الجزائر: قضية صحيفة "الخبر" تفجر أزمة سياسية

21 مايو 2016
الجزائر تتهيأ لفترة ما بعد بوتفليقة (Getty)
+ الخط -

أطلق الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية عمار سعداني، اليوم السبت، هجمات "عنيفة" ضد أسماء عسكرية وسياسية ومالية وصحافيين في الجزائر، على خلفية الأحداث المتسارعة في قضية وزارة الاتصال وصحيفة "الخبر"، وما رافقها من تصريحات وتصريحات مضادة، على أثر شراء رجل الأعمال يسعد ربراب لأكبر جريدة جزائرية صادرة باللغة العربية، والذي أعقبته قضية رفعتها وزارة الاتصال الجزائرية ضد مجمع "الخبر" لإبطال الصفقة.



وقال سعداني في تجمع بولاية تبسة في أقصى الشرق الجزائري، اليوم السبت، إن ربراب هو الشجرة التي تخفي الغابة و"واجهة" في الصفقة، في إشارة إلى أن عملية الشراء وراءها الجنرال المتقاعد محمد مدين، المعروف بـ"الجنرال توفيق" أو صانع رؤساء الجزائر خلال ربع قرن، قبل أن يقيله من منصبه قرار للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

ودعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ربراب إلى الاختيار بين "السياسة أو المال"، مضيفاً أن عهد صناعة الرؤساء انتهى، وأن تحالف ربراب مع الجنرال توفيق "فاشل".

وهاجم سعداني ربراب، قائلاً "رجل الأعمال ليس هو من يريد شراء (الخبر)، بل الجنرال المتقاعد محمد مدين"، الذي وصفه بـ"الأخطبوط الذي انهار منذ فترة"، واصفاً إياه باللوبي الذي يملك خمسة أذرع، وهي بحسبه "الأمنية، الإعلامية، السياسية، المالية والإدارية". وقال إن الجنرال توفيق كان يحكم الجزائر من خلالها منذ التسعينات.

وأضاف أن "المدير السابق لدائرة الاستعلام والأمن الجنرال توفيق يريد العودة مجددا عن طريق أذرعه الخمسة، تحضيرا لطريق الرئاسيات المقرر إجراؤها في 2019 بعدما أصبح عاجزا عن صناعة الرؤساء والسفراء والمديرين وحتى موظف بلدية"، على حدّ تعبيره.

وقال سعداني إن صفقة "الخبر" تندرج في إطار التحضير للرئاسيات المقبلة وفرض الرئيس القادم، قبل أن يضيف أن ربراب يريد شراء "الخبر" بأموال البنك المركزي التي حصل عليها "الأخطبوط" تحت مسميات مختلفة.

كما أطلق أمين عام جبهة التحرير الوطني النار على الأمينة العامة لحزب "العمال" لويزة حنون، على خلفية مساندتها لـ"الخبر" وربراب، قائلاً إن الشخصيات التي تدعي التروتسكية والاشتراكية تتحالف مع الأوليغارشية وتريد بيع العمال لربراب، متهماً حزب "العمال" بالمتاجرة بالعمال والعمالة للجنرال المتقاعد، مشيراً إلى أن هذه المجموعة ومن حولها أصابها فيروس "إيبولا" وانكشف عنها الغطاء.

وفي قضية وزارة الاتصال وصحيفة "الخبر"، دافع الأمين العام لحزب الغالبية بشدة عن وزير الاتصال حميد قرين، وقال إنه أشرف وأنظف من كل الأقلام الصحافية التي تستهدفه منذ إعلانه بطلان صفقة بيع مجمع "الخبر" لربراب، وهاجم في هذا السياق بعض الصحف والصحافيين الذين قال إنهم تحولوا إلى ناطقين باسم الجنرالات المعزولين.

وتظل تصريحات سعداني، بحسب المتتبعين للشأن السياسي في الجزائر، "تصريحات ليست من العدم" و"يطلقها بإيعاز" من جهة متنفذة في الجزائر، إذ يصفه الكثيرون بأنه "لا ينطق عن الهوى"، وهو ما يوحي بأن الصراع في أجهزة السلطة في الجزائر بات محتدماً على خلفية الاستحقاقات والمناسبات السياسية المقبلة، وأهمها الانتخابات التشريعية في 2017 والتحضير لرئاسيات 2019 وخليفة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.