الجزائر تعبرُ جنوب أفريقيا بشق الأنفس

20 يناير 2015
إسلام سليماني يحتفل بتسجيله الهدف الثالث (Getty)
+ الخط -
تمكن المنتخب الجزائري من الخروج منتصراً في أصعب وأسوأ المباريات التي يلعبها منذ مونديال البرازيل 2014، ليحقق الفوز الأول في كأس الأمم الأفريقية على جنوب أفريقيا (3 – 1)، في مباراة قلبت الجزائر تأخرها فيها إلى فوز غالٍ بطعم النقاط الثلاث.

ضياع جزائري وخطورة أفريقية
بداية المباراة كانت هادئة مع انحصار اللعب في وسط الملعب، وحاول المنتخب الجزائري منذ البداية الضغط على المنافس وتقليل المساحات أمامه من خلال المحافظة على الكرة، لكنه لم ينجح في فك "شيفرة" هجومه قبل فك "شيفرة" دفاع خصمه، إذ إن الهجوم الجزائري بدا مهزوزاً في بداية اللقاء، ولم يعرف طريق الشباك أو حتى تشكيل الهجمات الخطيرة.

في المقابل بدا وكأن منتخب جنوب أفريقيا يريد الخروج من اللقاء بنتيجة جيدة أمام منتخب عربي قوي ويعرف كيفية تخطي أصعب المباريات، وحصل على بعض الهجمات الخجولة، التي صنعها لاعبو جنوب أفريقيا بسبب ارتباك الدفاع الجزائري غير المبرر على أرض الملعب، خصوصاً الخطأ الذي ارتكبه الحارس، مبولحي، وكاد المنتخب الجنوب أفريقي يستغل الخطأ ويسجل الهدف الأول.

فرص أفريقية ضائعة ودفاع جزائري مهزوز
بعد ذلك حاول المنتخب الجزائري لملمة أوراقه ومهاجمة مرمى جنوب أفريقيا، لكن من دون جدوى، إذ كان التركيز على الكرات العرضية التي لم تفلح في كسر الدفاع الجنوب أفريقي، كما أن حارس جنوب أفريقيا تصدى لبعض التسديدات الخجولة، لكن منتخب جنوب أفريقيا كان الأقرب لهز الشباك عبر خطأ دفاعي جديد من رفيق حليش، ليسدد فورمان تسديدة صاروخية تلامس أطراف أصابع مبلوحي وتصطدم بالعارضة.

وكان منتخب جنوب أفريقيا قريباً جداً من تسجيل الهدف الأول بعد أن حصل على فرصتين حقيقتين لهز الشباك، لكن تصدي الحارس الجزائري، مبولحي، حال دون افتتاح النتيجة، لكن بدا واضحاً أن الدفاع الجزائري في خبر كان خلال هذه المباراة، إذ إنه لم يسبق للدفاع الجزائري أن ارتكب هكذا أخطاء قاتلة، كادت ان تطيح بآمال الفوز في أول مباراة رسمية في بطولة الأمم الأفريقية.

هدف أول وإثارة كروية على أرض الملعب
في الشوط الثاني لم يتغير الأداء أو الإيقاع الجزائري، وبدا واضحاً أن المنتخب الجزائري ليس في يومه، حتى الخطوط الثلاثة غير متقاربة وبعيدة عن بعضها بعضاً كثيراً، في ظل غياب العمل الجماعي واللمسات السحرية الجزائرية التي لطالما تمتع بها لاعبو الجزائر، حتى جاء الهدف الأول لجنوب أفريقيا ويثبت أن الجزائر ليست في يومها، إثر هجمة داخل منطقة الجزاء ضاع الدفاع الجزائري من خلالها، ليسدد توسو فال كرة في الشباك (د.51).

بعد ذلك أهدر منتخب جنوب أفريقيا ركلة جزاء كانت كافية لإنهاء المباراة بشكل رسمي، وربما كانت ركلة الجزاء بمثابة الإنذار الذي أفاق الجزائريين من الغيبوبة، ليحصل على الفرصة الأولى الخطيرة في المباراة عند الدقيقة 55، إثر دربكة داخل منطقة الجزاء وتسديدة أنقذها الحارس وتابعها فغولي في العارضة، لتنتفض الجزائر بعد هذه الفرصة ويعود المنتخب الجزائري إلى أدائه المعهود كرويّاً وفنيّاً.

الجزائر تقلب الطاولة رأساً على عقب
وعاد "الخضر" إلى المباراة بهدف التعادل عن طريق الخطأ، سجله المدافع، تولاني هلاتشوايو، ليأخذ المنتخب الجزائري الثقة ويلتقط أنفاسه بغية العودة إلى المباراة من الغيبوبة التي لازمته منذ بداية اللقاء، في مباراة ظروفها صعبة للغاية، وفعلاً تمكن المنتخب الجزائري من قلب الطاولة رأساً على عقب، ليُسجل الهدف الثاني عبر تسديدة من فوزي غلام عانقت الشباك (د.72)، لتمنح الجزائر التقدم بالنتيجة بشكل غريب وغير متوقع.

وتفوق المنتخب الجزائري فنيّاً وكرويّاً بعد أن سجل الهدفين، ليُسجل إسلام سليماني الهدف الثالث (د.83)، في مباراة مثيرة للغاية، ربما وقف الحظ إلى جانب الجزائر من أجل منحها الفوز الغالي في ظروف أكثر من صعبة، لتنتهي المباراة بفوز جزائري بطريقة مجنونة وبصعوبة كبيرة (3 – 1) على جنوب أفريقيا. 
المساهمون