التنقيب عن "الكمأ" في الصحراء

03 مارس 2014
+ الخط -

تنتهز كثير من العائلات القطرية فرصة اعتدال الطقس في فصل الشتاء للخروج إلى الصحراء للتخييم والبحث عن فطر "الكمأ" الثمين.

وتستقل العائلات، عادة، حافلتين للسفر إلى محمية طبيعية في مدينة راس لفان الصناعية يكثر فيها فطر الكمأ، ولدى وصول الحافلتين إلى مقصدهما ينزل الرجال ليسيروا في الأرض الصحراوية للتنقيب عن الفطر الذي يسمى أيضا بالفقع.

ويشبه البحث عن الكمأ التنقيب عن الكنوز المدفونة في باطن الأرض. ويبدأ الهواة جمعه من الصحراء بعد بضعة أيام من سقوط الأمطار.

وقال قطري، يدعى مبارك مبخوت سالم المري: "أكثر حاجة هوايته هواية مقناص "اصطياد". هوايته حصالة وهوايته إذا حصلنا الفطر حق الفقعان. هو أهم شيء عند الواحد. ما هو بالمهم إن هو أكله أو فوائده. لأ. أهم شيء قناصته وشوفه. هذا المهم عندنا".

وأضاف: "والله إحنا نعرفه أولاً في الأرض اللي فيها الحيا (الأمطار) اللي هو بداية الوسمي.. يسمونه وسمي الفقعان. الحيا اللي عليه حلوة الوسمي الفقعان طبعاً.. والأرض اللي فيها (نبات) الرقروق.. تحصل الفقع حول الرقروق. والرقروق يظهر من الوسمي. الوسمي البكور".

والكمأ، أو الفقع، نوع نادر من الفطر ينبت في الأرض وله قيمة غذائية كبيرة كما أنه شهي الطعم وقد يصل ثمنه إلى مئات الدولارات للكيلوغرام، وينبت غالباً تحت سطح الأرض لكنه ينبت أحياناً على السطح خصوصاً الدرنات كبيرة الحجم.

وقال قطري آخر، يدعى محسن الشمري: "هو أكلة طيبة تطلع من رب العالمين سبحانه. يطلع من الأرض. فيه ناس يعني يأخذ الكيلو يمكن بألف وخمسمئة وألفين ريال.. الكيلو الواحد. بالذات نوع الزبيدي، هذا الأبيض، فله نكهة خاصة عند أهل الخليج بشكل عام وأهل قطر بشكل خاص".

والبحث عن الكمأ في الصحراء تقليد سنوي توارثه القطريون عن آبائهم وأجدادهم ويحرصون على نقله إلى أبنائهم.

وقال الشمري: "عادات متوارثينها من أجدادنا وآبائنا الأولين. يعني حاجات قديم. نحب الفقع. الشيبان الأولين وأهلنا وأهل قطر والخليج بشكل عام يحبو ها الفقع والمواسم يعرفونها. يعني فيه ناس شيبان (كبار السن) يعرفون الموسم.. يعرفون الأرض اللي فيها نبت الفقع".

والزبيدي هو أجود أنواع الكمأ وأعلاها سعراً وهو فطر ناصع البياض. وأنواع الكمأ الأخرى هي الخلاسي ذو اللون البني والجبا ذو اللون الأسود.

دلالات
المساهمون