وأبدى الجزائريون روح تضامن عالية إثر هذه الفاجعة الأليمة، وشهدت مختلف الولايات والبلدات التي ينحدر منها الضحايا، هبّات تضامن من قبل السكان مع عائلات الضحايا التي وجدت في هذه الوقفات العضُد والسند المعنوي لتجاوز المحنة. واحتشدت جموع المعزين في بلدية بورقيقة بولاية تيبازة غربي العاصمة الجزائرية، أمام منازل كل عائلات الضحايا.
وعلى قدر المحنة جاء التفاعل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي التي تزاحمت فيها صور الضحايا وآيات الترحم عليهم، ودعوات التضامن، ودعا ناشطون إلى وقفة ترحم اليوم الخميس، نظمت أمام نصب مقام الشهيد في أعالي العاصمة الجزائرية، وقرب متحف الجيش، احتراما وترحما على الضحايا وتأكيدا لتلاحم الشعب مع الجيش.
Twitter Post
|
وتضامناً مع عائلات شهداء الوطن، ارتدى الصحافي حمزة عقون اللباس العسكري، في مشهد يجسد موقفا تضامنيا لافتا، وعلق الناشط سامي فارس على الهبة التضامنية قائلا: "كأن هذا الشعب لا يظهر أحسن ما فيه إلا عند الشدائد، رأينا التعاطف والتآخي والوحدة بين الجزائريين بعد فاجعة بوفاريك وسمعنا الدعاء وطلب الرحمة من كل الأطياف".
Twitter Post
|
وجرى في مطار الجزائر الدولي والداخلي، تنظيم دقيقة صمت ترحما على أرواح ضحايا الكارثة الجوية، ونكست الجامعات والمقرات الحكومية أعلامها لمدة ثلاثة أيام حدادا، كما نظمت وقفات مماثلة، وتم الترحم على أرواح شهداء الطائرة العسكرية المنكوبة في عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية الجزائرية، كما ألغت القنوات البرامج الغنائية والفنية احتراما للضحايا وعائلاتهم.
Twitter Post
|
ونشر التلفزيون الرسمي تصريحات لجنود من الجيش من مختلف مواقع عملهم، بما فيها المناطق الحدودية في الجنوب والصحراء، عبروا فيها عن تضامنهم المطلق مع عائلات الشهداء العسكريين والمدنيين ووفائهم والتزامهم بالعهد في حماية البلاد.
وثمن قائد أركان الجيش الفريق، أحمد فايد صالح، ما وصفه بـ"الهبة التضامنية وروح التآزر والمواساة المُفعمة بمشاعر التعاطف الصادق التي أبداها الشعب الجزائري"، كما انتقل إلى المستشفى المركزي للجيش لإلقاء النظرة الأخيرة على جثامين ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك، هذا بعد أن تمّ تحديد هويات المجموعة الأولى من ضحايا الحادث الأليم، وأعطى التعليمات بضرورة التكفل بتوجيه الجثامين إلى ولاياتهم الأصلية.
وأمر المسؤول العسكري الجزائري الفرق المختصة في المستشفى العسكري بالإسراع في استكمال عملية التحديد العلمي لهويات باقي الضحايا. ولم تكشف وزارة الدفاع الجزائرية عن عدد الضحايا الذين تم تحديد هوياتهم.
وتفحمت جثث عدد من الضحايا بعدما اندلعت النيران في الطائرة فور إقلاعها واشتعالها بعد سقوطها، خاصة أنها كانت تحمل كمية كبيرة من الوقود لكونها كانت بصدد رحلة طويل إلى منطقتي بشار وتندوف جنوبي الجزائر.
Twitter Post
|
وكانت طائرة عسكرية قد تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري، إذ فقد قائدها السيطرة عليها بسبب عطب فني، وحاول العودة بها إلى المطار، لكنه أخفق في ذلك، ما أدى إلى سقوطها في حقل زراعي قرب المطار، ومقتل 257 راكبا من بينهم 10 من طاقم الطائرة، و30 من الصحراويين، حسب حصيلة أعلنتها وزارة الدفاع الجزائرية، أغلبهم ضحايا من العسكريين و أفراد عائلاتهم.