05 مايو 2016
التغريبة السورية في (غدا نلتقي)
صالح (سورية)
بعيدا عن البرود الممل والمكرر الذي يُحيط بالأعمال الشامية، والأعمال العربية المشتركة والتنافسية، يطل علينا "غدا نلتقي" في حلقاته الأولى، ليصبح عراب الدراما السورية لهذا الموسم الرمضاني، يجسد العمل التغريبة السورية ومأساة نزوح سوريين كثيرين إلى الجارة اللبنانية.
على الرغم من تناول الدراما السورية في السنوات الأربع الماضية ملف اللاجئين السوريين، إلا أن هذا المسلسل جعل النزوح السوري محوره الأساسي الذي يستند عليه النص الدرامي الاحترافي، والذي كتبه إياد أبو الشامات ورامي حنا، بقلم يحاكي الشارع، وأخرجه الأخير بصورة إبداعية، ابتعد عن الانحياز لرأي سياسي معين، واقترب إلى الواقعية، وضم كل معايير المهنية والموضعية التي اشتاق المشاهد أن يراها في المواسم السابقة.
يعرض لنا العمل عدة صور ومشاهد متجانسة ومتفرقة، تحتوي على التناقض بالآراء والأفكار، لكن جميعها تشمل أحلام السوريين، تُدخلنا الحلقات الأولى في تفاصيل يوميات العائلات السورية النازحة في منطقة الأشرفية الواقعة في قلب بيروت. نشاهد جابر (مكسيم خليل) بائع الأقراص المدمجة في شوارع بيروت وشقيقه محمود (عبدالمنعم عمايري) الشاعر وكاتب المقالات والشجار الذي تخلقه الانقسامات السياسية بين الأخوين في الحلقة السادسة، هذا الشجار الناتج عن تراكمات الذي يدور في كل يوم بين الموالي والمعارض لسياسات البعث السوري، يعاني أبو عبدو (عبدالهادي صباغ) قساوة النزوح ومرارته، باحثا عن وسيلة تقوده هو وعائلته للهجرة إلى السويد، و طريقة حديثه عن الهجرة التي تحدث في كل لحظة داخل البيوت السورية، وشخصيات كثيرة تعيش في داخل بناء قديم وبسيط، تعلق أحلامها على حبل الأمل.
اتهم (غدا نلتقي) بالعنصرية من قناة MTV، حيث أعدت القناة اللبنانية تقريرا في النشرة الاخبارية الذي أعده أو أعدته مجهول/ة يوم الثلاثاء 23 حزيران/ يونيو، أن المسلسل الذي يعرض على قناة LBCI" صُوّر في لبنان، ويتضمن مشاهد تتهم اللبنانيين بالعنصرية والتعصب والتمييز ضد الشعب السوري"، هذا الاتهام الذي وصفه الكاتب أبو الشامات بالمثير للسخرية كان نتاج لمشهد وردة (كاريس بشار) التي تعمل في غسل الأموات مع الشاعر محمود، وقالت فيه إنها لا تحب فيروز، بل تفضل سماع "وردة وأم كلثوم وراغب علامة".
غدا نلتقي، عمل درامي بروح سينمائية ممتعة، أظهر إياد السيناريست السوري المبدع ورؤية رامي حنا الإخراجية المحترفة.
مقالات أخرى
07 ديسمبر 2015
20 أكتوبر 2015
28 اغسطس 2015