التونسيون يستكملون "عرسهم" الديمقراطي.. والشباب يغيب

22 ديسمبر 2014
لم يمنع تعب السنين البعض من التصويت (أمين الأندلسي/الأناضول)
+ الخط -
أتعب الماراثون الانتخابي التونسيين، غير أنّ ذلك لم يمنعهم من القدوم للتصويت لرئيسهم المقبل والاختيار بين المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي، واستكمال مشوارهم الديمقراطي؛ غير أنّ شباب التونسي آثروا العزوف، وهو ما انعكس بشكل واضح على نسبة التصويت المتدنية، وقد فسر البعض هذه المقاطعة بتفشي البطالة والمشاكل الاقتصادية.

وتوافد التونسيون على مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية واستكمال مشوارهم نحو الديمقراطية، في الذكرى الثالثة للثورة التونسية، والتي أشعلها محمد بوعزيزي بجسده في مثل هذه الأيام.
وكان حضور الأمن والجيش التونسيين في مدرسة القيروان بولاية بن عروس لافتاً، إذ تم تطويق المكان من الاتجاهات الأربعة، ومنع دخول السيارات، باستثناء تلك المخصصة لأصحاب الأوضاع الصحية الحرجة.
وبما أنّ يوم الأحد عطلة رسمية خُصص للاقتراع، اصطحب الأهالي أولادهم معهم كي يشهدوا هذا اليوم، وكان لافتاً السماح لهم بإدخالهم إلى الخلوة مع آبائهم، ووضع أصابعهم في "الحبر". غير أنّ الشباب تغيبوا للمرة الثالثة على التوالي عن هذه العملية، وفضلوا العزوف والمقاطعة.
ولم تمنع السنّ المتقدّمة الشيخ الحاج حسين بن محمد (94 عاماً) من القدوم إلى مركز الاقتراع للتصويت، يقول ممازحاً لـ"العربي الجديد": "سأصوت للمرة الثالثة على التوالي ولذلك أشعر بأن إصبعي بدأت تؤلمني من كثرة تواتر عمليات التصويت". ويصف اليوم بأنه بمثابة العرس.
ويقول الحاج التونسي إنه كان يعتقد أنه سيعيش فقط فترة الزعيم الحبيب بورقيبة، وأنه لن يشهد قدوم رؤساء آخرين لتونس، مبيناً أنه عاش فترة الاستقلال، وأن تلك الفترة كانت قاسية لأنهم مروا بالعديد من الصعوبات

ويتابع "أتمنى أن يكون الرئيس الجديد ومعاونوه ممن سيشكلون معه الحكومة في مستوى هذه اللحظة التاريخية، وأن يكونوا قدوة لتونس وأن ينفذوا ما وعدوا به".
بدوره، يؤكّد السيد القمودي أنّ الانتخاب واجب، وبالتالي يجب أن يدلي كل تونسي بصوته، مشيراً إلى أن مطلب جميع التونسيين  هو الإستقرار والأمان

ويضيف أن الحملات الإنتخابية  تميزت بالكثير من المناوشات والتلاسن بين المترشحين وهو أمر لا يليق بتونس، لأن الفائز سيخدم البلاد.
ويعتبر أن "التهديدات الإرهابية وما حصل في محافظة القيروان من محاولة اقتحام مركز اقتراع لن تثنينا أو تخيفنا؛ كل هذه المسائل تجعل التونسي يقدم أكثر على التصويت ونأمل أن تمرّ الانتخابات بسلام".

ويدرك التونسيون حجم التحديات المنتظرة للرئيس المقبل، وفي هذا الشأن تقول سميرة، إن "هناك عديد التحديات تنتظر الرئيس الجديد ومن بينها البطالة والمعيشة والإرهاب"، قبل أن تضيف أنّ "الإقبال يبدو إلى حدّ الآن محتشماً، على الأقل مقارنة بالمرة السابقة".
غير أنّ محمد الضاوي العيفي يشدّد على أن "التفاؤل ضروري مهما كانت نتيجة الانتخابات"، معرباً عن أمله في أن تنتصر الثورة وقيم الثورة.


ويبدو أنّ الماراثون الانتخابي أرهق التونسيين، وهو ما يعبّر عنه منوّر عمري، قائلاً إن "تواتر الانتخابات، بمعنى إجراء ثلاث جولات متتالية قد تكون مسألة مرهقة بالنسبة للتونسيين، وهو ما قد يفسر ضعف الإقبال". ويؤكّد أنّ الانتخابات الرئاسية تبقى مصيرية إذ تتعلق بفترة حكم تمتد إلى 5 سنوات، وبالتالي فإن الاختيار سيكون حاسماً". ويعتبر أن "هذه الدورة ستكون صعبة للغاية؛ فالتنافس على أشدّه وأتوقع أن تكون النتائج متقاربة".

مع ذلك، هناك من لا يكترث لهذا الإرهاق، وتقول إيناس إنّها تعتبر هذا اليوم بمثابة عرس ديمقراطي يجب أن يشارك فيه كل التونسيين، وتضيف "نهضت باكراً، وأجلت جميع شؤوني من أجل ممارسة واجبي في التصويت؛ فهذا الاختيار أساسي بالنسبة إلينا لأنه سيحدد مصير تونس ومصير الأجيال المقبلة.
وتؤكّد أنّها تقترع للمرة الثالثة على التوالي، وأنّها لم تفوت أي دورة من الانتخابات.

أما رجب الورفلّي فيرى أنّه "مهما كان عدد مرات التصويت، فإننا مستعدّون لذلك". ويفسّر عزوف الشباب عن التصويت بالتهميش والبطالة وغياب الآفاق"، مؤكّداً أنّ "الرئيس الذي ستأتي به الصناديق أمامه عدة تحديات، أهمها الاهتمام بالملفّ الاقتصادي والشباب".
وتتفق سهام المزوغي مع الورفلّي، وتعتبر أن عزوف الشباب يعود إلى "حالة اليأس  والبطالة".
المساهمون