج العنزي في المراحل السنية لنادي كاظمة، قبل أن ينتقل إلى اللعب مع المنتخب الكويتي ويخوض تجربته الاحترافية، ليعود مرة أخرى إلى الكويت، ولكن عبر بوابة نادي الكويت الرياضي، في صفقة كانت هي الأغلى في تاريخ لاعبي الكرة الكويتيين، وهو لاعب فضّل الاستمرار باللعب في الكويت، حتى تم اختياره لتمثيل المنتخب في بطولة غرب آسيا، حيث برز نجمه فيها واستطاع الحصول على جائزة أفضل لاعب في الدورة، ثم الحصول على جائزة أفضل لاعب في كأس الخليج بعدها بأشهر.
العنزي في قمة السعادة
وقال فهد العنزي، لـ"العربي الجديد": "أشكر أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي العهد ورئيس البرلمان، مرزوق الغانم، على سعيهم في الموضوع منذ سنتين كاملتين، كما أشكر الشعب الكويتي، الذي وقف معي منذ بداية ظهوري في الملاعب وساندني عندما كنت أمر بظروف صعبة من حيث التنقل والإقامة مع المنتخب في البلدان التي ترفض إقامة فئة البدون فيها، حيث كنت أغيب عن المباريات لهذا السبب مما أثر على مسيرتي الرياضية".
وأضاف "آمل أن تكون هناك بادرة حقيقية لحل مشكلة البدون بأكملها في الكويت. هناك الكثير من اللاعبين البدون الذين حصلوا على شرف الجنسية الكويتية وهناك آخرون ينتظرون الحصول عليها مثل أخي لاعب القادسية، محمد راشد الفضلي". ويسمح القانون الكويتي لأمير البلاد بتجنيس الأشخاص الذين يراهم قدموا خدمات كبيرة للكويت في المجالات العلمية والفنية والرياضية والسياسية، وفق بند يسمى بند الأعمال الجليلة.
بين رافض ومؤيد
منح الجنسية الكويتية للرياضيين، لم يخل من اعتراضات، إذ قال النائب السابق، محمد الجويهل، المعروف بتوجهاته المناهضة تجاه فئة البدون، "إن تجنيس فهد العنزي هو تهديد صريح لوحدة المجتمع الكويتي الأصيل ومحاولة لتدمير نسيج المجتمع الكويتي، وإن هؤلاء سيزاحموننا في مميزات الجنسية الكويتية وسيساهمون في إفقار البلد في ما بعد".
لكن رئيس جمعية الصحافيين، فيصل القناعي، قال لـ"العربي الجديد": "إن الكثير من التصريحات لا تعدو كونها عنصرية مغلفة برداء حب الوطن، وفهد العنزي وغيره من اللاعبين الذين سبق وقرر أمير البلاد تجنيسهم هم في الأساس من فئة البدون المستحقة للجنسية الكويتية، بالإضافة إلى أنهم رفعوا راية الوطن في المحافل الدولية، وصنعوا الانتصارات باسم الكويت، وهو ما لم يقدر العنصريون على فعله، كما أن فهد العنزي هو ابن لجندي في الجيش الكويتي ساهم معه في حروب 1967 ضد الكيان الصهيوني، وآمل أن تمنح الجنسية لمحمد راشد الفضلي وعبدالرحمن باني، اللذين قدما للوطن خدمات جليلة أيضاً، وآمل أن تنتهي مشكلة البدون الرياضيين وغير الرياضيين في القريب العاجل".
العنزي ليس استثناءً
قامت الحكومة الكويتية قبل عقود بمنح الجنسية للاعب ذي الأصول اللبنانية، أحمد الطرابلسي، الذي ساهم مع الجيل الذهبي الرياضي الكويتي آنذاك في الفوز ببطولة كأس آسيا المقامة في الكويت عام 1980، والتأهل لكأس العالم المقامة في إسبانيا عام 1982، كما قامت بتجنيس اللاعب المنتمي إلى فئة البدون، مؤيد الحداد، للأسباب ذاتها.
وفي عام 2005 منحت الكويت الجنسية الكويتية للاعب نادي القادسية والمنتخب الكويتي، صالح الشيخ، لإسهاماته في المجال الرياضي مع ناديه والمنتخب الوطني. ولعب رئيس نادي القادسية آنذاك ورئيس الاتحاد الكويتي السابق دوراً كبيراً في الوساطة لمنحه الجنسية الكويتية، وفي العام نفسه أعلنت الحكومة إعادة الجنسية الكويتية لقائد المنتخب الكويتي ونادي القادسية وأفضل حارس في بطولة الخليج العشرين، نواف الخالدي، تحت بند الأعمال الجليلة، لكن نواف الخالدي لم يكن من فئة البدون، إذ ولد عام 1982 كمواطن كويتي ثم أسقطت الجنسية الكويتية عنه وعن عائلته عام 2000 بسبب انتماء والده إلى حركة قومية معارضة للتدخل الأميركي في معركة التحرير من الاحتلال العراقي. وجاء في بيان الحكومة الكويتية آنذاك بأنها ستعيد الجنسية لنواف الخالدي نظراً لأعماله الجليلة دون إخوته ووالده.
وفي عام 2008، مُنح لاعب نادي الكويت المنتمي إلى فئة البدون، حسين حاكم الشمري، الجنسية الكويتية كذلك نظراً للأعمال الجليلة التي قدمها مع ناديه والمنتخب الكويتي، ولا يزال هناك لاعبون آخرون من فئة البدون ينتظرون دورهم في كشوفات التجنيس وفق بند الأعمال الجليلة بمساعٍ يقودها وجهاء الشارع الرياضي، الذين حازوا مناصب في البرلمان أو الحكومة.
اقــرأ أيضاً
الكويت ترد الجميل للعنزي
وكان فهد العنزي الذي سبق أن خاض تجربة احترافية في نادي اتحاد جدة السعودي قد ساهم بشكل كبير في فوز المنتخب الكويتي ببطولة كأس الخليج العشرين، المقامة في اليمن، وبطولة غرب آسيا المقامة في الأردن عام 2010.
أما فهد العنزي، الذي منح الجنسية الكويتية الشهر الماضي، فهو من فئة "البدون" وولد في منطقة الصليبية، شمال الكويت (وهي منطقة لسكن ذوي الدخل المحدود)، وقد تدرج العنزي في المراحل السنية لنادي كاظمة، قبل أن ينتقل إلى اللعب مع المنتخب الكويتي ويخوض تجربته الاحترافية، ليعود مرة أخرى إلى الكويت، ولكن عبر بوابة نادي الكويت الرياضي، في صفقة كانت هي الأغلى في تاريخ لاعبي الكرة الكويتيين، وهو لاعب فضّل الاستمرار باللعب في الكويت، حتى تم اختياره لتمثيل المنتخب في بطولة غرب آسيا، حيث برز نجمه فيها واستطاع الحصول على جائزة أفضل لاعب في الدورة، ثم الحصول على جائزة أفضل لاعب في كأس الخليج بعدها بأشهر.
العنزي في قمة السعادة
وقال فهد العنزي، لـ"العربي الجديد": "أشكر أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولي العهد ورئيس البرلمان، مرزوق الغانم، على سعيهم في الموضوع منذ سنتين كاملتين، كما أشكر الشعب الكويتي، الذي وقف معي منذ بداية ظهوري في الملاعب وساندني عندما كنت أمر بظروف صعبة من حيث التنقل والإقامة مع المنتخب في البلدان التي ترفض إقامة فئة البدون فيها، حيث كنت أغيب عن المباريات لهذا السبب مما أثر على مسيرتي الرياضية".
وأضاف "آمل أن تكون هناك بادرة حقيقية لحل مشكلة البدون بأكملها في الكويت. هناك الكثير من اللاعبين البدون الذين حصلوا على شرف الجنسية الكويتية وهناك آخرون ينتظرون الحصول عليها مثل أخي لاعب القادسية، محمد راشد الفضلي". ويسمح القانون الكويتي لأمير البلاد بتجنيس الأشخاص الذين يراهم قدموا خدمات كبيرة للكويت في المجالات العلمية والفنية والرياضية والسياسية، وفق بند يسمى بند الأعمال الجليلة.
بين رافض ومؤيد
منح الجنسية الكويتية للرياضيين، لم يخل من اعتراضات، إذ قال النائب السابق، محمد الجويهل، المعروف بتوجهاته المناهضة تجاه فئة البدون، "إن تجنيس فهد العنزي هو تهديد صريح لوحدة المجتمع الكويتي الأصيل ومحاولة لتدمير نسيج المجتمع الكويتي، وإن هؤلاء سيزاحموننا في مميزات الجنسية الكويتية وسيساهمون في إفقار البلد في ما بعد".
لكن رئيس جمعية الصحافيين، فيصل القناعي، قال لـ"العربي الجديد": "إن الكثير من التصريحات لا تعدو كونها عنصرية مغلفة برداء حب الوطن، وفهد العنزي وغيره من اللاعبين الذين سبق وقرر أمير البلاد تجنيسهم هم في الأساس من فئة البدون المستحقة للجنسية الكويتية، بالإضافة إلى أنهم رفعوا راية الوطن في المحافل الدولية، وصنعوا الانتصارات باسم الكويت، وهو ما لم يقدر العنصريون على فعله، كما أن فهد العنزي هو ابن لجندي في الجيش الكويتي ساهم معه في حروب 1967 ضد الكيان الصهيوني، وآمل أن تمنح الجنسية لمحمد راشد الفضلي وعبدالرحمن باني، اللذين قدما للوطن خدمات جليلة أيضاً، وآمل أن تنتهي مشكلة البدون الرياضيين وغير الرياضيين في القريب العاجل".
العنزي ليس استثناءً
قامت الحكومة الكويتية قبل عقود بمنح الجنسية للاعب ذي الأصول اللبنانية، أحمد الطرابلسي، الذي ساهم مع الجيل الذهبي الرياضي الكويتي آنذاك في الفوز ببطولة كأس آسيا المقامة في الكويت عام 1980، والتأهل لكأس العالم المقامة في إسبانيا عام 1982، كما قامت بتجنيس اللاعب المنتمي إلى فئة البدون، مؤيد الحداد، للأسباب ذاتها.
وفي عام 2005 منحت الكويت الجنسية الكويتية للاعب نادي القادسية والمنتخب الكويتي، صالح الشيخ، لإسهاماته في المجال الرياضي مع ناديه والمنتخب الوطني. ولعب رئيس نادي القادسية آنذاك ورئيس الاتحاد الكويتي السابق دوراً كبيراً في الوساطة لمنحه الجنسية الكويتية، وفي العام نفسه أعلنت الحكومة إعادة الجنسية الكويتية لقائد المنتخب الكويتي ونادي القادسية وأفضل حارس في بطولة الخليج العشرين، نواف الخالدي، تحت بند الأعمال الجليلة، لكن نواف الخالدي لم يكن من فئة البدون، إذ ولد عام 1982 كمواطن كويتي ثم أسقطت الجنسية الكويتية عنه وعن عائلته عام 2000 بسبب انتماء والده إلى حركة قومية معارضة للتدخل الأميركي في معركة التحرير من الاحتلال العراقي. وجاء في بيان الحكومة الكويتية آنذاك بأنها ستعيد الجنسية لنواف الخالدي نظراً لأعماله الجليلة دون إخوته ووالده.
وفي عام 2008، مُنح لاعب نادي الكويت المنتمي إلى فئة البدون، حسين حاكم الشمري، الجنسية الكويتية كذلك نظراً للأعمال الجليلة التي قدمها مع ناديه والمنتخب الكويتي، ولا يزال هناك لاعبون آخرون من فئة البدون ينتظرون دورهم في كشوفات التجنيس وفق بند الأعمال الجليلة بمساعٍ يقودها وجهاء الشارع الرياضي، الذين حازوا مناصب في البرلمان أو الحكومة.