الجزائريون يتساءلون: أين هو رئيسنا تبون من كورونا؟

17 مارس 2020
(بلال بن سالم/NurPhoto)
+ الخط -
"أين الرئيس؟" سؤال كان يطرحه الجزائريون في السنوات السبع الأخيرة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكان يفترض ألا يحضر مجدداً بوجود الرئيس الجديد عبد المجيد تبون. لكنه بات أكثر الأسئلة التي يطرحها الجزائريون هذه الأيام، خاصة وهم يشاهدون رؤساء دول وحكومات يتحدثون بشكل مستمر إلى شعوبهم في الفترة الأخيرة لتفسير الوضع بشأن انتشار فيروس كورونا.
وبشكل جدي طالب النائب في البرلمان نزيه برمضان، الرئيس تبون، بالتوجه بخطاب إلى الأمة في هذا الظرف الدقيق. وكتب على صفحته على "فيسبوك" نداءً يتضمن "على الرئيس تبون أن يلقي خطابا للأمة الغاية منه تحقيق العهد الجديد لأمة يتحدث رئيسها في المحن و يعطي التوجيهات، طمأنة المواطنين وشرح الوضع العام وتحديد خطورة المرحلة وإعلان القرارات والتوقعات والحلول المحضرة لكل مرحلة".
ووجد الإعلامي مروان لوناس في غياب الرئيس عبد المجيد تبون عن المشهد مسألة مدعاة للتساؤل وكتب معلقاً في مناسبتين "سؤال أين الرئيس.. باق ويتمدد"، و"شعبي العزيز دبروا (تدبروا) "رأسكم" (أموركم) تسريب من خطاب رئاسي لم يعلن". ويقصد بـ"تدبروا أموركم" إلى أسلوب إدارة الشأن العام على خلفية سلوك مثير للجدل قام به محافظ ولاية مستغانم غربي الجزائر رداً على امرأة سألته مساعدتها في الحصول على سكن فرد عليها "دبري راسك".

وإذا كان الجزائريون قد تعودوا على غياب الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وعدم سماع خطابات له منذ وعكته الصحية في إبريل/نيسان 2013 حتى استقالته في إبريل/نيسان 2019، فإنّ بعضهم وجد في واقع الحال مجالاً للمقارنة. وفي هذا السياق علق الأستاذ الجامعي يوسف بن يزة مخاطباً الرئيس تبون "سيدي الرئيس، أنت لست كسابقك، حتى نطالبك بالظهور لنتأكد بأنك موجود.. يمكنك فعل ذلك الآن قبل الغد.. الخبر ليس كالعيان".

ولاحظ كثيرون في الجزائر اهتمام رؤساء العالم وتدخلاتهم التواصلية والخطابية لشرح التطورات والأوضاع لشعوبهم بخلاف الجزائر. وكتبت مقدمة برامج إذاعية، سهام غديري، تغريدة قالت فيها "انتقلنا من خطاب ماكرون إلى خطاب دونالد ترامب في إطار ما يعرف بـ(اتصال الأزمات)، جماعة الجمهورية الجديدة (مصطلح أطلقه الرئيس تبون على مرحلته) غير الخير(ماذا هناك) كاش(هل هناك) خطة كاش نصائح كاش دعم نفسي لشعبكم؟؟".

واعتبر فاروق غديري أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي انتظمت في الجزائر شهر ديسمبر الماضي لم تحل مشكلة غياب الرئيس عن المشهد. كما كان الأمر في عهد بوتفليقة وقال "أين الرئيس؟ سؤال لا يزول بتنظيم الانتخابات"، بينما وجد المصور جعفر سعادة في غياب الرئيس مجالا لصناعة نكتة تقول "لا تقلقوا الرئيس سوف يتكلم، راهو برك (إنه) يحفظ. ماحبش (لم يرد أن) يقرأ من الورقة".

ويعتبر الأستاذ الجامعي ميلود ولد الصديق أن إدارة الاتصالات للأزمة متأخرة كثيرا في الجزائر كما في غالب الدول العربية. وكتب في الموضوع "غياب ثقافة التواصل المباشر من طرف المسؤول الأول في بلداننا مشكل بحد ذاته، وتجاوزه يستدعي الفهم الصحيح للوظيفة السياسية للحاكم في علاقته بمحكوميه بعيدا عن إملاءات البروتوكولات والفخامة، ومحاذير الوقوع في الأخطاء وما يصطنعه الناس من تأليه للشخص الذي يعتلي منصب الرئاسة"، وأضاف "في أقل من أسبوع وبُعِيد إعلان منظمة الصحة العالمية "فيروس كرونا وباء عالميا" سارع معظم قادة العالم في الغرب الى التواصل المباشر مع شعوبهم ومصارحتهم بخطورة الوضع: ماذا يمكن أن يقع وماذا يجب أن يفعلوا. وتبصيرهم بالسياسات الممكن اعتمادها، بشكل شبه يومي وأحيانا يصل الأمر إلى أكثر من تصريح في اليوم الواحد، بينما لم نر ملكا أو رئيسا عربيا يخاطب شعبه رغم خطورة الأمر".

المساهمون