نفض رئيس الهيئة الدستورية لمراقبة الانتخابات في الجزائر عبد الوهاب دربال، يديه مسبقاً من نزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في الرابع من مايو/أيار المقبل، مؤكداً في تصريح صادم للجزائريين أنه "لا يضمن حياد الإدارة بضمان نزاهة أعوان وزارة الداخلية المشرفين على تنظيم الانتخابات".
وحين يعلن رئيس هيئة دستورية تضم 450 قاضياً وكوادر مستقلة، الهزيمة مسبقاً أمام موظفي وزارة الداخلية بشأن شفافية الاستحقاق الانتخابي، فهذا يعني أن انتخابات مايو لن تشكّل الاستثناء في مسارٍ من الاستحقاقات المشوبة بالتزوير والمحاصصة الحزبية.
لازم التزوير كلَّ الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر، الرئاسية والبرلمانية والبلدية منذ انقلاب العسكر على الإسلاميين عام 1992، ولم تسلم تسعة استحقاقات انتخابية مذ ذاك وقبله من التزوير والتلاعب في النتائج وتوزيع حصص المقاعد في البرلمان والبلديات وفق توازنات وحسابات السلطة وحدها. كان الجزائريون يدركون خلال كل هذه الاستحقاقات الانتخابية أنها مزورة وأن النتائج لا تعكس مطلقاً الواقع السياسي، لكن اعترافات تلفزيونية وكتابات مسؤولين سابقين في مستويات متعددة في الدولة ومشرفين بشكل مباشر على الانتخابات في الجزائر، هي التي كشفت حجم وأشكال التزوير وكيفية حسم نتائج الانتخابات في الغرف المغلقة وتغيير تصويت الناخبين، التي تمّ بعضها تحت تهديد السلاح، وبعضها بحشو صناديق الاقتراع أو تهريبها وترهيب المراقبين وبعضها بعمليات تزوير تقني في الغرف المظلمة.
كما أن هناك شركاتٍ مصنعة للكمبيوتر في العالم تصنع لكل برنامج فيروساً وبرنامجاً مضاداً للفيروس، تفعل السلطة في الجزائر. فمع كل تطور في المشهد السياسي والتشريعي بما يوسع فرص الأحزاب السياسية في مراقبة عمليات الاقتراع، تبدع السلطة من جانبها في تطوير أدوات التزوير وتكتيكاته، بما يسمح لها رسم مخرجات الانتخابات وفقاً لمصالحها ورهاناتها السياسية في كل مرحلة انتقالية. والانتخابات هي الأولى التي تشهد وجود هيئة دستورية لمراقبة الانتخابات، استبقت السلطة الواقع الجديد، ووضعت الهيئة الدستورية تحت رحمة وزارة الداخلية.
دربال، القيادي الإسلامي السابق والدبلوماسي الذي خانته دبلوماسيته في لحظة انكشاف ذاتي، سبق ساعة الزمن وحاز شرف إعلان الهزيمة مسبقاً أمام الداخلية، اختار ألا يعد بما لا يفي وقد خبر ألاعيب السلطة، واختار ألا يتمارض بالزهايمر وقد كان نفسه وحزبه السابق ضحية للتزوير. بات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المصاب بجلطة دماغية أكثر وعياً وأعقل من العقلاء. والعصبة التي تقف على خزائن النفط، لا يمكن أن تعطي مفتاح السؤال إلا لمن يؤمن أن الجزائر بلد عاد إلى الجغرافيا فقط عام 1999، منذ أن تسلم بوتفليقة الحكم.
كما أن هناك شركاتٍ مصنعة للكمبيوتر في العالم تصنع لكل برنامج فيروساً وبرنامجاً مضاداً للفيروس، تفعل السلطة في الجزائر. فمع كل تطور في المشهد السياسي والتشريعي بما يوسع فرص الأحزاب السياسية في مراقبة عمليات الاقتراع، تبدع السلطة من جانبها في تطوير أدوات التزوير وتكتيكاته، بما يسمح لها رسم مخرجات الانتخابات وفقاً لمصالحها ورهاناتها السياسية في كل مرحلة انتقالية. والانتخابات هي الأولى التي تشهد وجود هيئة دستورية لمراقبة الانتخابات، استبقت السلطة الواقع الجديد، ووضعت الهيئة الدستورية تحت رحمة وزارة الداخلية.
دربال، القيادي الإسلامي السابق والدبلوماسي الذي خانته دبلوماسيته في لحظة انكشاف ذاتي، سبق ساعة الزمن وحاز شرف إعلان الهزيمة مسبقاً أمام الداخلية، اختار ألا يعد بما لا يفي وقد خبر ألاعيب السلطة، واختار ألا يتمارض بالزهايمر وقد كان نفسه وحزبه السابق ضحية للتزوير. بات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المصاب بجلطة دماغية أكثر وعياً وأعقل من العقلاء. والعصبة التي تقف على خزائن النفط، لا يمكن أن تعطي مفتاح السؤال إلا لمن يؤمن أن الجزائر بلد عاد إلى الجغرافيا فقط عام 1999، منذ أن تسلم بوتفليقة الحكم.