وبحسب المرسوم الرئاسي المؤسس لهذه الوكالة الجديدة، فإنها ستضطلع بـ"وضع وتنفيذ السياسة الجزائرية للتعاون الدولي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والإنساني، وكذا التعاون الثقافي والديني والتربوي والعلمي مع الدول الصديقة، والمجموعات التي يمكن أن تقيم تعاوناً معها في مجالات متعددة".
كما تعمل الوكالة على "هندسة التدابير التي تسمح بتطوير توظيف الكفاءات الوطنية في الخارج، وإقامة العلاقات مع المجموعة العلمية ورجال الأعمال الجزائريين في الخارج، وتطوير علاقات التعاون مع الهيئات الأجنبية المماثلة، وإنجاز دراسات اليقظة الاستراتيجية والاستشراف في هذه المجالات".
وكان الرئيس عبد المجيد تبون أعلن إنشاء وكالة التعاون الدولي خلال مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا في التاسع من فبراير/ شباط الماضي، وعين اليوم الإثنين العقيد السابق في جهاز المخابرات شفيق مصباح مديراً عاماً للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهو دكتور دولة في العلوم السياسية، وعمل في السبعينات صحافياً في الإذاعة الحكومية، وعمل لفترة في رئاسة الجمهورية في التسعينات.
ويتخوف مراقبون من أن يحدث تداخل في المهام بين عمل هذه الهيئة الجديدة وصلاحيات وزارة الخارجية والممثليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج، خاصة في العلاقة بمجالات التعاون الاقتصادي والعلمي مع الدول والمجموعات الدولية، في ظل طرح الرئيس تبون مؤشرات برغبته في العمل بأسلوب الوكالات في جميع المجالات، لتكون كحكومة ظل، إذ أطلق أيضاً فكرة إنشاء الوكالة الوطنية للصحة.
وتذهب بعض القراءات السياسية إلى أن هذه الوكالة ستوفر للجزائر مجالاً لاستدعاء تجاربها في السبعينات والثمانينات في التوغل قارياً وإقليمياً، واستغلال تواجد أطر ورجال أعمال جزائريين في عدد من الدول للاستفادة منهم، وكذا دعم علاقاتها، خاصة في منطقة أفريقيا التي تتوجه الجزائر نحو مسعى لاستعادة دور مركزي فيها، إذ كانت الجزائر عبر هيئات موازية تدير علاقات وتدعم توجهات تحررية في عدد من الدول الأفريقية، وتنسق المواقف باتجاهات مختلفة، بما فيها المساعدة في تكوين إطارات مدنية وعسكرية لدول أفريقية وآسيوية.
وفي السياق، يعتقد الكاتب المتخصص في الشؤون السياسية أحسن خلاص، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن وكالة التعاون الدولي الجديدة يراد لها أن "ترسم السياسات التي ستتبعها الجزائر في المرحلة المقبلة في علاقاتها الدولية، خاصة وأن التغيرات التي قد يحدثها كورونا في العلاقات الدولية تستدعي إعادة النظر في التموقع الجزائري دولياً"، مضيفاً أن "تعيين شفيق مصباح، الذي يشتغل في مجال "الثينك ثانك"، ويقدم الخدمات للجيش والرئاسة، ويرعى الدراسات حول تطورات الوضع إقليمياً ودولياً، يذهب في هذا الاتجاه".