يسير رئيس الوزراء المصري الأسبق، كمال الجنزوري، على خطى رئيس لجنة الدستور السابقة، عمرو موسى، فهو بدأ منذ أشهر في مشاورات مع القوى السياسية بهدف تشكيل قائمة "وطنية" موحّدة، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة دعماً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكان موسى قد سبق الجنزوري في تلك المهمة، التي انتهت بالفشل بعد مشاورات ومفاوضات استمرت فترة طويلة. وتُرجّح المؤشرات فشل مفاوضات الجنزوري أيضاً، بعدما تلقى العديد من الضربات خلال الأيام الماضية، وأبرزها إعلان أحزاب "المؤتمر" و"التجمع" و"الغد" الانسحاب من القائمة التي يسعى لتشكيلها.
وقالت هذه الأحزاب، في بيان لها، إن الانسحاب جاء "لعدم الوضوح في معرفة شركاء القائمة، وانعدام الرؤية".
كما شن تحالف "العدالة الاجتماعية"، الذي يضم عدداً من البرلمانيين السابقين، هجوماً على قائمة الجنزوري، ورفض قادة التحالف الانضمام إليها.
واتهم القيادي في التحالف، مصطفى الجندي، رئيس الوزراء الأسبق بالتحالف مع "فلول" الحزب الوطني الحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، متوقعاً فشل جهود الجنزوري لتشكيل قائمة موحدة.
وترتكز قائمة الجنزوري على تحالف "الجبهة الوطنية"، الذي من أبرز أحزابه "الحركة الوطنية"، و"مصر بلدي"، اللذين يضمان الكثير من رموز حزب مبارك المنحل.
من جهة أخرى، عاد موسى إلى المشهد مجدداً ليزاحم الجنزوري، إذ أكدت مصادر حزبية أن هناك مشاورات بين تحالف "الوفد المصري"، الذي يضم أحزاب "الوفد" و"المصري الديمقراطي" و"الإصلاح" و"التنمية" و"المحافظين"، وأحزاب "المؤتمر" و"التجمع" و"الغد"، المنسحبة، لتشكيل قائمة موحّدة يقودها رئيس اللجنة السابقة للدستور.
هذا الأمر يهدد جهود الجنزوري بالفشل، نظراً لأنه كان يسعى لضم أحزاب تحالف "الوفد المصري" إلى قائمته.
تجدر الإشارة إلى أن الجنزوري يسعى إلى تشكيل تحالف حول مقاعد القائمة فقط، البالغة 120 مقعداً، وتُشكّل نحو 22 في المئة من إجمالي مقاعد مجلس النواب المقبل، طبقاً لقانون الانتخابات البرلمانية.
ويتوقع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وحيد عبد المجيد، فشل أي تحالف انتخابي موسع، أو أي جهود لتشكيل قائمة وطنية موحّدة، كما يسعى البعض.
ويشير عبد المجيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن ضعف ثقافة التحالفات في الحياة السياسية المصرية، إضافة إلى طمع الأحزاب، وسعي كل حزب للحصول على أكبر مكسب ممكن من أي تحالف، أسباب تؤدي إلى فشل جهود أي تحالف موسّع.
ويتوقع تفتيت التحالفات الانتخابية المزمع تدشينها حالياً، إلى تحالفات أصغر، مع بدء إجراءات الاستحقاق الانتخابي.