توقفت كل الفعاليات الترفيهية والثقافية جراء انتشار وباء كورونا في العالم، ولم تكن الجزيرة السورية (شرق)، استثناء من تطبيق الإجراءات الاحترازية العالمية. فقد فرضت "الإدارة الذاتية" التي تحكم المنطقة، حظراً للتجول بهدف منع انتشار الفيروس المستجد، فأغلقت المطاعم والمقاهي والصالات والملاعب الرياضية، ولزم الأهالي منازلهم. كل ذلك جعل الأهالي في الجزيرة، التي تضم محافظة الحسكة وأجزاء من محافظتي دير الزور والرقة، شرقي سورية، يحاولون استحضار أدوات التسلية القديمة والحديثة لقضاء الوقت، من الألعاب المنزلية القديمة التقليدية، كورق الشدة و"المحبس" وغيرها، فيما وجد آخرون وقتاً للقراءة والمطالعة.
إلا أن أغلب الناس اتجهوا لمشاهدة الأفلام والإنتاجات السينمائية، خصوصاً أن الكثير من المواقع والمنصات الإلكترونية الرقمية قدمت عروضاً مغرية لمتابعة أفلام سورية وعربية وعالمية مجاناً، لم تكن متاحة في الظروف العادية، مثل منصات (فيمو، نتفليكس، آبل، أمازون)، والعديد من المنصات الأخرى، فضلاً عن القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية، إذ صار بالإمكان مشاهدة أفلام حديثة وجديدة من المنزل من دون الحاجة للذهاب إلى الصالات السينمائية، التي تفتقدها مدن وبلدات الجزيرة السورية بطبيعة الحال.
ويرى عباس أنور، وهو صحافي من مدينة الحسكة، أن "من إيجابيات البقاء في المنزل خلال فترة حظر التجول هي العودة لبعض الهوايات أو الاهتمامات التي تجاهلتها أو أرغمتك الظروف على تجاهلها خلال السنوات الماضية من الحرب والدمار الذي لحق بالبلاد". ويضيف أنور، في حديثه إلى "العربي الجديد": "مشاهدة الأفلام السينمائية العالمية، كانت إحدى هذه الاهتمامات المنسية، لكن ظروف الحظر أعادتني إليها وشاهدت أكثر من 25 فيلما خلال هذه الفترة، من خلال باقة من الأعمال الهوليوودية والأوروبية والفارسية والآسيوية، بشكل عام. السينما تعرفك على ثقافات الإنسان الغنية في أصقاع العالم، وأحب مشاهدة الأفلام الدرامية والسيرة الذاتية والتاريخية".
أما مسعود حسن (40 عاما)، وهو مدرس من مدينة القامشلي، فيعتبر أن مشاهدة الأفلام السينمائية تعوضه عن التواصل الاجتماعي المباشر الذي فقده نتيجة إجراءات حظر التجول بسبب تفشي كورونا، وأنه عامل مهم في "إشباع غريزة الاحتياج النفسي للقاء الآخرين، ذلك أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي"، على حد تعبيره. ويتابع حسن في حديثه لـ"العربي الجديد"، قائلا إن "إجراءات كورونا والحجر المنزلي، دفعتني للاشتراك بباقة من القنوات المشفرة التي تعرض الأفلام الحديثة بشكل دوري، فالسينما تمنحني جرعة من العاطفة الاجتماعية. شخصيات الأفلام هي بالنهاية بشر يعيشون في مجتمع بمكان ما؛ ولديهم ارتباط بنسب كبيرة أو قليلة حسب قصة الفيلم والشخصية وحسب سيرتك الذاتية. أستطيع أن أُشَبِه السينما في وقتنا الحالي بـ(الحكواتي) الذي كان يسرد القصص على مسامع الناس قبل عشرات السنين؛ وأفضل مشاهدة الأفلام ذات الطابع القصصي الإنساني".
بينما يجد الشاعر محمود عبدو (43 عاما)، وهو من مدينة المالكية، أن الحجر المنزلي شَكّلَ "فرصة حقيقية" لتعويض ما فاته من اهتمامات وعادات يومية وحياتيه كان بحاجة للعودة إليها، كالاعتناء بحديقته المنزلية والقراءة وغيرها.
ويقول عبدو لـ"العربي الجديد": "رغم ضيق الوقت في السابق بسبب العمل وغيرها من الأعباء اليومية، بقيت السينما حاضرة في حياتي؛ إلا أن الحجر المنزلي كان فرصة حقيقية لمتابعة ما أمكن مشاهدته من الأفلام السينمائية عبر شاشة التلفاز المنزلي، أو عبر الإنترنت من خلال تبادل روابط الأفلام الممتعة مع مجموعة من الأصدقاء من محبي السينما".
اقــرأ أيضاً
إلا أن أغلب الناس اتجهوا لمشاهدة الأفلام والإنتاجات السينمائية، خصوصاً أن الكثير من المواقع والمنصات الإلكترونية الرقمية قدمت عروضاً مغرية لمتابعة أفلام سورية وعربية وعالمية مجاناً، لم تكن متاحة في الظروف العادية، مثل منصات (فيمو، نتفليكس، آبل، أمازون)، والعديد من المنصات الأخرى، فضلاً عن القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية، إذ صار بالإمكان مشاهدة أفلام حديثة وجديدة من المنزل من دون الحاجة للذهاب إلى الصالات السينمائية، التي تفتقدها مدن وبلدات الجزيرة السورية بطبيعة الحال.
ويرى عباس أنور، وهو صحافي من مدينة الحسكة، أن "من إيجابيات البقاء في المنزل خلال فترة حظر التجول هي العودة لبعض الهوايات أو الاهتمامات التي تجاهلتها أو أرغمتك الظروف على تجاهلها خلال السنوات الماضية من الحرب والدمار الذي لحق بالبلاد". ويضيف أنور، في حديثه إلى "العربي الجديد": "مشاهدة الأفلام السينمائية العالمية، كانت إحدى هذه الاهتمامات المنسية، لكن ظروف الحظر أعادتني إليها وشاهدت أكثر من 25 فيلما خلال هذه الفترة، من خلال باقة من الأعمال الهوليوودية والأوروبية والفارسية والآسيوية، بشكل عام. السينما تعرفك على ثقافات الإنسان الغنية في أصقاع العالم، وأحب مشاهدة الأفلام الدرامية والسيرة الذاتية والتاريخية".
أما مسعود حسن (40 عاما)، وهو مدرس من مدينة القامشلي، فيعتبر أن مشاهدة الأفلام السينمائية تعوضه عن التواصل الاجتماعي المباشر الذي فقده نتيجة إجراءات حظر التجول بسبب تفشي كورونا، وأنه عامل مهم في "إشباع غريزة الاحتياج النفسي للقاء الآخرين، ذلك أن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي"، على حد تعبيره. ويتابع حسن في حديثه لـ"العربي الجديد"، قائلا إن "إجراءات كورونا والحجر المنزلي، دفعتني للاشتراك بباقة من القنوات المشفرة التي تعرض الأفلام الحديثة بشكل دوري، فالسينما تمنحني جرعة من العاطفة الاجتماعية. شخصيات الأفلام هي بالنهاية بشر يعيشون في مجتمع بمكان ما؛ ولديهم ارتباط بنسب كبيرة أو قليلة حسب قصة الفيلم والشخصية وحسب سيرتك الذاتية. أستطيع أن أُشَبِه السينما في وقتنا الحالي بـ(الحكواتي) الذي كان يسرد القصص على مسامع الناس قبل عشرات السنين؛ وأفضل مشاهدة الأفلام ذات الطابع القصصي الإنساني".
بينما يجد الشاعر محمود عبدو (43 عاما)، وهو من مدينة المالكية، أن الحجر المنزلي شَكّلَ "فرصة حقيقية" لتعويض ما فاته من اهتمامات وعادات يومية وحياتيه كان بحاجة للعودة إليها، كالاعتناء بحديقته المنزلية والقراءة وغيرها.
ويقول عبدو لـ"العربي الجديد": "رغم ضيق الوقت في السابق بسبب العمل وغيرها من الأعباء اليومية، بقيت السينما حاضرة في حياتي؛ إلا أن الحجر المنزلي كان فرصة حقيقية لمتابعة ما أمكن مشاهدته من الأفلام السينمائية عبر شاشة التلفاز المنزلي، أو عبر الإنترنت من خلال تبادل روابط الأفلام الممتعة مع مجموعة من الأصدقاء من محبي السينما".
ورغم قلّة أو حتى انعدام صالات السينما في مناطق الجزيرة السورية منذ اندلاع الثورة في العام 2011، إلا أن الطالب الجامعي متين حسن (22 عاما)، تطرق في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى العروض السينمائية التي كان يقدمها "نادي قامشلي السينمائي" قبل أشهر قليلة، فقد أتاح له النادي فرصة مشاهدة أفلام "مميزة ومختارة بعناية".