وقال الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "بحثنا أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية استناداً إلى بيان جنيف 1"، مضيفاً "نؤيد جهود وقف إطلاق النار في سورية، ولكن للأسف النظام قام بخرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية".
وأشار الجبير إلى أنّ المحادثات بشأن سورية في أستانة مستمرة، داعياً إلى اعتماد "أسس جادة" في مفاوضات جنيف.
وقال الوزير السعودي إنّ "الأسد مسؤول عن قتل أكثر من نصف مليون سوري، ولا نعتقد أنّ له دوراً في مستقبل سورية".
وأكد الجبير أنّ "قرارات مجلس الأمن الدولي يجب أن تكون المرجعية في حل الأزمة في سورية، ولا سيما القرار 2254".
وشدد على أنّ "الأدلة واضحة على التطهير العرقي الذي يقوم به الحرس الثوري وحزب الله في سورية"، لافتاً إلى أنّ "حزب الله" اللبناني، "يقوم بأعمال إرهابية في المنطقة لخدمة النظام الإيراني وتنفيذ أجندته"، داعياً إلى خروج المليشيات الموالية لإيران من سورية.
كما أكد الجبير أنّ "نظام الأسد يجب أن يدفع ثمن استخدام السلاح الكيميائي مجدداً"، معرباً عن تأييده إجراء تحقيق في الهجوم الكيميائي في خان شيخون بريف إدلب، شمالي سورية.
وقال الوزير السعودي إنّ "القلق هو من خرق النظام السوري لاتفاقات 2013 بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية"، معتبراً أنّ "الضربة الأميركية على مطار الشعيرات رد متوازن على ما قام به النظام السوري في خان شيخون".
وأشار الجبير إلى أنّ "هناك جهوداً قائمة بين الدول، ونأمل التوصل إلى آلية لإجراء تحقيق في الهجوم الكيميائي في خان شيخون".
وبُعيد الهجوم بالأسلحة الكيميائية من قبل طائرات النظام، على بلدة خان شيخون بريف إدلب، شمالي سورية، في 4 إبريل/ نيسان، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني، قصفت الولايات المتحدة، بصواريخ من طراز "توماهوك"، قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص، وسط سورية.
من جهته، أكد لافروف أنّ "تقييمات موسكو والرياض حول الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) متطابقة"، إلا أنّه قال "لا أريد القول إن هناك تباينات حول سورية لا يمكن تجاوزها".
وأضاف لافروف أنّ "روسيا والسعودية شاركتا في صياغة قرار مجلس الأمن 2254 الذي أقرّ أنّ الشعب السوري هو الوحيد المخول تقرير مصيره"، لافتاً إلى أنّ روسيا "لا تعتبر حزب الله منظمة إرهابية".
واتهم لافروف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "بالمماطلة من قبل لجنة تحقيقها عندما نتحدث عن استخدام المعارضة للسلاح الكيميائي"، مضيفاً "سألنا عن ضرورة تمثيل جغرافي واسع في لجان المنظمة التي يترأس اثنتين منها بريطانيان".
واعتبر لافروف أنّ المطلوب "أحياناً" في سورية "تقديم حلول غير مثالية للمساعدة في الحفاظ على حياة آلاف المدنيين"، قائلاً إنّ "ما تطلقون عليه التطهير العرقي تم وفقاً لاتفاقيات بين النظام والمعارضة السورية"، ومضيفاً أنّ "روسيا وإيران وحزب الله يتواجدون في سورية بدعوة من الحكومة".
ورأى لافروف أنّ مفاوضات أستانة كان لها دور "حاسم" في استئناف مفاوضات جنيف، آملاً استمرارهما بشكل متزامن.
وأكد لافروف أنّ الجبير أعلن دعمه لـ"اجتماع أستانة"، مضيفاً أنّ السعودية وروسيا متمسكتان بالقرار 2254.
وقال الوزير الروسي إنّ بلاده "تثمن ما تفعله السعودية تجاه الحجاج الروس"، مشيراً إلى "الاتفاق على إجراءات إضافية لمزيد من راحتهم"، ولافتاً إلى أنّ الرئيس فلاديمير بوتين وجه دعوة لخادم الحرمين لزيارة روسيا و"نأمل تلبيتها".
وهيمنت الأزمة السورية على اجتماعات الجبير في موسكو، خاصة في الشق المتعلق باستخدام النظام السلاح الكيميائي في خان شيخون، واجتماعات أستانة، في الوقت الذي ناقش فيه الجانبان العلاقات بين البلدين، وأوضاع أسواق الطاقة.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أكد، قبل المؤتمر الصحافي الذي جمع الجبير ولافروف، أنّ مشاركة السعودية في محادثات أستانة "بحاجة لتوافق الدول الضامنة الثلاث روسيا وإيران وتركيا"، قائلاً إنّ المحادثات "ستستمر، حضرت المعارضة أم لم تحضر" باعتبار أنّ "تركيا هي الضامن"، على حد قوله.