انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية، يوم الأحد، استعداداً للانتخابات المرتقبة في 17 أبريل/نيسان، وسط تأكيدات بضرورة اجراء تعديلات دستورية، سواء من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يطمح إلى ولاية رئاسية جديدة أو من قبل باقي المرشحين.
وبدأ المرشحون الذين تمت الموافقة على ملفات ترشيحهم تنظيم تجمعات في كل أرجاء البلاد، باستثناء بوتفليقة، الذي سيغيب عن التجمعات بسبب المرض.
غياب بوتفليقة قابله توزع 6 من قيادات الدولة والحزب الحاكم (جبهة التحرير) في البلاد لإدارة حملته الانتخابية، أبرزهم رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، الذي ذهب أقصى الجنوب الصحراوي بإدرار وتمنراست.
ونقل سلال، في أول تجمع شعبي في المركز الثقافي لولاية أدرار، عن بوتفليقة قوله إن "مشاكله الصحية لا تعني عدم أهليته لولاية رئاسية رابعة".
ومما جاء في رسالة بوتفليقة لأنصاره: "الصعوبات الناجمة عن حالتي الصحية البدنية الراهنة لم تثنكم على ما يبدو عن الإصرار على تطويقي بثقتكم، وأراكم أبيتم إعفائي من أعباء تلك المسؤوليات التي قوضت ما قوضت من قدراتي".
ووعد بوتفليقة عبر رسالته "بإصلاحات دستورية في حالة الفوز بالانتخابات على نحو يضمن تكريس نظام ديموقراطي تشاركي".
ونقل سلال عن بوتفليقة تأكيده أن "الدستور سيشهد تغييراً وإصلاحات ترمي إلى توسيع صلاحيات ممثلي الشعب في إطار ديموقراطية تشاركية تسمح بإعطاء المعارضة حقها ومكانتها".
كما التزم بوتفليقة، وفقاً لما جاء على لسان مدير حملته الانتخابية، بإشراك كل فعاليات المجتمع ومختلف أطياف الطبقة السياسية في الحوار الذي سيسبق هذه المراجعة.
ولم يقتصر الترويج لتعهدات بوتفليقة على سلال. توجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، إلى المدية على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي الجزائر. وأعرب عن أمله في أن تُجرى الحملة الانتخابية في "مناخ هادئ بعيداً عن كل إهانة أو مساس بنزاهة المرشحين لأعلى منصب في البلاد".
من جهته، خاطب رئيس مجلس الأمة وزعيم التجمع الوطني الديموقراطي عبد القادر بن صالح الناخبين في وهران في غرب البلاد.
وينشط الوزير عمارة بن يونس، رئيس حزب الحركة الجزائرية الشعبية، والوزير عمار غول، رئيس تجمع أمل الجزائر، في تجمعين منفصلين في ولاية البويرة للترويج لبوتفليقة.
أما مستشار الرئيس المعين حديثاً، عبد العزيز بلخادم، دعا من مدينة سيدي عقبة في ولاية بسكرة، لمنح الثقة لبوتفليقة "للإبقاء على استقرار البلاد".
من جهتهم، ينظم المرشحون الآخرون، وعددهم خمسة، مهرجانات انتخابية في مدن مختلفة، منهم المنافس الأول لبوتفليقة علي بن فليس.
وبدأ بن فليس حملته من ولاية معسكر في جنوب غرب البلاد بسبب رمزيتها التاريخية، فهي مدينة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وقال بن فليس، خلال تجمع شعبي في القاعة المتعددة الرياضات لولاية معسكر: "التزم في حال انتخابي رئيساً للجمهورية بوضع دستور توافقي ينبثق عن حوار ونقاش مع جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني للبلاد".
وتنتهي الحملة الانتخابية في 13 أبريل، بينما يجري الاقتراع في الـ17 من الشهر نفسه.