قبل سنوات قليلة، برز مصطلح "تنمُّر" الذي راح يتداوله بداية هؤلاء الذين يحاولون الغوص في النفس البشريّة وأولئك الذين يحاولون سبر أحوال المجتمع وأهله، قبل أن يتحوّل إلى مفردة شائعة بين الناس. في ذلك الحين أتى المصطلح ليعني سلوكاً عنيفاً - باختلاف أشكال العنف - تجاه فرد ما، لا سيّما من الأطفال. هو سلوك متعمّد ومتكرّر بقصد عزل الضحيّة بطريقة أو بأخرى، من قبل فرد أو مجموعة. هذا باختصار.
إذا رغبنا في البحث عن التنمّر من منطلق لغويّ بحت، تفيدنا المراجع بأنّ فعل تنمَّر يعني تشبَّه بالنّمر في لونه أو طباعه، كذلك يعني مدَّد في صوته عند الوعيد وغضِب وساء خلقه. ليس هذا ما تشير إليه المراجع غير اللغويّة، بالتالي يمكن القول إنّها تعتمده بمعناه المجازيّ. فالشخص الذي يرتكب التنمّر يكون ذا طباع متوحّشة كما هي حال ذلك الحيوان من فصيلة السنوريّات، تلك الثدييّات آكلة اللحوم. قد يكون من اختار هذا المصطلح لتوصيف ما يتعرّض له أفراد بحدّ ذاتهم، أراد التأكيد أنّ من يرتكب السلوك الشنيع لا يغرز أنيابه في جسد فريسته إنّما ينهش روحها، وإن أتى ذلك أحياناً من خلال اعتداءات بدنيّة.
في خلال السنوات الأخيرة، اجتذب موضوع التنمّر الذي قد يؤدّي بضحاياه إلى الانهيار والانتحار، اهتمام كثيرين. وتبنّى متخصّصون نفسيّون واجتماعيّون وتربويّون وحقوقيّون القضيّة، كذلك فعلت منظّمات أمميّة وعالميّة ومحليّة، ورُصدت مبالغ لتمويل مشاريع ذات صلة. ولأنّ الموضوع يطاول الأطفال خصوصاً، رفعت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) شعار "التنمّر يحدث للجميع ويوقفه الجميع". ويحكي المعنيّون عن ثلاثة معايير تسمح بالتمييز ما بين التنمّر وسواه من المضايقات، ألا وهي التعمّد والتكرار وتباين القوّة.
اقــرأ أيضاً
اليوم، يبدو مصطلح "تنمّر" على الموضة. ويجاهر بعض منّا بأنّه يتعرّض لذلك الفعل المستهجن، ونضمّنه في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعيّ وفي مقالات صحافيّة وبرامج تلفزيونيّة وغيرها. حتى في الصالونات، صار يُستخدم "المصطلح الجذّاب" كيفما اتّفق. ولأنّ ثمّة من اعتاد تطعيم كلامه بمفردات أجنبيّة، ولأنّ ذلك النوع من المفردات يكون أكثر جذباً في بعض الأحيان، قد نلجأ إلى المصطلح الإنكليزيّ الذي يشير إلى السلوك الشنيع نفسه: Bullying.
يمنة ويسرة، نحكي عن التنمّر أو بوليينغ. كلّما أغاظنا أحدهم بفعل، أو كلّما وُجّهت إلينا ملاحظة، أو كلّما أساء إلينا شخص ما، أو كلّما شعرنا بأنّنا ضحيّة تمييز، نتحدّث عن تنمّر.
مهلاً. التنمّر ليس مجرّد شكل آخر من العدوانيّة، إنّما هو مضايقة متكرّرة لضحيّة هشّة... ضحيّة ليست في وضع يسمح لها بالإتيان بأيّ فعل يمكّنها من التغلّب على المتنمّر وقد تعاني عواقب طويلة الأمد. لا شكّ في أنّنا في حاجة إلى إعادة تصويب بعض من مصطلحاتنا... على أقلّ تقدير.
إذا رغبنا في البحث عن التنمّر من منطلق لغويّ بحت، تفيدنا المراجع بأنّ فعل تنمَّر يعني تشبَّه بالنّمر في لونه أو طباعه، كذلك يعني مدَّد في صوته عند الوعيد وغضِب وساء خلقه. ليس هذا ما تشير إليه المراجع غير اللغويّة، بالتالي يمكن القول إنّها تعتمده بمعناه المجازيّ. فالشخص الذي يرتكب التنمّر يكون ذا طباع متوحّشة كما هي حال ذلك الحيوان من فصيلة السنوريّات، تلك الثدييّات آكلة اللحوم. قد يكون من اختار هذا المصطلح لتوصيف ما يتعرّض له أفراد بحدّ ذاتهم، أراد التأكيد أنّ من يرتكب السلوك الشنيع لا يغرز أنيابه في جسد فريسته إنّما ينهش روحها، وإن أتى ذلك أحياناً من خلال اعتداءات بدنيّة.
في خلال السنوات الأخيرة، اجتذب موضوع التنمّر الذي قد يؤدّي بضحاياه إلى الانهيار والانتحار، اهتمام كثيرين. وتبنّى متخصّصون نفسيّون واجتماعيّون وتربويّون وحقوقيّون القضيّة، كذلك فعلت منظّمات أمميّة وعالميّة ومحليّة، ورُصدت مبالغ لتمويل مشاريع ذات صلة. ولأنّ الموضوع يطاول الأطفال خصوصاً، رفعت منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) شعار "التنمّر يحدث للجميع ويوقفه الجميع". ويحكي المعنيّون عن ثلاثة معايير تسمح بالتمييز ما بين التنمّر وسواه من المضايقات، ألا وهي التعمّد والتكرار وتباين القوّة.
اليوم، يبدو مصطلح "تنمّر" على الموضة. ويجاهر بعض منّا بأنّه يتعرّض لذلك الفعل المستهجن، ونضمّنه في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعيّ وفي مقالات صحافيّة وبرامج تلفزيونيّة وغيرها. حتى في الصالونات، صار يُستخدم "المصطلح الجذّاب" كيفما اتّفق. ولأنّ ثمّة من اعتاد تطعيم كلامه بمفردات أجنبيّة، ولأنّ ذلك النوع من المفردات يكون أكثر جذباً في بعض الأحيان، قد نلجأ إلى المصطلح الإنكليزيّ الذي يشير إلى السلوك الشنيع نفسه: Bullying.
يمنة ويسرة، نحكي عن التنمّر أو بوليينغ. كلّما أغاظنا أحدهم بفعل، أو كلّما وُجّهت إلينا ملاحظة، أو كلّما أساء إلينا شخص ما، أو كلّما شعرنا بأنّنا ضحيّة تمييز، نتحدّث عن تنمّر.
مهلاً. التنمّر ليس مجرّد شكل آخر من العدوانيّة، إنّما هو مضايقة متكرّرة لضحيّة هشّة... ضحيّة ليست في وضع يسمح لها بالإتيان بأيّ فعل يمكّنها من التغلّب على المتنمّر وقد تعاني عواقب طويلة الأمد. لا شكّ في أنّنا في حاجة إلى إعادة تصويب بعض من مصطلحاتنا... على أقلّ تقدير.