وقال مدير مركز العمليات الخاصة بالهجرة بوزارة الداخلية الجزائرية حسان قاسيمي، في ختام مؤتمر أفريقي خاص بالهجرة انتهت أعماله مساء الأربعاء في الجزائر، إن "الاقتراح الأوروبي القاضي بإنشاء أرضيات خاصة بالهجرة على مستوى بلدان شمال أفريقيا ليس تصوراً مقبولاً، والجزائر سبق أن عبرت عن موقفها الرسمي بخصوص هذه المسألة".
وأكد أن "تسوية أزمة الهجرة لا يمكن أن ترتكز على تبني إجراءات أمنية فقط، وظاهرة الهجرة السرية تتطلب حلاً شاملاً، والجزائر قدمت اقتراحات تهدف إلى التكفل بهذه الظاهرة في إطار حل شامل بإدراج مشاريع التنمية واستحداث مناصب عمل وتثبيت شعوب البلدان الأفريقية".
وبشأن فكرة استحداث فضاء أفريقي للتنقل الحر للأشخاص، أوضح المسؤول الجزائري أنه مشروع مطروح للدول والشعوب الأفريقية، "لكن يجب على الدول الأفريقية أولاً وقبل كل شيء تهيئة الظروف لتجسيد حرية تنقل الأشخاص، بما فيها وضع ظروف ضمان أمن الدول والأشخاص وممتلكاتهم، لأن الدول الأوروبية استغرقت حوالي 70 سنة من أجل وضع منطقة شنغن من دون أن تختفي الحدود بشكل كلي".
وذكر مدير مركز العمليات الخاصة بالهجرة بوزارة الداخلية الجزائرية أن هناك جملة من بين التحديات والمشاكل التي تغذي ظاهرة الهجرة من الدول الأفريقية ودول الساحل، بينها الجفاف ونقص المياه والمواد الغذائية، والأمراض الاستوائية، كالملاريا والإيبولا.
وأضاف: "ثمة تحدٍّ آخر يواجه الدول الأفريقية يتمثل في الجريمة العابرة للحدود"، وقال "نحن نتواجد أمام شركات إجرامية متخصصة تستعمل وسائل تكنولوجية، وتجني عائدات من نشاطاتها الإجرامية، تكون في بعض الأحيان أكبر من عائدات بعض دول القارة".
ولم تنجح التدابير التي اتخذتها الدول الأوروبية، كعمليات طرد المهاجرين وغلق الحدود وتعقيد شروط الحصول على التأشيرة، في كبح ووقف تدفق موجات من الشباب الأفارقة نحو أوروبا.
في السياق نفسه، كشف تقرير قدمته الباحثة في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، كنزة عقاد، أن منطقة شمال أفريقيا تحصي أكثر من 11 مليون مهاجر من مجموع 258 مليون مهاجر مسجل في العالم، فيما تمثل الهجرة من دول الجنوب الأفريقية إلى دول الشمال وأوروبا نسبة 35 في المائة من مجموع حركة تدفق المهاجرين عبر العالم، وتشكل الهجرة داخل القارة 53 بالمئة من الهجرة الأفريقية.