لا يتناسب التعليم المهني في تركيا على الرغم من تشجيع الدولة له مع سوق العمل. الأسباب في ذلك عديدة لعلّ أبرزها ضعف مستوى الثانويات المهنية، والنظرة السلبية إلى القطاع
على الرغم من ارتفاع عدد التلاميذ الأتراك المنتسبين إلى التعليم المهني خلال العقد الأخير، بمقدار الضعف، وارتفاع عدد الثانويات المهنية في عموم البلاد ثلاثة أضعاف، إلّا أنّ نوعية التعليم المقدم هناك تحيط بها الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أنّ نسبة التوظيف بين خريجي المدارس المهنية ما زالت أقل من نظرائهم خريجي الجامعات بـ12 في المائة.
وبحسب وزارة التعليم التركية، فقد ارتفعت حصة التعليم المهني خلال الأعوام الـ15 الأخيرة، لتصل إلى 44 في المائة من عموم التعليم، بينما تهدف الوزارة إلى إيصال هذه الحصة إلى 60 في المائة خلال السنوات المقبلة. وبينما كان عدد التلاميذ في الثانويات المهنية في العام الدراسي 2002- 2003 لا يتجاوز 800 ألف تلميذ، ارتفع إلى مليون و750 ألف تلميذ اليوم، وارتفع عدد الثانويات المهنية من 993 إلى 3266 هذا العام.
يشكو أصحاب الأعمال في تركيا من عدم وجود عمال محترفين بين خريجي هذه الثانويات، فيما يشكو الخريجون من سوء المستوى التعليمي فيها، وابتعاد المناهج عن متطلبات السوق، حتى إنّ عدداً كبيراً من الخريجين لا يعتبرون سنوات الدراسة فيها سوى سنوات ضائعة من عمرهم. في الوقت نفسه تنتشر في المجتمع التركي فكرة أنّ التعليم المهني مخصص للفاشلين في المدارس التقليدية، وليس الطريق الأسرع لدخول سوق العمل.
وبحسب الدراسة التي أجرتها نقابة "إيتم سن" التركية حول التعليم المهني وشملت 100 خريج مهني، و320 تلميذاً في الصف المهني الأخير، و120 مدرّساً في الثانويات المهنية، فإنّ 49.5 في المائة من الخريجين يؤكدون أنّ التعليم الذي تلقوه لم ينفعهم في الحياة العملية، بينما أكد 59.2 في المائة من المدرّسين أنّ مستوى هذه الثانويات لا يؤهلها لتلبية مطالب سوق العمل. كذلك، أشار 71 في المائة من المدرّسين أنّ البنية التحتية لهذه الثانويات غير كافية.
اقــرأ أيضاً
على الرغم من ارتفاع عدد التلاميذ الأتراك المنتسبين إلى التعليم المهني خلال العقد الأخير، بمقدار الضعف، وارتفاع عدد الثانويات المهنية في عموم البلاد ثلاثة أضعاف، إلّا أنّ نوعية التعليم المقدم هناك تحيط بها الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أنّ نسبة التوظيف بين خريجي المدارس المهنية ما زالت أقل من نظرائهم خريجي الجامعات بـ12 في المائة.
وبحسب وزارة التعليم التركية، فقد ارتفعت حصة التعليم المهني خلال الأعوام الـ15 الأخيرة، لتصل إلى 44 في المائة من عموم التعليم، بينما تهدف الوزارة إلى إيصال هذه الحصة إلى 60 في المائة خلال السنوات المقبلة. وبينما كان عدد التلاميذ في الثانويات المهنية في العام الدراسي 2002- 2003 لا يتجاوز 800 ألف تلميذ، ارتفع إلى مليون و750 ألف تلميذ اليوم، وارتفع عدد الثانويات المهنية من 993 إلى 3266 هذا العام.
يشكو أصحاب الأعمال في تركيا من عدم وجود عمال محترفين بين خريجي هذه الثانويات، فيما يشكو الخريجون من سوء المستوى التعليمي فيها، وابتعاد المناهج عن متطلبات السوق، حتى إنّ عدداً كبيراً من الخريجين لا يعتبرون سنوات الدراسة فيها سوى سنوات ضائعة من عمرهم. في الوقت نفسه تنتشر في المجتمع التركي فكرة أنّ التعليم المهني مخصص للفاشلين في المدارس التقليدية، وليس الطريق الأسرع لدخول سوق العمل.
وبحسب الدراسة التي أجرتها نقابة "إيتم سن" التركية حول التعليم المهني وشملت 100 خريج مهني، و320 تلميذاً في الصف المهني الأخير، و120 مدرّساً في الثانويات المهنية، فإنّ 49.5 في المائة من الخريجين يؤكدون أنّ التعليم الذي تلقوه لم ينفعهم في الحياة العملية، بينما أكد 59.2 في المائة من المدرّسين أنّ مستوى هذه الثانويات لا يؤهلها لتلبية مطالب سوق العمل. كذلك، أشار 71 في المائة من المدرّسين أنّ البنية التحتية لهذه الثانويات غير كافية.
لم يتمكن محمد (25 عاماً) وهو خريج قسم الرسم الميكانيكي من ثانوية "أتاتورك والحياة المعاصرة" عام 2014، من العمل في مجال اختصاصه. هو يعمل في إحدى ورش تصنيع الملابس الجاهزة، في كيّ الملابس وطيّها، براتب شهري قدره 1200 ليرة تركية (نحو 350 دولاراً أميركياً). يؤكد محمد أنّه التحق بالثانوية المهنية لأنّه لم يستطع الحصول على معدل الدرجات الكافية للدخول إلى ثانوية تقليدية. كذلك، كان يأمل في الحصول على تعليم يؤهله لاكتساب مهنة تساعده في بناء حياته. يقول: "التحقت بالثانوية المهنية في زيتن بورنو في إسطنبول، واخترت قسم الرسم الميكانيكي بدل قسم الكهرباء والخراطة، لاقتناعي بأنّ هذا المجال سيكون أكثر راحة في المستقبل. كنا في الفصل 47 تلميذاً. تعلمت الرسم على الحاسوب، أما تلاميذ قسم الخراطة فقد كانوا الأسوأ حظاً، إذ لم تكن الثانوية مجهزة سوى بماكينة خراطة واحدة، يتوجب على 40 تلميذاً أن يعملوا عليها". يضيف: "في السنة الأخيرة انتقلت إلى ثانوية مهنية أخرى في منطقة الفاتح في إسطنبول. هناك كانت الأوضاع أفضل، فكان الفصل يضم 25 تلميذاً. ولأنّ والدي أيضاً خريج مدارس مهنية ساعدني في الحصول على دورة تدريبية في إحدى الشركات التي تعمل على تصميم وبناء حمامات السباحة. بذلك، تمكنت لأول وآخر مرة من التدرب على ما تعلمته في الثانوية، وبدأت برسم وتصميم مصابيح إنارة لهذه المسابح". بعد تخرجه، بقي فترة طويلة عاطلاً عن العمل، من دون أن يتمكن من الحصول على عمل يتناسب مع التعليم الذي تلقاه، فاضطر للقبول بعمله الحالي، خصوصاً أنّ جميع زملائه اضطروا للعمل في غير اختصاصاتهم.
من جهته، اعترف وزير التعليم التركي عصمت يلماز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال مؤتمر التعليم الثاني الذي انعقد في أنطاليا، بوجود فجوة بين التعليم المهني وعالم الأعمال. قال يومها: "هناك عدم توافق بين العرض والطلب في ما يخص القوى العاملة، ما يظهر الفجوة بين التعليم المهني وعالم الأعمال. كذلك، هناك فجوة بين التعليم النظري في هذه الثانويات، والتدريب على المهارات الأساسية".
مع ذلك، لا يبدو الأمر مقتصراً على النقص في أماكن التدريب في هذه الثانويات، بل هناك أيضاً فجوة في تعداد المدرّسين المؤهلين وكذلك في المناهج. يؤكد مرت أكبال (20 عاماً) وهو تلميذ في السنة الأخيرة في ثانوية مهنية أنّه صُدم في مستوى التعليم المقدم هناك. يشير إلى أنّه لو كان يعلم مسبقاً بذلك لما انتسب إليها. يقول: "بالرغم من معارضة أهلي قراري، فقد كنت واثقاً منه لرغبتي في دخول مجال الأعمال بأسرع وقت ممكن، وعدم تضييع وقتي في التعليم الجامعي، بعدما رأيت تجربة أشقائي وعملهم في مجال مختلف تماماً عما درسوه في الجامعة. ولأنّ عائلتي تعمل في مجال النقل، ولمعرفتي بالفرص في هذا المجال، قررت دخول قسم الخدمات اللوجستية في الثانوية المهنية، لكنّ التعليم الذي تلقيته كان مخيباً جداً، فلم أحصل على أيّ درس في مجال الخدمات اللوجستية حتى السنة الأخيرة". يتابع: "حتى إنّ المدرّسين لم يكونوا مختصين في مجال اللوجستيات، بل تلقينا دروساً في البداية من متخصص في السياحة والفندقية بسبب خبرته في التجارة الخارجية والتعامل مع الأجانب. ثم جاءنا مدرّس مختص بالمحاسبة، فلم أستفد بشيء في كلّ سنوات الدراسة".
اقــرأ أيضاً
من جهته، اعترف وزير التعليم التركي عصمت يلماز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال مؤتمر التعليم الثاني الذي انعقد في أنطاليا، بوجود فجوة بين التعليم المهني وعالم الأعمال. قال يومها: "هناك عدم توافق بين العرض والطلب في ما يخص القوى العاملة، ما يظهر الفجوة بين التعليم المهني وعالم الأعمال. كذلك، هناك فجوة بين التعليم النظري في هذه الثانويات، والتدريب على المهارات الأساسية".
مع ذلك، لا يبدو الأمر مقتصراً على النقص في أماكن التدريب في هذه الثانويات، بل هناك أيضاً فجوة في تعداد المدرّسين المؤهلين وكذلك في المناهج. يؤكد مرت أكبال (20 عاماً) وهو تلميذ في السنة الأخيرة في ثانوية مهنية أنّه صُدم في مستوى التعليم المقدم هناك. يشير إلى أنّه لو كان يعلم مسبقاً بذلك لما انتسب إليها. يقول: "بالرغم من معارضة أهلي قراري، فقد كنت واثقاً منه لرغبتي في دخول مجال الأعمال بأسرع وقت ممكن، وعدم تضييع وقتي في التعليم الجامعي، بعدما رأيت تجربة أشقائي وعملهم في مجال مختلف تماماً عما درسوه في الجامعة. ولأنّ عائلتي تعمل في مجال النقل، ولمعرفتي بالفرص في هذا المجال، قررت دخول قسم الخدمات اللوجستية في الثانوية المهنية، لكنّ التعليم الذي تلقيته كان مخيباً جداً، فلم أحصل على أيّ درس في مجال الخدمات اللوجستية حتى السنة الأخيرة". يتابع: "حتى إنّ المدرّسين لم يكونوا مختصين في مجال اللوجستيات، بل تلقينا دروساً في البداية من متخصص في السياحة والفندقية بسبب خبرته في التجارة الخارجية والتعامل مع الأجانب. ثم جاءنا مدرّس مختص بالمحاسبة، فلم أستفد بشيء في كلّ سنوات الدراسة".