وأوضحت أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد بلغ في مايو/ أيار الماضي، أكثر من 4.8 مليون لاجئ، إلى جانب موجات اللجوء والنزوح المتجددة في كل من ليبيا والعراق واليمن والصومال.
وتحمّلت المنطقة العربية العبء الأكبر لهذه الأزمات، سواء من خلال استضافة العدد الأكبر من اللاجئين أو توفير التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم، حيث يوجد في المنطقة 53.5 في المائة من مجموع اللاجئين في العالم، منهم الفلسطينيون الذين طالت معاناتهم ومأساتهم الإنسانية.
ونوّهت الجامعة العربية في هذا الإطار بمشاركة الدول العربية بفعالية في المؤتمرات الدولية الثلاثة للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، والتي عُقدت في دولة الكويت في أعوام 2013 و2014 و2015.
وعبّرت في بيان أصدرته اليوم إدارة السياسات السكانية والمغتربين والهجرة، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، عن قلقها من استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين، محمّلة إسرائيل مسؤولية هذه المعاناة الطويلة، وخاصة جريمة اقتلاعهم من وطنهم.
ودعت الجامعة العربية، المجتمعَ الدولي وخاصة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاههم بموجب قرارات الأمم المتحدة، مؤكدة حقهم في العودة إلى وطنهم طبقاً للقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وثمّنت الدور الذي تقوم به المنظمات المهتمة بشؤون اللاجئين، مؤكدة أهمية تكاتف الجهود لرفع الأعباء الاقتصادية والاجتماعية والأمنية عن دول الجوار المستقبلة لأعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية المشتركة من جانب مختلف الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.
ونبّهت الجامعة إلى تزايد عمليات النزوح والهجرة غير النظامية وتدفقات الهجرة المختلطة في المنطقة العربية بشكل كبير، سواء بين دول المنطقة أو من الدول العربية للدول الأوروبية، مؤكدة ضرورة بذل الجهود لوقفها ومكافحة عمليات التهريب والاتجار بالبشر، وضرورة إعادة النازحين إلى أوطانهم وبذل المزيد من الجهد لحمايتهم، مشددة على أنه لا بد أن يقترن ذلك بمقاربات طويلة الأجل تعالج الأسباب الجذرية الدافعة لخروج تدفقات الهجرة غير النظامية والمختلطة من خلال العمل على سرعة إنهاء الأزمات التي تؤدي إلى اللجوء، وكذلك زيادة المشروعات التنموية في دول المصدر للحد من الهجرة غير النظامية.
وأكدت الجامعة العربية على أهمية المشاركة بفعالية وبأعلى مستوى من التمثيل في الاجتماع رفيع المستوى بشأن التحركات الواسعة للمهاجرين واللاجئين الذي تعقده الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر/ أيلول المقبل، على هامش أعمال دورتها الواحدة والسبعين، موضحة أن دول عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة ستعقد اجتماعاً استثنائياً بهدف ضمان الإعداد الجيد للمشاركة العربية في هذا الاجتماع.