الجراحات التجميلية... نصائح تجعلها أقلّ خطورة

21 يونيو 2019
يجب إجراء عملية التجميل في غرفة العمليات (Getty)
+ الخط -
تعتبر الجراحة التجميلية، بحسب اختصاصي جراحة التجميل الدكتور جان مارك سعيد، الجراحة الوحيدة التي يدخل إليها المريض بكامل إرادته معافى وبصحة جيدة، وهو يمشي على قدميه ويخرج منها متضرراً وبحالة أسوأ. لكن في المقابل، يرفض سعيد التحدث عن أنَّ الجراحة التجميلية خطرة. فكما هي الحالة بالنسبة لأية جراحة، من أبسطها إلى أكثر تعقيداً، يمكن أن تحمل معها مخاطر. لكن مما لا شك فيه أن الخطورة تنقص بوجود الحرص والتأني، مع تجنب الخطوات التي يمكن أن تحمل معها المزيد من الخطر. أو على العكس، يمكن الذهاب إلى أبعد الحدود المسموحة في الجراحة التجميلية، مما يزيد من معدل الخطر.

صحيح أن الجراحة، بشكل عامٍ، تحمل مخاطر لوجود احتمال حصول مضاعفات، منها ما لا يكون متوقعاً أحياناً. لكن يبقى الأساس أن تؤخذ عملية التجميل على محمل الجد، فلا يتم التهاون فيها، لأن الخطر موجود كما في أي جراحة. "خصوصاً أن الجراحة التجميلية تعتبر الأصعب"، من هنا يشدد الدكتور سعيد على أهمية إجرائها في موقع آمن ومجهز، وبشكل خاص في غرفة العمليات، فلا يجب التهاون من خلال إجرائها مثلاً في عيادة الطبيب، لأن الخطر موجود، ولا يمكن التصرف في حال حصول حالة طارئة. وبحسب الدكتور سعيد، نادراً ما نسمع عن حالات وفيات لأشخاص، أثناء خضوعهم إلى عملية تجميل للأنف مثلاً، إلا في حال حصول ردة فعل تحسسية ضد التخدير أو دواء معين أثناء إجرائها، أو في حال حصول خطأ تقني، فالاحتمال موجود لكنه بسيط نسبياً. وهذا، على الرغم من أن عملية تجميل الأنف تبقى إلى اليوم، الجراحة التجميلية الأكثر شيوعاً. في المقابل، سمعنا مراراً عن حالات وفيات أثناء إجراء عملية شفط الدهون. لكن حتى في هذه الحالة "يزيد الخطر في حال المبالغة في كمية الدهون التي يتم شفطها. فلا يمكن أن يدخل المريض إلى غرفة العملية لشفط 25 كيلوغراماً من الدهون مثلاً، لأن الخطر يكون كبيراً وقتها". أما عن أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحصل أثناء الخضوع إلى عملية شفط الدهون، فهي الجلطة الدهنية التي تحصل في حال المبالغة في شفط الدهون بمعدلات كبيرة، إذْ قد يحصل تمزّق في شريان كبيرٍ أثناء عملية الشفط، وعندما تدخل الدهون إليه، وقد تتجه إلى الرئة.

وإذا استطاع الطبيب أن يكشف أي مشكلة تحدث أثناء العملية، فيمكن معالجتها. لكن تكمن الخطورة أحياناً في أنّ المضاعفات تحصل بطريقة خبيثة من دون أعراض واضحة لها، بحيث لا يمكن ملاحظتها في وقت العملية. أما في فترة ما بعد العملية، فثمة أعراض معينة يمكن ملاحظتها أحياناً، كضيق النفس والآلام في الصدر ودقات القلب المتسارعة. كما أنَّه في عملية شفط الدهون من البطن، يمكن أن يحصل تمزق في الأمعاء مثلاً بسبب خطأ طبي، أو لأنَّ العملية أجريت دون أن تكون هناك ضرورة لذلك. في كل الحالات، من المهم التشديد على أهمية الحرص والمراقبة الدقيقة للشخص أثناء العملية وبعدها، إضافة إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية التي تسمح بالحد من المخاطر، كإجرائها في غرفة العمليات وعدم المبالغة في كمية الدهون التي يتم شفطها. تضاف إلى ذلك ضرورة المراقبة بعد العملية.
من جهة أخرى، يوضح الدكتور سعيد أن ثمة مخاطر في مختلف الجراحات، إذْ يمكن مثلاً أن يحصل تمزق في عصب الوجه، فيحصل شلل في الوجه أثناء إجراء عملية شد الوجه. لكن بشكل عام، يمكن القول إن مختلف العمليات التجميلية تجرى من دون مشاكل ويجب عدم التخوف منها. وما يتم التحدث عنه هو استثناءات. يكفي إجراء الجراحة لدى طبيب التجميل فقط، واختياره بحيث يكون ماهراً، ومن الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم، ويتم البحث بدقة عنه قبل اللجوء إليها. فبهذه الطريقة يكون الطبيب قادراً على التعاطي مع أي مشكلة يمكن أن تواجهه أثناء الجراحة بالشكل الصحيح، ومعالجتها قبل فوات الأوان.
دلالات
المساهمون