أكدت الجامعة العربية، اليوم الأحد، أن إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة العلم والتعليم بمواجهة العراقيل الإسرائيلية المتعمدة هو السلاح الأمضى للتمسك بالحقوق، وذلك في اجتماعات الدورة الـ98 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة، التي انطلقت اليوم الأحد وتستمر خمسة أيام.
وفي بداية الاجتماع المنعقد في مقر الجامعة في القاهرة، تنازلت مصر عن رئاسة الاجتماع لدولة فلسطين، تكريماً للدولة والشعب الفلسطينيين. وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي في كلمته في الجلسة الافتتاحية "أن هذا الاجتماع كان مقرراً عقده في رام الله، ولكن تسببت الإجراءات الإسرائيلية في منع عقده هناك كما كان مقرراً".
وقال "إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمّد من خلال الاعتداءات المتواصلة التي تشنها على قطاع غزة استهداف مؤسسات التعليم داخل القطاع، وتدميرها، وعرقلة وصول مواد إعادة بناء ما دُمّر منها، وكذلك الحيلولة دون وصول الكتب المدرسية إلى طلبة القطاع".
وأشار إلى "أنها (سلطات الاحتلال) تعمد أيضاً إلى حرمانهم من الالتحاق بجامعات الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لتشتيت أبناء الشعب الواحد وعدم اندماجه في مؤسساته التعليمية في تكامل واحد، فضلاً عن استمرار العدوان والقصف المتواصل للقطاع المحاصر، والذي يزيد من تعقيد الأوضاع فيه، وصعوبة سير العملية التعليمية وتعطلها أثناء العدوان".
وأضاف "نجتمع اليوم وفلسطين تعيش ظروفاً صعبة وتحديات جسيمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وأن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة تشكل انتهاكاً للقوانين الدولية والإنسانية وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي".
وأوضح أن "التعليم في فلسطين يواجه تحديات كثيرة، تأتي في مقدمتها الاعتداءات المتكررة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المؤسسات التعليمية الفلسطينية، والتضييق وإجراءات العرقلة المستمرة والمتعمدة لضرب المسيرة التعليمية الفلسطينية وحرمان الفلسطينيين والعرب في الأراضي العربية المحتلة من أبسط حقوقهم، وفي مقدمتها حقهم في التعليم".
وتابع "يتركز هذا الاستهداف للتعليم في مدينة القدس المحتلة، من خلال محاولة فرْض المناهج الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة لطمس الهوية العربية واتخاذ كافة الإجراءات لعرقلة إنشاء أي مدارس جديدة في المدينة المحتلة أو ترميم المدارس القائمة فيها، إلى جانب الممارسات والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحقوق المسيرة التعليمية بالضفة الغربية، وخاصة بالمناطق المصنفة ج".
وقال السفير أبو علي: "رغم كل هذه الانتهاكات والممارسات لسلطات الاحتلال والصعوبات التي تواجه العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا أن الطالب الفلسطيني والمعلم الفلسطيني يقفان بصلابة في وجه كافة محاولات الاحتلال لإعاقة عملية التعليم، فلم تنل من عزمهما هذه الانتهاكات والممارسات العنصرية".
كذلك اعتبر أن كل ذلك يشكل حافزاً لمضي الشعب الفلسطيني قدماً في التصدي لإجراءات وممارسات الاحتلال، والإصرار على مواصلة العلم والتعليم؛ سلاح الشعب الفلسطيني الأمضى للتمسك بحقه وأرضه وهويته وثقافته وتوفير مقومات عيشه وصموده، ومواكبة مسيرة الإنسانية في الارتقاء وبناء مجتمع العلم والمعرفة الذي ميّز الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن "هذا الجهد والإنجازات الكبيرة والمتميّزة التي يحققها قطاع التعليم بقيادة وزارة التربية والتعليم، تعبر عن قوة الإرادة والتصميم الفلسطيني وعلى تميز النموذج التعليمي وقدرته على الإنجاز، ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز".
بدوره، قال المدير العام للمتابعة الميدانية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أيوب عليان: "إن سلطات الاحتلال عمدت إلى حذف العلم الفلسطيني عن جميع أغلفة الكتب، علاوة على حذف الكوفية، المعروفة بكوفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكذلك حذف اسم دولة فلسطين وشعارها النسر واسم وزارة التربية والتعليم، ما يعدّ انتهاكاً للسيادة الفلسطينية".
ولفت إلى أن "سلطات الاحتلال تعمد إلى تشويه المناهج الفلسطينية وطمسها وتفريغها من مضمونها، عبْر وضع نصوص وفقرات ومعلومات تدعم الرواية الصهيونية، بهدف مسح العقول العربية"، مبيناً "حذف دروس كاملة في بعض الأحيان، وكل ما يشير إلى النكبة التي حلّت بأبناء الشعب الفلسطيني، وشطب الحديث عن المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال، في تهيئة منهم لإنهاء قضية اللاجئين".