الجزائر: تجدد الاحتجاجات الشعبية والسلطات تغلق منافذ العاصمة تحسباً لـ"الجمعة الثامنة"
وأغلقت قوات الأمن الجزائرية ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، وأحاطتها بقوات الشرطة، منذ الصباح الباكر، لمنع المتظاهرين من الوصول إليها، ما دفع المتظاهرين إلى التجمع في الطريق والفضاءات المحيطة بساحة البريد، رافعين الأعلام الوطنية وشعارات مناوئة لبن صالح، وتطالب برحيل من يصفهم الجزائريون بـ"الباءات الثلاث"، بن صالح، وبدوي رئيس الحكومة، وبلعيز رئيس المجلس الدستوري.
وعزز الطلبة صفوف المتظاهرين بعد دعوات إلى التظاهر، وجّهتها لجان طلابية وناشطون.
وتجنبت قوات الأمن، اليوم، إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وخراطيم المياه، بعد موجة الانتقادات التي طاولت استخدامها من قبل الأمن، واتهام الشرطة والحكومة بالعودة إلى الحل الأمني وغلق الفضاءات العامة أمام المتظاهرين، مع إبقاء مساحات هامشية لهم.
وأدان رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان سعيد صالحي، في بيان، الاستخدام غير المبرر للقوة وإطلاق القنابل المسيلة وخراطيم المياه على المتظاهرين، برغم عدم وجود أي سلوك من قبلهم يبرر رد فعل الشرطة، مشيراً إلى أن الشرطة تستخدم مجنزرة جديدة تدخل الخدمة، تطلق قنابل صوت داخلية يمكن أن تؤذي المتظاهرين وتصيبهم بفقدان السمع، مشيراً إلى أنها محرمة دولياً، إذ سبق لمحكمة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية إصدار حكم بمنع الشرطة من استخدامها.
ويحشد الناشطون للجمعة الثامنة يوم غد، التي يتوقع أن تكون الكبرى، بعد تولّي بن صالح رئاسة الدولة، وشعور جموع المتظاهرين بالخيبة من موقف الجيش الداعم لتولّيه، ولخيار تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع من يوليو/ تموز المقبل.
ووجّه الناشطون في الحراك الشعبي وقادة الأحزاب السياسية المعارضة، نداءات لخروج قويّ من الشعب، لحسم الموقف السياسي، وإجبار الجيش والسلطة على التراجع عن خيارهما، والضغط لإقالة حكومة نور الدين بدوي المرفوضة شعبياً.
وفي سياق تدابير أمنية تستهدف محاصرة التظاهرات المتوقعة غداً في العاصمة الجزائرية، أغلقت السلطات المنافذ الغربية والشرقية والجنوبية للعاصمة، لمنع تدفق مزيد من أعداد المتظاهرين الذين تعوّدوا على الالتحاق، مساء الخميس، بالعاصمة الجزائرية للمشاركة في مسيرات الجمعة.
ونشرت السلطات قوات كبيرة من الدرك، وأقامت حواجز أمنية مشددة على مداخل العاصمة الجزائرية.
وقال ناصر بن فوضيل، الذي قدِم إلى العاصمة الجزائرية من مدينة بواسماعيل، 40 كيلومتراً غربي العاصمة الجزائرية لـ"العربي الجديد"، إنه اضطر إلى قطع هذه المسافة القصيرة في غضون ساعتين، وقال "وجدت خمسة حواجز أمنية على الطريق الرابط بين بواسماعيل والعاصمة. في العادة هناك حاجزان ثابتان فقط، لكن اليوم هناك خمسة. كنت بصدد نقل ابني إلى مستشفى الحروق وسط العاصمة الجزائرية وبقينا لمدة ساعتين… هذا أمر مقلق".
ويتوقع أن تمنع السلطات غداً دخول الحافلات، وتعطل سير القطارات القادمة إلى وسط العاصمة الجزائرية من الولايات القريبة، وخاصة تيزي وزو وبجاية شرقي العاصمة، وتيبازة غربي الجزائر، والبليدة والمدية وعين الدفلى والشف غربي العاصمة، والمدية والجلفة جنوبي العاصمة.
وفي سياق التطورات السياسية، أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية اليوم، فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في الرابع من يوليو/ تموز القادم، وذلك بعد يوم واحد من استدعاء الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، الهيئة الناخبة لهذا الاقتراع.
ودعت الوزارة في بيان، بحسب ما أوردته وكالة "الأناضول"، الراغبين في الترشح لهذه الانتخابات، إلى سحب استمارات جمع التوكيلات من مقرّها بالعاصمة.
وحسب الوزارة، فإن سحب استمارات التوكيلات يكون مرفقاً بطلب لوزير الداخلية، يعلن من خلاله صاحبه نيّته تكوين ملف الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة.
وبادر المرشح الرئاسي السابق علي غديري، إلى إعلان نفسه أول مرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال لغديري، في برنامج بثته قناة محلية: "طبعاً سأترشح وأضع ملفي على مستوى المجلس الدستوري"، معتبراً قرار الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة إلغاء الانتخابات إجراءً غير قانوني.