تدرس السلطات الجزائرية سن قانون ردعي تفرض بموجبه غرامات مالية على المواطنين الذين يرمون النفايات والقمامة المنزلية عشوائياً، في غير الأماكن المخصصة لها في الشوارع والأحياء السكنية.
وذكرت وزيرة البيئة الجزائرية فاطمة الزهراء زرواطي، في تصريح صحافي أن الوزارة تدرس تقديم مقترح بهذا الخصوص من شأنه الحد من فوضى الرمي العشوائي للنفايات، وتنظيم مواعيد وأمكنة إخراج النفايات.
وقالت: "نعاني من مشكلة حقيقية حين يرمي المواطنون الأوساخ والنفايات في كل وقت وفي كل مكان، وهذا أمر غير طيب ويعقد مشكلات البيئة والنظافة التي أوصلت الجزائر إلى ما هي عليه"، في إشارة إلى عودة وباء الكوليرا في البلاد.
وأكدت زرواطي أنه من المرتقب إدراج إجراءات جبائية في المشروع التمهيدي لقانون المالية 2018 بهدف تكثيف جهود محاربة التلوث الناجم عن النفايات المنزلية والصناعية، وفقا لمبدأ (ملوث-مسدد للغرامة).
وقال محسن ساسي، مدير جمعية أحد أحياء القبة أعالي العاصمة الجزائرية لـ"العربي الجديد" إن "مثل هذا القانون مهم جدا وموجود في كثير من دول العالم لضبط السلوك الفردي في الفضاء العام، ويشرك المواطن في مسعى جهود الحفاظ على البيئة والنظافة، لأنه من غير المعقول أن يطالب المواطن بحي وبيئة نظيفة، في الوقت الذي يساهم هو نفسه في تراكم الأوساخ".
وتشكو مؤسسات جمع القمامة في المدن والبلدات الجزائرية من مشكلات نقص الوعي لدى المواطنين بالثقافة البيئية. كذلك يشكو عمال النظافة من الرمي العشوائي للقمامة في الأحياء، وعدم التزام المواطنين بإخراجها في وقت محدد، وعدم التعاون من قبل المواطنين تصنيف القمامة وتوزيعها بحسب النوع (البلاستيك والحديد والزجاج والورق والمواد العضوية) على الحاويات المخصصة لكل منها.
ولا يعترض كثيرون على مبدأ فرض غرامات مالية على المتسببين في الرمي العشوائي للنفايات، لكنهم يطالبون الحكومة قبل ذلك بتنظيم الشوارع عبر توفير مستوعبات لرمي النفايات، وضبط مواعيد مرور شاحنات جمع القمامة، والحزم مع مؤسسات النظافة لاحترام هذه المواعيد.
وقال عبد النور براح، الذي يدير كشكا لبيع الصحف وسط العاصمة الجزائرية: "من المهم وضع أوعية رمي القمامة في الشوارع بحيث يمكن للمواكن الرمي فيها، لأنه يستحيل على مواطن مثلا استهلك قارورة ماء أن يظل حاملاً إياها وهي فارغة"، مضيفا أن "غياب ذلك يدفعه إلى رميها في أي مكان وهذه مشكلة حقيقية".
وتصنف العاصمة الجزائرية ضمن المراتب الأخيرة في النظافة، وحلّت في المرتبة 136 من مجموع عواصم العالم في النظافة ونمط العيش، بسبب تردي الوضع البيئي في العاصمة وأغلب المدن الجزائرية. وقررت السلطات إطلاق حملة كل يوم سبت لتنظيف الشوارع والأحياء، ودعت المواطنين وفعاليات المجتمع المدني للمشاركة فيها.