الجلسة الثالثة لمؤتمر "الجيش والسياسية" بالدوحة تبحث تسييس العسكر

01 أكتوبر 2016
المؤتمر تشارك فيه نخبة من الأكاديميين والباحثين (العربي الجديد)
+ الخط -
اختتمت أعمال اليوم الأول للمؤتمر الأكاديمي "الجيش والسياسة في مرحلة التحول الديمقراطي في الوطن العربي"، والذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على مدى ثلاثة أيام، وتشارك فيه نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف الأقطار العربية، بالجلسة الثالثة، والتي تناولت نشأة العسكرية العربية الحديثة وتطور أدوارها السياسية، وقدّمها أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، يوسف العبدالله.

وقدّم اليوم مدير فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية سابقاً، خالد زيادة، ورقة بعنوان "الأدوار المبكرة للعسكريين في السياسة والزعامة"، بالإضافة إلى ورقة حول "الضباط الأحرار في الأردن: تجربة تسييس الجيش"، قدمها الباحث في المركز العربي، محمد المصري. كذلك قدّم الباحث في المركز العربي، جمال باروت، ورقة بعنوان "جذور التسلطية العسكرية: ازدواجية السلطة العسكرية – المدنية في سورية 1950 - 1970".



وفصّل خالد زيادة في ورقته الحديث عن التنظيمات العسكرية في الدولة العثمانية ومصر، لا سيما الحقبة المؤسسة لمحمد علي باشا، والتي رأى باحثون أنها نواة الثقافة العسكرية التي اصطبغت بها الدول العربية اليوم.

ويرى زيادة أن تنظيم الجيش العثماني كان نتيجة لهزائم العثمانيين في أوروبا، بينما أراد محمد علي بناء جيش قوي في مصر، لخدمة طموحاته التوسعية. ويعتبر زيادة أنه في الحالتين، العثمانية والمصرية، لعب الجيش "دوراً في التغيير الاجتماعي". بالإضافة إلى أن الجيش "لم يكن قاطرة للتحديث وحسب" بل "تبنى عدد من الضباط أفكار الوطن والحرية والمساواة".

ويضرب الباحث، بحركة عرابي، كمثال على الدور الوطني الذي لعبه الجيش في مصر. كما يضرب كمثال للدور التحرري الذي لعبه ضباط الجيش العثماني، العرب، في الثورة العربية عام 1916، خاصة يوسف العظمة، وعزيز المصري، وفوزي القاوقجي.

من ناحيته، يرى محمد المصري، أن دراسة تجربة الضباط الأحرار في الأردن "تسهم في تقديم فهم أعمق لتطورات المؤسسة العسكرية في الأردن بعد 1957"، التجربة التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها تقدم "مؤسسة عسكرية احترافية لا تتدخل في السياسة".

ويرى المصري أن تأثر مرحلة بناء الجيش الأردني بـ "الظروف الموضوعية السائدة في منطقة شرق الأردن باعتبارها منطقة فقيرة" كان لها الأثر الأكبر. بالإضافة إلى "عدم وجود نخب سياسية واقتصادية أردنية قادرة على تأسيس جيش في الأردن" مما انعكس على وضع المؤسسة العسكرية، والتي تأثر بناؤها بالاستراتيجية البريطانية في منطقة شرق الأردن، بالإضافة إلى ما سماها بعملية "بدونة الجيش"، إذ تمت الاستعانة بنخب من الضباط القادمين من خارج إمارة شرق الأردن، وضباط ريفيين.

أما جمال باروت، فقد تطرّق إلى الانقلابات العسكرية التي رسمت ملامح سورية من حقبة الخمسينيات إلى السبعينيات، مشيراً إلى أن هذه الفترة شهدت "ما يقارب 11 انقلاباً عسكرياً ناجحاً، و10 انقلابات عسكرية فاشلة على الأقل".

ويرصد باروت أن أغلب هذه الانقلابات "ترافقت مع وضع دساتير جديدة للبلاد أو إعلانات دستورية"، معتبراً أن كثافة الانقلابات في تلك الحقبة أدت إلى "تطور المنظمات العسكرية وفرض تغيّرات اجتماعية في سورية".

وركز باروت على حقبة الرئيس السوري أديب الشيشكلي، باعتبارها شهدت نزعة إلى "تعريب وتسنين الجيش" من أجل التخلص من "ضباط جيش الشرق".

ويرى الباحث أن فترة الانقلابات في سورية شهدت ما سماه "تسارع تطور المنظمات العسكرية كمنظمات "أيديولوجية وعقائدية"، مشيرا إلى "تقاطع مصالحها مع مصالح الفئات الوسطى والدنيا للمجتمع، لا سيما الفلاحين".

وتستمر أعمال مؤتمر الجيش والسياسية اليوم، في الدوحة، من خلال تقديم ست محاضرات، في مسارين، تتناول تقاطعات الجيش والثورات العربية، بالإضافة إلى دراسة تجارب عربية مختلفة، لتدخلات الجيش في السياسة.



المساهمون