الجندي المجهول

14 ديسمبر 2016
شارك الملك الأردني في مراسم الدفن (خليل مزرعاوي/Getty)
+ الخط -

دفن الاثنين الماضي، وفي مراسم عسكرية مهيبة، رفات أحد شهداء الجيش العربي (الأردني)، في معارك الدفاع عن القدس، بعد أن نقل الجثمان من مقبرة لشهداء الجيش العربي في موقع النبي صموئيل في مدينة القدس، إلى العاصمة عمّان، حيث دفن في صرح الشهيد.

لم يتم الكشف عن هوية الشهيد، وكان يمكن ذلك، بالعودة إلى سجلات المفقودين من الجنود الذين شاركوا في حرب يونيو/ حزيران 1967، والمتوفرة لدى قيادة الجيش الأردني، وإجراء فحوصات الحمض النووي على الجثمان ومطابقتها مع الحمض النووي لعائلات الجنود المفقودين، الذين ما يزالون ينتظرون أخباراً عن أبنائهم الذين فقدوا على جبهة القتال التي بردت منذ زمن. آثر الأردن دفن الرفات، من دون تحديد هوية الجندي، ليكون جندياً مجهولاً، بما يحمل ذلك من دلالة رمزية عظيمة، تدلل على التضحيات التي قدمها الجيش العربي على أرض فلسطين. وأحيا الحدث، الذي شهده الملك الأردني، عبد الله الثاني، بحضور عدد من الأمراء وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والمدنيين، مشاعر الفخر في قلوب الأردنيين، وهم يتابعون التكريم الذي يحظى به الجنود الأبطال الذين دفعوا دمائهم في سبيل الدفاع عن عروبة فلسطين في مواجهة العصابات الصهيونية، قبل أن تلجم معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية أصوات المدافع.

سبق "الجندي المجهول" العديد من الجنود الذين أعيد رفاتهم ليدفن في الأردن، بعد أن تم التعرف على هويتهم، وغيرهم آثرت عائلاتهم الإبقاء عليهم مدفونين في أرض فلسطين، وعائلات تنتظر أخباراً عن أبنائها من الجنود المفقودين وسط قناعة باحتمال أن يكون بعضهم ما يزال على قيد الحياة. ونحن نحتفي بشهداء الجيش العربي الذين سقطوا في حروب الدفاع عن فلسطين، نستذكر شهداءنا المدنيين الذين اغتالتهم يد الغدر الصهيونية خلال زيارتهم فلسطين. ونكرر السؤال، ونبقى نكرره، إلى أين وصل التحقيق باستشهادهم؟ أكثر من عام على اغتيال جنود الاحتلال للقاضي الأردني، رائد زعيتر، على جسر الملك حسين أثناء توجهه إلى الضفة الغربية، ولا نتائج للتحقيق. وأشهر تمضي على اغتيال الشاب الأردني سعيد العمر على يد مجندة إسرائيلية في مدينة القدس، ولا جديد، ولا جديد.