الثورة السورية وانعكاسها على اللاجئين الفلسطينيين: المصير المشترك

29 نوفمبر 2014
لاجئون فلسطينيون نازحون من مخيم اليرموك (فرانس برس)
+ الخط -
بدأ رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، كلمته خلال افتتاح ورشة "الفلسطينيون في زمن الثورة السورية" في مدينة غازي عنتاب التركية، اليوم السبت، بالإشارة إلى تأثير الثورة الفلسطينية على نظيرتها السورية. فقال إنه "عندما قمنا بثورتنا كنا نستنبط قيم الكفاح الفلسطيني، بعد أن ساهم مثقفوهم في تشكيل وجداننا ورددنا ماقاله محمود درويش، وتعلمنا رفد قضية التحرر بالقيم الإنسانية، من إدوارد سعيد".

وأضاف طعمة، أنه "استحكمت حلقات وحدة المصير السوري والفلسطيني اليوم، أكثر من ذي قبل، بعد أن اكتوى اللاجئون الفلسطينيون في سورية بنار الاستبداد الأسدي، وبعد انخراطهم المشرّف الذي لا يضيره استخذاء بعض مرتزقة النظام، في النضال ضد الاستبداد".

وفي إشارة للمليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري برئاسة، بشار الأسد، قال طعمة، لـ"العربي الجديد"، إنه "حاول المضللون من المليشيات الطائفية اللبنانية والعراقية تسويق أن الطريق إلى فلسطين يمر عبر حمص والقصير، إلا أن تحرير الأقصى يفتتح على مصراعيه عندما يخرّ نظام الاستبداد الذي يحمي حدود المحتل، صريعاً". وإذ نحاول دعم إخوتنا الفلسطينيين، فلأننا نسعى إلى نفخ الروح المتجددة في ثورتنا، عبر ربطها عضويّاً بمن علمونا معنى الثورة والتضحية".

بدوره، اعترف ممثل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" زكريا صقال، أنه "لم نستطع أن نتحرر لنسجّي المصلوب كي يرتاح، فهل كان قدرنا خطف حلم التونسي محمد بوعزيزي. أظن نعم، مادام العالم يتاجر بالقضية الفلسطينية والكيان الصهيوني يرعى الطغاة ويحتضن الاستبداد".

وأضاف صقال، لـ"العربي الجديد"، أنه "يأتي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في واقع أكثر من خطر محدق بالثورة السورية، فمن المبادرات التي تطل برأسها إلى تناقض التصريحات الأميركية، إلى الحوار الأميركي الإيراني".

وأوضح أنه "في الوقت الذي مازال نظام الأسد يلعب بأوراق، كالقضية الفلسطينية والمقاومة، وهو بالأصل من أفقدها جوهرها، تغرق الساحة السورية والثورة، في عنف لا يحمل رؤى وحلولاً، ما زاد من اضطراب المواطن السوري وتعميق الأزمات التي افتعلها الأسد، لتشويه وجه ثورة الحرية والكرامة".

من جهته،  قال رئيس هيئة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في سورية، أيمن فهمي، لـ"العربي الجديد"، إنه "تعمدنا إقامة هذه الورشة وتوقيتها، إذ لا يمكن السكوت على النفاق والجدل التي يحاول من خلالها بعض الأبواق التشبيحية من الفلسطينيين، التغطية على جرائم النظام السوري باسم القضية. لذا جاء الرد على هذه المؤتمرات الهزلية، من خلال تأكيد الصوت الفلسطيني الحر المنخرط في الثورة السورية، والذي يرى أن مصير الفلسطينيين مرتبط بالشعب السوري وثورته".

وأضاف فهمي، أنه "تأتي هذه الورشة بمثابة فرصة لتسليط الضوء على الهواجس والمخاوف التي يعيشها الفلسطينيون في سورية، في ظل استهداف المخيمات وتهجير اللاجئين. والبحث عن طرائق للرد على سياسة الأسد الممنهجة، والتي نعتقدها بأمس الحاجة إلى وعي جماعي فلسطيني وسوري، يقوم على كيفية صمود الفلسطينيين في سورية وبناء عمل مؤسسي يؤكد شراكة الدم والمصير".

وشرح فهمي، أنه "تعمدنا دعوة نخبة سياسية وثقافية ونشطاء، سوريين وفلسطينيين، بهدف التباحث في تشكيل رؤية وطرائق، تساعد الفلسطينيين على تنظيم حراكهم الثوري ضمن الثورة السورية، وتقديم الخدمات والاحتياجات اللازمة لفلسطينيي سورية واللاجئين. لأنه وبصراحة، يعاني الفلسطينيون من أزمة إنسانية مركبة بعد تغريبتهم الثانية، التي تعد أشد إيلاماً من نكبتهم الأولى".

وكانت ورشة " الفلسطينيون في زمن الثورة السورية، أسئلة المستقبل وهواجس المصير"، التي رعتها الحكومة السورية المؤقتة قد بحثت في محاور تداعيات الثورة السورية على اللاجئين الفلسطينيين وخلفيات ودوافع انخراط الفلسطينيين في مكونات الحراك الثوري السوري والتحولات والمخاطر التي تواجه فلسطيني سورية وجوديّاً.

يُذكر أن عدد الفلسطينيين الذين قتلهم النظام السوري خلال الثورة، تجاوز الـ2500 وعدد من دخل وخرج معتقلات النظام بلغوا 12 ألف فلسطيني، وعدد الإعاقات الجسدية بسبب القصف والتعذيب بلغت 4700 حالة. 

كما وصل عدد الفلسطينيين الذين هربوا من الموت واعتقالات النظام السوري نحو 10 آلاف، منهم خمسة آلاف على الحدود السورية التركية، وخمسة آلاف دخلوا الأراضي التركية، معظمهم ينتظر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، بحسب ما قال فهمي.

المساهمون