التمور في قطر... مهرجانات وأسواق واهتمام رسمي وشعبي

05 مارس 2018
تستقطب مهرجانات التمور الكثير من الزوار بالدوحة(معتصم الناصر)
+ الخط -
علاقة القطري والخليجي عموماً بالتمور والرطب علاقة وطيدة لا يمكن الاستغناء عنها، ويكاد لا يخلو بيت قطري من سلة تمر أو شجرة نخيل، حتى عندما تدخل إلى مكاتب المديرين والموظفين القطريين، تجد التمر والقهوة العربية تحتل الصدارة. 
ويوجد في قطر أكثر من 20 نوعاً من التمور والرطب؛ أهمها التمر العراقي، والخنيري، والخضرواي، والخلاص، والغر، والسلطانة، والسكري، والتونسي، والببرحي، والخصاب، ودجلة نور، والشهل، واللولو، والزرير، والهلالي، والجبري، وبنت سيف، والشيشي.

وتحتوي التمور على نسبة عالية من السكريات، والتي قد تزيد عن 72% من وزنها الجاف، ومن هنا يمكن اعتبار التمور من أغنى الفواكه في محتواها من الطاقة الحرارية، ومن الدلائل على القيمة الغذائية للتمور أيضاً احتواؤها على البروتينات والدهون، وكميات كبيرة من الأملاح المعدنية.

وتؤكد أخصائية التغذية، عائشة الصقر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن التمر غذاء خفيف لطيف ومتكامل، ويعتبر مصدراً غنياً جداً بالسكريات البسيطة، أي التي يتم امتصاصها من منطقة الفم عبر اللعاب، كما يحتوي على كمية عالية من الألياف والمعادن والأملاح.
ويحتوي التمر الجاف على نسبة كبيرة من المعادن المهمة لجسم الإنسان في بنائه وحمايته من كثيرٍ من الأمراض، ومن هذه المعادن: الحديد والفوسفور والكبريت والبوتاس والمنغنيز والكلورين والنحاس والكالسيوم والمغنيزيوم، كما يحتوي على الكربوهيدرات والدهن والماء ونسبة من الأملاح المعدنية، وعدد من الفيتامينات.


احتفاء بالتمر والرطب
تحتفي الدولة بالتمور والرطب، وتقيم المهرجانات وتشجع على زراعة النخيل والاهتمام به، وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي منه، وفي هذه الأيام يحتضن سوق واقف، وسط العاصمة القطرية الدوحة، "سوق التمور الموسمي"، والذي تنظمه وزارة الاقتصاد والتجارة ويفتح أبوابه لغاية منتصف شهر مارس/ آذار، ويتيح الفرصة للتجار ورواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم من التمور والصناعات المرتبطة بها.
كما يعد السوق بمثابة مهرجان للتمور، وتشارك فيه نحو 85 شركة محلية وخارجية من الكويت وعمان وإيران وتونس والجزائر وغيرها من الدول، وهي شركات متخصصة في إنتاج وتوريد وتوزيع التمور.
وفي تصريح على هامش افتتاح السوق، قال أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة القطري، إن "سوق التمور الموسمي" يمثل فرصة لتوطيد أواصر التعاون التجاري والاستثماري بين الشركات المحلية والأجنبية، وتبادل الخبرات في المجالات المرتبطة بقطاع التمور بما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية في الأسواق المحلية والعالمية.


من جانبه، أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، خليفة بن جاسم آل ثاني، أهمية "سوق التمور الموسمي" في توفير منتجات التمور للمستهلكين في السوق المحلي، خاصة مع قرب شهر رمضان، لافتاً إلى ضرورة أن يتم تنظيم هذه الفعالية مرتين في كل عام بما يلبي حاجة السوق المحلي من التمور في كل أوقات العام.
وأشار إلى أن "سوق التمور" استطاع استقطاب العديد من الشركات من الدول المجاورة، بما يؤكد قوة ومتانة السوق القطري وأهميته لغالبية الشركات الإقليمية في جميع المجالات والقطاعات التجارية.
كما تنظم وزارة البلدية والبيئة في فصل الصيف مهرجان الرطب، وذلك بهدف التعريف بأنواع الرطب المنتجة محلياً، وتعزيز الوعي الثقافي والتراثي بشجرة النخيل المباركة، وأهمية ثمارها من الناحية الغذائية والصحية، وتحفيز المنافسة بين المزارع المنتجة، من خلال عرض أفضل أنواع الرطب المحلية، وتشجيع الاستثمار لزيادة الإنتاج المحلي من التمور والرطب بكافة أنواعها.
وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من التمور في قطر 84%، عام 2017، ووضعت وزارة البلدية والبيئة خطة قصيرة المدى لزيادة النسبة إلى 95%، من خلال تشجيع المزارع على زيادة إنتاج النخيل، وتوفير الفسائل وجميع الإمكانيات اللازمة لذلك الهدف.
وتشير بيانات رسمية إلى أن العدد الكلي للمزارع المسجلة في قطر يبلغ 1340 مزرعة، منها 839 مزرعة تنشط بزراعة النخيل وتنتج أنواعاً مختلفة من التمور. وبلغ الإنتاج الكلي للتمور عام 2017 ما يقارب 38.2 ألف طن.


الموطن الأصلي
تشير المصادر التاريخية إلى أن وادي الرافدين ومنطقة الخليج ومصر هي الموطن الأصلي لأشجار النخيل، فقد كانت معابد حضارة بابل مزينة بالنخيل، كما أن قدماء المصريين قاموا بزراعته بجوار معابدهم، واستخدم البابليون والآشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية كعلاج للدمامل والقروح، كما استخدموا منقوع التمر وماء الورد لعلاج أمراض المعدة، ومسحوق نوى البلح مع الشحوم الحيوانية لعلاج الكدمات والأورام، وكذلك مسحوق نوى البلح مع ماء الورد لعلاج بعض أمراض العيون. وفي العصور الوسطى عرفت بعض الدول الأوروبية، مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، عبر دولة العرب بالأندلس، زراعة النخيل.
وفي العالم اليوم أكثر من مئة مليون نخلة تنتج حوالي ثلاثة ملايين طن من التّمور، ويحتضن الوطن العربي 70% من نخيل العالم، وينتج 76% من تمور العالم. وتتوزع أهمّ غابات النّخيل وواحاته وأجود أنواعه بين العراق الذي يحتضن نحو ثلاثين مليون نخلة، والسّعوديّة وفيها 23 مليون نخلة، ما يؤكد أنّ النخلة كانت وما زالت عربية الجذور والهوية.

وقد تغنى كبار الشعراء العرب بالنخيل والتمر. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
"أهذا هو النخل ملكُ الرياض أمير الحقول عروس العزب 
طعام الفقير وحلوى الغني وزادُ المسافر والمغترب
فيا نخلةُ الرملةِ لما تبخلي ولا قصرت نخلات الترب".
دلالات
المساهمون