"كان خبرا كالصاعقة، عندما أخبرتني مدرّسة الحضانة بأن ابني لديه مشكلة في التواصل بالعينين، لم أفهم جيدا، وعندما شرحت لى أكثر، قالت لي ابنك لديه مظهر من مظاهر التوحد Autism، وعندما قرأت كثيرا عن هذا المرض اكتشفت بالفعل أن ابني يقوم بتصرفات كثيرة من أعراض التوحد".
هذا ما عبر به أمير تادروس، والد الطفل أوغسطينوس (12 عاما) عن صدمته عند علمه لأول مرة بإصابة ابنه الأول بمظاهر التوحد عند بلوغه عمر العامين، ولكن هذه الصدمة لم تكن محطة النهاية لهذه الأسرة أو مبررا لتقبل تأخر مستوى الطفل الإدراكي والتعليمي، إذ لم يستسلم الأب ولم يترك ولده فريسة سهلة لمظاهر وأعراض التوحد لتعبث بحياة فرحته الأولى، ولكن كانت هذه اللحظة بمثابة نقطة الانطلاق والتحدي لأمير مع ولده أوغسطينوس أو "تينو" كما يحب أن يطلق عليه.
الإيمان بالأبناء
رفض الأب التوجه إلى أي طبيب للعلاج ليس رفضا لفكرة العلاج بحد ذاتها، ولكنه كان مؤمنا بشدة أن طاقة حب الأب والأم يمكن أن تغير تينو وتعالجه أفضل من أي طبيب مشهور، مؤكدا ذلك عبر "تدوينة" ملهمة لآلاف آباء وأمهات مصابي التوحد وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في ذكرى ميلاد تينو الـ 11 أفصح فيها لأول مرة أن ولده كان مصابا بالتوحد وأنه نجح في علاجه نهائيا فقط بالحب.
فقد قرر أمير أن يساعد ابنه تينو على التركيز والتواصل ولفت انتباهه، قائلا: "كنت آخذه يوميا عقب عودتي من العمل وأنزل به إلى الشارع وأضعه على قدمي وأقوم بأي أفعال من شأنها لفت انتباهه حتى ينظر إلي بعينيه، كان رافضا في البداية، ولكن بعد فترة ليست بالقليلة بدأ يستجيب".
وبعد فترة طويلة من اهتمام أمير بطفله لتحسين قدراته في الانتباه والتركيز ومع اقتراب دخول تينو المدرسة، قرر أمير الذهاب لطبيبة لتأهيله لاجتياز اختبار قبول المدرسة، وعندما شرح أمير للطبيبة المشهورة جدا - على حد تعبيره- حالة تينو طلبت منه إجراء اختبار لقياس درجة التوحد، وأخبرته الطبيبة بعد إجرائها الاختبار أن الأعراض التي تحدث عنها أمير في بادئ الأمر تشير إلى أن درجة التوحد لدى أوغسطينوس ليست أقل من 30، ولكن الاختبار أثبت تحسن حالة تينو، ووصول درجة التوحد إلى 19 وهذه درجة طبيعية جدا موجودة لدى معظم الناس.
قالت الطبيبة لأمير إنه صنع معجزة مع ابنه وعالجه بحبه وطالبته باستكمال ما بدأه، مؤكدة أنه سيكون لأوغسطينوس شأن كبير في المستقبل.
دخل تينو المدرسة وكان أمير دائم المذاكرة له لكي يستطيع الطفل التحصيل الدراسي كزملائه، وفي أحد الأيام وأثناء عصبية أمير وصوته المرتفع خلال تدريسه لأوغسطينوس كتب الطفل ب .. بطة" ومع عصبية أمير بدأت دموع الطفل في السقوط.
دفعت دموع تينو والده للتوقف والتفكير في طريقته للمذاكرة مع الطفل، وأن يسأل نفسه أين الخطأ؟ وقرر أمير أن يعترف بأن الخطأ لديه هو، وليس عند ابنه، ووقتها قام بإلقاء الكراسات والأوراق جانبا، وقام برسم بطة وعلقها على الخزانة ثم قام أمير بالغناء والرقص، وكوّن بيده شكل حرف الباء، ثم ضحك تينو، وقال "ب .. بطة".
اقرأ أيضا: قال إنه تلميذ بليد فأصبح المخترع الذي أنار العالم
جيكوب وجائزة نوبل
لم تكن قصة أمير تادروس مع طفلة أوغسطينوس القصة الوحيدة الناجحة للتعامل مع أطفال التوحد وتحويلهم إلى متفوقين وبارعين حيث تجاهلت الأم كريستين بارنيت ما قاله الأطباء بشأن حالة طفلها جيكوب عند بلوغه الثانية من عمره عندما أخبروها بإصابة الطفل بالتوحد، وأنه لن يتحدث أبدا، ونجحت الأم في دعم طفلها الذي يبلغ الآن 15 عاما وفي طريقه للحصول على جائزة نوبل لتفوقه في مجال الفيزياء.
سعت كريستين بارنيت لتطبيق برامج التربية الخاصة مع طفلها منذ عمر العامين والبحث في الطرق العلاجية المختلفة لتنمية قدراته المحدودة وأخبرها المدرسون أنه لا أمل في تحسين قدرات الطفل جيكوب.
رفضت الأم الاستسلام وسعت إلى تنمية هواياته وما يبرع فيه بدلا من التركيز على قدراته المحدودة بعد أن لاحظت أن برامج التربية الخاصة التقليدية تجعل جيكوب ينطوي على نفسه، بينما يحقق أمور رائعة بمفرده عند خروجه من جلسات العلاج مثل رسم خرائط دقيقة على الأرض، وعكس الضوء بواسطة أكواب المياه على الجدار وغيرها من الأنشطة.
أدركت كريستين بارنيت أن طفلها يحتاج تعليما من نوع آخر، وأن برامج التعليم الخاصة لا تشبع شغفه بتعلم الأشياء كاستكشاف النجوم والأشكال والفضاء فساعدته على اكتشاف الأشياء كما سعت لتوفير كل العناصر التي يحتاجها الطفل الطبيعي من لعب مع الآخرين وتنزه في الحدائق والجلوس على العشب، أحاطته بكل الأشياء التي يحبها الأطفال، وأخذته لكي يشاهد النجوم وحركات الشمس والقمر والكواكب عبر أحد المراكز العلمية لعلوم الفضاء وعندما استمع جيكوب لمحاضرة أحد الأساتذة عن الفيزياء وحركات النجوم المعقدة راح يفهمها، وكلما سأل البروفيسور سؤالا همّ جيكوب برفع يده للإجابة.
وصل معدل ذكاء جيكوب إلى 170 درجة بفضل جهود والدته حيث تفوق على آينشتين في معدل ذكائه، ويعمل حاليا على نظريته المتعلقة بالنسبية، حيث تمكن من دخول الجامعة بسن الـ 11 عاما، والآن هو طالب دراسات عليا مع وصوله إلى 15 عاما، ويستعد لحصوله على شهادة الدكتوراه في مجال الفيزياء.
وتدير "كريستين بارنيت" بالتعاون مع ابنها حاليا مؤسسة "بيت جيكوب من أجل أطفال التوحد" لنشر الوعي بشأن التوحد وكيفية التعامل مع أطفال التوحد واستثمار مواهبهم وقدراتهم.
اقرأ أيضا:تعرف على خطوات التعليم المنزلي للمعوَّقين
رمسيس والـ7 لغات
قصة ثالثة للطفل الأميركي "رمسيس سانجينو" الذي يبلغ 5 سنوات ومصاب بالتوحد، إلا أنه تعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة مع إتمامه العام الأول، وكان يقول بعض الكلمات باللغات الإنجليزية والإسبانية واليونانية واليابانية، وعند بلوغه 18 شهرا كان يعرف جميع جداول الضرب باللغتين الإنجليزية والإسبانية.
واستطاع عبر الكمبيوتر تعلم سبع لغات مختلفة، كما تقول أمه لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إذ تسعى أم رمسيس إلى توسيع آفاقه بشكل مستمر بتوفير الكتب المختلفة في كافة المجالات ومساعدته على القراءة والكتابة والتعلم، فهي تعتقد أن ولدها سينجح يوما في عمل شيء عظيم للبشرية، كاختراع علاج للسرطان فهو شديد الذكاء.
متلازمة أسبرغر
من جانبها أوضحت د. هند بيومي اختصاصية علم النفس وتعديل سلوك أطفال الحالات الخاصة ومدير مركز "اتعلم اسهل" لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: "أن حالات التوحد لدى الأطفال تختلف من طفل إلى آخر، مشيرة إلى تعدد مستويات التوحد فهناك أطفال لديهم توحد ويصاحبه تأخر عقلي مع تراجع نسبة الذكاء، مما يؤثر على المهارات المختلفة كتأخر الكلام وعدم قدرته على الاعتماد على النفس لتلبة حاجاته الأساسية، بينما يوجد أطفال آخرون لديهم توحد ولكن قدراتهم العقلية طبيعية، وهي ما يطلق عليه علميا اسم "متلازمة أسبرغر" حيث تشير اختبارات الذكاء إلى وصول معدل ذكائهم إلى 90 أو أكثر وهي نسبة الذكاء للأشخاص الطبيعيين".
وتابعت بيومي أن الطفل المصاب بالتوحد، ولكن لديه قدرات عقلية طبيعية "متلازمة أسبرغر" تكمن مشكلته في القدرة على التواصل مع الآخرين واضطرابات في السلوك، وقيامه بسلوكيات نمطية كتكرار بعض الحركات برأسه أو بيده بشكل مستمر، ولكن هذا النوع من الأطفال يكون قادرا على التعلم واكتساب المهارات المختلفة مثل أي شخص طبيعي، ويستطيع التفوق والنبوغ، حيث يهتم المصاب بـ "متلازمة أسبرغر" بمواضيع محددة ويسعى دائما إلى معرفة كافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، مما قد يسفر عن نبوغ هؤلاء في هذه الموضوعات مع ارتفاع نسبة ذكائهم.
ودعت بيومي كل أم طفلها مصاب بالتوحد إلى ضرورة التوجه إلى المراكز المتخصصة في تأهيل أطفال التوحد وتنمية مهاراتهم للتعرف على درجة التوحد ونوعه، وإجراء اختبارات ذكاء للتعرف على مستوى ذكاء الطفل وقدراته ونقاط قوته والمهارات التي يتفوق فيها من أجل التركيز عليها.
اقرأ أيضا: قنبلة حارقة تحول حياتها إلى رحلة تحدٍ
هذا ما عبر به أمير تادروس، والد الطفل أوغسطينوس (12 عاما) عن صدمته عند علمه لأول مرة بإصابة ابنه الأول بمظاهر التوحد عند بلوغه عمر العامين، ولكن هذه الصدمة لم تكن محطة النهاية لهذه الأسرة أو مبررا لتقبل تأخر مستوى الطفل الإدراكي والتعليمي، إذ لم يستسلم الأب ولم يترك ولده فريسة سهلة لمظاهر وأعراض التوحد لتعبث بحياة فرحته الأولى، ولكن كانت هذه اللحظة بمثابة نقطة الانطلاق والتحدي لأمير مع ولده أوغسطينوس أو "تينو" كما يحب أن يطلق عليه.
الإيمان بالأبناء
رفض الأب التوجه إلى أي طبيب للعلاج ليس رفضا لفكرة العلاج بحد ذاتها، ولكنه كان مؤمنا بشدة أن طاقة حب الأب والأم يمكن أن تغير تينو وتعالجه أفضل من أي طبيب مشهور، مؤكدا ذلك عبر "تدوينة" ملهمة لآلاف آباء وأمهات مصابي التوحد وذلك عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في ذكرى ميلاد تينو الـ 11 أفصح فيها لأول مرة أن ولده كان مصابا بالتوحد وأنه نجح في علاجه نهائيا فقط بالحب.
فقد قرر أمير أن يساعد ابنه تينو على التركيز والتواصل ولفت انتباهه، قائلا: "كنت آخذه يوميا عقب عودتي من العمل وأنزل به إلى الشارع وأضعه على قدمي وأقوم بأي أفعال من شأنها لفت انتباهه حتى ينظر إلي بعينيه، كان رافضا في البداية، ولكن بعد فترة ليست بالقليلة بدأ يستجيب".
وبعد فترة طويلة من اهتمام أمير بطفله لتحسين قدراته في الانتباه والتركيز ومع اقتراب دخول تينو المدرسة، قرر أمير الذهاب لطبيبة لتأهيله لاجتياز اختبار قبول المدرسة، وعندما شرح أمير للطبيبة المشهورة جدا - على حد تعبيره- حالة تينو طلبت منه إجراء اختبار لقياس درجة التوحد، وأخبرته الطبيبة بعد إجرائها الاختبار أن الأعراض التي تحدث عنها أمير في بادئ الأمر تشير إلى أن درجة التوحد لدى أوغسطينوس ليست أقل من 30، ولكن الاختبار أثبت تحسن حالة تينو، ووصول درجة التوحد إلى 19 وهذه درجة طبيعية جدا موجودة لدى معظم الناس.
قالت الطبيبة لأمير إنه صنع معجزة مع ابنه وعالجه بحبه وطالبته باستكمال ما بدأه، مؤكدة أنه سيكون لأوغسطينوس شأن كبير في المستقبل.
دخل تينو المدرسة وكان أمير دائم المذاكرة له لكي يستطيع الطفل التحصيل الدراسي كزملائه، وفي أحد الأيام وأثناء عصبية أمير وصوته المرتفع خلال تدريسه لأوغسطينوس كتب الطفل ب .. بطة" ومع عصبية أمير بدأت دموع الطفل في السقوط.
دفعت دموع تينو والده للتوقف والتفكير في طريقته للمذاكرة مع الطفل، وأن يسأل نفسه أين الخطأ؟ وقرر أمير أن يعترف بأن الخطأ لديه هو، وليس عند ابنه، ووقتها قام بإلقاء الكراسات والأوراق جانبا، وقام برسم بطة وعلقها على الخزانة ثم قام أمير بالغناء والرقص، وكوّن بيده شكل حرف الباء، ثم ضحك تينو، وقال "ب .. بطة".
اقرأ أيضا: قال إنه تلميذ بليد فأصبح المخترع الذي أنار العالم
جيكوب وجائزة نوبل
لم تكن قصة أمير تادروس مع طفلة أوغسطينوس القصة الوحيدة الناجحة للتعامل مع أطفال التوحد وتحويلهم إلى متفوقين وبارعين حيث تجاهلت الأم كريستين بارنيت ما قاله الأطباء بشأن حالة طفلها جيكوب عند بلوغه الثانية من عمره عندما أخبروها بإصابة الطفل بالتوحد، وأنه لن يتحدث أبدا، ونجحت الأم في دعم طفلها الذي يبلغ الآن 15 عاما وفي طريقه للحصول على جائزة نوبل لتفوقه في مجال الفيزياء.
سعت كريستين بارنيت لتطبيق برامج التربية الخاصة مع طفلها منذ عمر العامين والبحث في الطرق العلاجية المختلفة لتنمية قدراته المحدودة وأخبرها المدرسون أنه لا أمل في تحسين قدرات الطفل جيكوب.
رفضت الأم الاستسلام وسعت إلى تنمية هواياته وما يبرع فيه بدلا من التركيز على قدراته المحدودة بعد أن لاحظت أن برامج التربية الخاصة التقليدية تجعل جيكوب ينطوي على نفسه، بينما يحقق أمور رائعة بمفرده عند خروجه من جلسات العلاج مثل رسم خرائط دقيقة على الأرض، وعكس الضوء بواسطة أكواب المياه على الجدار وغيرها من الأنشطة.
أدركت كريستين بارنيت أن طفلها يحتاج تعليما من نوع آخر، وأن برامج التعليم الخاصة لا تشبع شغفه بتعلم الأشياء كاستكشاف النجوم والأشكال والفضاء فساعدته على اكتشاف الأشياء كما سعت لتوفير كل العناصر التي يحتاجها الطفل الطبيعي من لعب مع الآخرين وتنزه في الحدائق والجلوس على العشب، أحاطته بكل الأشياء التي يحبها الأطفال، وأخذته لكي يشاهد النجوم وحركات الشمس والقمر والكواكب عبر أحد المراكز العلمية لعلوم الفضاء وعندما استمع جيكوب لمحاضرة أحد الأساتذة عن الفيزياء وحركات النجوم المعقدة راح يفهمها، وكلما سأل البروفيسور سؤالا همّ جيكوب برفع يده للإجابة.
وصل معدل ذكاء جيكوب إلى 170 درجة بفضل جهود والدته حيث تفوق على آينشتين في معدل ذكائه، ويعمل حاليا على نظريته المتعلقة بالنسبية، حيث تمكن من دخول الجامعة بسن الـ 11 عاما، والآن هو طالب دراسات عليا مع وصوله إلى 15 عاما، ويستعد لحصوله على شهادة الدكتوراه في مجال الفيزياء.
وتدير "كريستين بارنيت" بالتعاون مع ابنها حاليا مؤسسة "بيت جيكوب من أجل أطفال التوحد" لنشر الوعي بشأن التوحد وكيفية التعامل مع أطفال التوحد واستثمار مواهبهم وقدراتهم.
اقرأ أيضا:تعرف على خطوات التعليم المنزلي للمعوَّقين
رمسيس والـ7 لغات
قصة ثالثة للطفل الأميركي "رمسيس سانجينو" الذي يبلغ 5 سنوات ومصاب بالتوحد، إلا أنه تعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة مع إتمامه العام الأول، وكان يقول بعض الكلمات باللغات الإنجليزية والإسبانية واليونانية واليابانية، وعند بلوغه 18 شهرا كان يعرف جميع جداول الضرب باللغتين الإنجليزية والإسبانية.
واستطاع عبر الكمبيوتر تعلم سبع لغات مختلفة، كما تقول أمه لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إذ تسعى أم رمسيس إلى توسيع آفاقه بشكل مستمر بتوفير الكتب المختلفة في كافة المجالات ومساعدته على القراءة والكتابة والتعلم، فهي تعتقد أن ولدها سينجح يوما في عمل شيء عظيم للبشرية، كاختراع علاج للسرطان فهو شديد الذكاء.
متلازمة أسبرغر
من جانبها أوضحت د. هند بيومي اختصاصية علم النفس وتعديل سلوك أطفال الحالات الخاصة ومدير مركز "اتعلم اسهل" لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة: "أن حالات التوحد لدى الأطفال تختلف من طفل إلى آخر، مشيرة إلى تعدد مستويات التوحد فهناك أطفال لديهم توحد ويصاحبه تأخر عقلي مع تراجع نسبة الذكاء، مما يؤثر على المهارات المختلفة كتأخر الكلام وعدم قدرته على الاعتماد على النفس لتلبة حاجاته الأساسية، بينما يوجد أطفال آخرون لديهم توحد ولكن قدراتهم العقلية طبيعية، وهي ما يطلق عليه علميا اسم "متلازمة أسبرغر" حيث تشير اختبارات الذكاء إلى وصول معدل ذكائهم إلى 90 أو أكثر وهي نسبة الذكاء للأشخاص الطبيعيين".
وتابعت بيومي أن الطفل المصاب بالتوحد، ولكن لديه قدرات عقلية طبيعية "متلازمة أسبرغر" تكمن مشكلته في القدرة على التواصل مع الآخرين واضطرابات في السلوك، وقيامه بسلوكيات نمطية كتكرار بعض الحركات برأسه أو بيده بشكل مستمر، ولكن هذا النوع من الأطفال يكون قادرا على التعلم واكتساب المهارات المختلفة مثل أي شخص طبيعي، ويستطيع التفوق والنبوغ، حيث يهتم المصاب بـ "متلازمة أسبرغر" بمواضيع محددة ويسعى دائما إلى معرفة كافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، مما قد يسفر عن نبوغ هؤلاء في هذه الموضوعات مع ارتفاع نسبة ذكائهم.
ودعت بيومي كل أم طفلها مصاب بالتوحد إلى ضرورة التوجه إلى المراكز المتخصصة في تأهيل أطفال التوحد وتنمية مهاراتهم للتعرف على درجة التوحد ونوعه، وإجراء اختبارات ذكاء للتعرف على مستوى ذكاء الطفل وقدراته ونقاط قوته والمهارات التي يتفوق فيها من أجل التركيز عليها.
اقرأ أيضا: قنبلة حارقة تحول حياتها إلى رحلة تحدٍ