توترت العلاقة مبكراً بين رئيس الحكومة الجزائرية الجديد، عبد المجيد تبون، ومنظمات رجال الأعمال في الجزائر، بسبب ما اعتبروه "إهانة رئيس الحكومة لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات"، الذي يجمع كبرى المؤسسات الاقتصادية الخاصة في الجزائر.
وأصدر منتدى رؤساء المؤسسات، وسبع منظمات أخرى للمقاولين وأرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكبرى النقابات الموالية للحكومة، بياناً مشتركاً نددوا فيه بما وصفوه بـ"طريقة التعامل التي تعرض لها رجل الأعمال النافذ، علي حداد، من طرف رئيس الحكومة عبد المجيد تبون السبت الماضي".
وكان تبون قد أمر مدير التشريفات بإبلاغ رئيس منتدى المؤسسات ورجل الأعمال، علي حداد، بضرورة مغادرة القاعة التي احتضنت حفل تسليم الشهادات للطلبة المتخرجين من المدرسة العليا للضمان الاجتماعي.
ويعد حداد من أبرز رجال الأعمال في الجزائر، وله نفوذ كبير في الوسط السياسي والإعلامي حيث يملك مجمعاً اعلامياً يضم قناتين تلفزيونيتين وصحيفتين، كما يدير نادي اتحاد العاصمة لكرة القدم، ويعد أحد المقربين من شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة، ويستفيد من الحصول على مشاريع تزفيت الطرق بشكل مثير للتساؤل في مختلف المدن الجزائرية.
وخلال الفترة السابقة، برز حداد في المشهد الإعلامي والسياسي وحاول لعب دور أكبر، مستغلاً علاقته مع محيط بوتفليقة ورئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال، ما أثار مخاوف جدية من توسع هيمنة الكارتل المالي، خاصة بعد تعديل بعض القوانين لصالح المستثمرين.
وجاء في بيان المنظمات أن "الموقعين على العقد الوطني للنمو الاقتصادي والاجتماعي، يعبرون عن قلقهم العميق بشأن المعاملة التي تعرض لها رئيس منتدى رؤساء المؤسسات".
واعتبرت هذه المنظمات أن من شأن تصرّف رئيس الحكومة الجزائرية، أن ينسف التوافقات السابقة الموقعة بين الحكومة واتحاد العمال ومنتدى رجال الأعمال، وأكدت أن "تصرف الوزير الأول يلحق الضرر بروح ورسالة العقد الوطني للنمو الاقتصادي والاجتماعي، في حين نحن نعيش مرحلة أساسية لتكريس ثقافة الحوار الاجتماعي، بين الحكومة وشركائها الاجتماعيين".
وأضافت في بيانها "التعقل والحكمة يرغماننا في الوقت الحالي على عدم الإضرار بالإجماع الوطني، الذي تطلب الكثير من المجهودات لتحقيقه، ونبقى على اقتناع أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق وديمومة السلم والاستقرار الاجتماعي".
وكان اللافت توقيع اتحاد العمال على بيان منظمات الكارتل المالي، ما أثار استغراب المتابعين بشأن دفاع نقابة العمال على رجال الأعمال في الجزائر.
ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة أعلن عبد المجيد تبون في أول خطاب له أمام البرلمان عزمه على محاربة المال السياسي والحد من نفوذ الكارتل المالي، وبدأ في تنفيذ هذه الوعود، حيث وجهت السلطات إنذارا إلى عدد من رجال الأعمال بشأن تأخر مشاريع البنية التحتية التي يقومون بتنفيذها.