الجزيرة السوريّة: الآشوريون يدخلون على خط المواجهة

03 ابريل 2014
مقاتلون سوريون موالون للنظام (فرانس برس، getty)
+ الخط -

أفضى التنوّع الديني والإثني في سوريا، إلى ظهور العديد من التشكيلات العسكريّة، التي اتخذت موقفاً من الثوّرة ضد النظام السوري.

وقال مصدر مطلع في منطقة تل تمر في محافظة الحسكة (شمال شرق)، إن الأحياء الآشورية في المدينة شهدت، أول من أمس الثلاثاء، عرضاً عسكرياً لمسلحين آشوريين، يرتدون لباس "جيش الدفاع الوطني"، وهي ميليشيا تقاتل إلى جانب النظام السوري.
وأكد المصدر، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن أعلام النظام رُفعت على التل الذي يشرف على البلدة في الحي الغربي أثناء العرض.
جاء ذلك بعد تسريبات انتشرت، أخيراً، حول نية "الدفاع الوطني" انتزاع بلدة تل تمر من حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي"، وسط غموض حول آلية التنفيذ.
إلا أن ذلك الغموض سرعان ما تبدّد بإعلان مسلحين آشوريين في البلدة، انضمامهم إلى "جيش الدفاع الوطني"، أو "المقنّعين"، وهو لقب يطلقه المعارضون على عناصره من العرب.
وتشكّل أغلبية من الآشوريين سكان تل تمر، التي تقع على طريق حلب الرئيسي، إضافة إلى 35 قرية موزعة شمال وجنوب البلدة، على ضفتي نهر الخابور.
ويعيش في منطقة الجزيرة السورية، إضافة إلى الآشوريين (السريان) والعرب والأكراد، خليط سكاني من إثنيات قومية ودينية وطائفية مختلفة، من كلدان وأرمن وشيشان وتركمان وإيزيديين.


وانقسم الآشوريون في موقفهم تجاه الثورة السورية، إذ ناصبها بعضهم العداء، وفي مقدمتهم مجموعة عسكرية باسم "سوتورو"، وأحد مدربيها العريف السويسري السرياني من أصل سوري، يوهان كوسر، الذي غادر سويسرا إلى سوريا ومدينة القامشلي تحديداً، بحسب تقارير إعلامية.
تقارير إعلامية أخرى، أكدت أن كوسر ليس السويسري أو الأوروبي الوحيد الذي يقاتل ضد المعارضين السوريين، إنما يرافقه سويسريون آخرون، إضافة إلى ألمان وسويديين، في صراع استقطب الكثير من المقاتلين الأجانب.

وتبادلت أطراف النزاع السوري الاتهامات حول الاستعانة بالخارج، ففي حين استقدم النظام السوري مقاتلين، بالتنسيق مع حلفائه في إيران ولبنان والعراق، شهدت الحدود الشمالية توافد العديد من المقاتلين الاجانب ضد النظام السوري.

وبالإضافة إلى "سوتورو"، فإن شباناً آشوريين آخرين أسّسوا مجموعة "وحدات حماية الخابور"، التي تعتبر بمثابة لجان شعبية لحماية بلداتهم، واتخذت هذه الوحدات موقفاً محايداً، نوعاً ما، تجاه الصراع الدائر في المنطقة، فلم يسبق أن اشتبكت مع فصائل المعارضة المسلحة أو الكتائب الإسلامية في المنطقة، رغم أنهم يعتمدون رموز الحكومة السورية في مدارسهم، حيث يرفرف علم النظام عليها وعلى سائر الدوائر الحكومية العامة داخل بلداتهم.

ويعتبر الكثير من الآشوريين (السريان) أنهم عانوا ويلات الاستبداد في ظل النظام السوري، إذ هاجر مئات الآلاف منهم موطنه الأصلي في الجزيرة السورية خلال العقود الأربعة الماضية، من كافة المدن والبلدات، وخاصة القامشلي التي سكنها الآشوريون في الثلث الأول من القرن الماضي، وكانوا يشكلون الغالبية الساحقة من سكانها حتى أوائل الثمانينات.
وللمكوّن الآشوري ممثلون في أكبر تكتلات المعارضة السورية، لا سيما "الائتلاف الوطني لقوى الثوّرة والمعارضة" و"هيئة التنسيق الوطنية". 


وفي السياق نفسه، أفادت مصادر في بلدة تل تمر، أن مجموعة مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، اعتقلت منذ أيام مجموعة من أهالي قرية مجاورة لتل تمر، إثر تنظيمهم اجتماعاً لعناصر من حزب البعث، بغرض إنشاء قوة عسكرية تتبع لـ"الدفاع الوطني".
وأكدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الحزب ما لبث أن اضطر إلى إطلاق سراح جميع من اعتقلهم في اليوم التالي بعد تدخل النظام.

وكشفت المصادر أن قائداً لإحدى الكتائب يدعى ياسين البكير، هو أبرز المتعاونين مع حزب البعث من العرب، نظّم اجتماعاً آخر للبعثيين في قرية عنيق الهوى، الواقعة بين تل تمر وبلدة أبو رأسين، بهدف الانقلاب على الحزب الكردي.
ويتقاسم كل من حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" وفصائل إسلامية، فضلاً عن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"جبهة النصرة"، السيطرة على معظم ريف محافظة الحسكة في الجزيرة السورية، في حين ما زال مركز المدينة تحت سيطرة النظام السوري.

المساهمون