التليسي.. ذكرى رابعة لقاموس ليبيا

19 يناير 2015
+ الخط -

مرت أربع سنوات على رحيل الكاتب الليبي خليفة محمد التليسي (1930 – 2010). ثمانون سنة تميزت بغزارة الإنتاجات وتنوعها بين الشعر والقصة والدراسات التاريخية والقواميس اللغوية والنقد والترجمة.

درس التليسي في مستهل الستينيات في إيطاليا، فتعرّف على أدبها عن كثب، وترجم كتباً تتحدّث عن ليبيا، مثل كتاب "سكان ليبيا" لهنريكو دي أغسطييني، الذي أثار جدلاً واسعاً بين شيوخ القبائل في شرق ليبيا وغربها.

بدأ التليسي حياته موظفاً في مجلس النواب الليبي عام 1952، ثم تنقّل بين العديد من الوظائف والمناصب. لكنّه أثناء ذلك كان ينتج كتباً تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية الليبية، مثل كتابيه النقديين "الشابي وجبران" (1957) و"رفيق.. شاعر الوطن" (1965)، وأنطولوجيا "قصيدة البيت الواحد" (1990)، التي اتهم أدونيس بأنه استقى فكرتها في كتابه "ديوان البيت الواحد" (2010).

يقول الشاعر سالم العوكلي في هذا الصدد: "قصيدة البيت الواحد كانت مطروحة في كتاباته المبكرة عن مفهوم اللحظة الشعرية، أو ما يسميها التليسي الوقدة، ويعتبر ما بعدها مجرد صناعة أو ورم يطيل القصيدة. وفي مختاراته كان يسعى إلى القبض على اللحظة الشعرية عند كل شاعر، أو بيت القصيد كما أسماه النقد العربي القديم. قصيدة البيت الواحد لا يمكن أن يكون عنواناً محتكراً، فمن حق أي مهتم أن يختار أجمل الشعر حسب ذائقته الشخصية، ولذلك ثمة آلاف الكتب التي يبدأ عنوانها بمختارات، مثل مختارات من الشعر الأمريكي أو الشعر المكسيكي.. إلخ، الأمر ليس حكراً على أحد، كما أنّ مفهوم قصيدة البيت الواحد مفهوم قديم في النقد العربي وليس من اختراع التليسي".

من جانب آخر، يقول الكاتب عبد الله مليطان: "معجمه الفريد "معجم معارك الجهاد في ليبيا"، الذي صدر مطلع السبعينيات من القرن الماضي، كان ولا يزال المصدر الرئيسي، بل والوحيد الذي لا يمكن للباحث تجاوزه حتى الآن، إذا ما أراد التصدي لتاريخ مرحلة الاستعمار الإيطالي لليبيا. إضافة إلى ريادته في التأسيس للنقد الأدبي في ليبيا في الخمسينيات، وكذلك معجمه "النفيس" الذي استخرجه من كنوز القواميس اللغوية، والذي يعد أهم منجز لغوي ليبي، بعد "ترتيب القاموس" الذي أنجزه الشيخ المؤرخ الطاهر أحمد الزاوي".

دلالات
المساهمون