في أول قمة بعد تطبيع العلاقات بين روسيا وتركيا، يستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في مدينة سانت بطرسبورغ العاصمة الشمالية الروسية، وسط توقعات بأن يهيمن ملفا التعاون الاقتصادي وسورية على المباحثات.
وتعقد هذه القمة في ظروف استثنائية، بعد وقوع محاولة انقلاب فاشلة في تركيا في منتصف الشهر الماضي، وتراجع العلاقات بين الغرب وأنقرة، وتقلص فرص الأخيرة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في حال قررت تطبيق عقوبة الإعدام.
ومن المنتظر أن تتصدر قضايا التعاون الاقتصادي والوضع في سورية، جدول أعمال المحادثات.
وأكد أردوغان في حوار مع وكالة الأنباء الروسية "تاس" عشية الزيارة، استعداده لاتخاذ خطوات فورية لتحقيق مشروع "السيل التركي" لنقل الغاز.
ومن المرتقب أن يساعد هذا المشروع روسيا في الحد من اعتمادها على أوكرانيا في نقل الغاز إلى أوروبا، فيما ستحقق تركيا طموحاتها في أن تصبح مركزاً إقليمياً لعبور الغاز وستغطي حاجياتها المتزايدة من الطاقة.
كما يسعى الطرفان لتطبيع العلاقات الاقتصادية في أسرع وقت، باعتبار أن العقوبات هي سلاح ذو حدين، يضر بكلا البلدين، لكن من جانب آخر، ثمة خلافات حول سورية، لن تسفر القمة عن انفراج فيها.
وجدد أردوغان تأكيده "شرط تنحي بشار الأسد، الذي تسبب في مقتل 600 ألف شخص"، بينما أكدت روسيا مراراً تمسكها بحليفها ورفضها تغييره "إلا عن طريق الانتخابات".
وتأتي القمة، كذلك، عقب اعتذار أردوغان عن واقعة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، قرب الحدود السورية - التركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقد يسفر لقاء اليوم عن الاتفاق على وضع آلية لمنع تكرار حوادث في الأجواء السورية، وذلك على غرار اتفاقات روسيا مع كل من إسرائيل والولايات المتحدة، وفق ما نقلته صحيفة "إزفيستيا" عن مصدر مطلع بوزارة الدفاع الروسية عشية القمة.
ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله "أعدت وزارة الدفاع الروسية، حزمة مقترحات للجانب التركي تشمل إنشاء قنوات لتبادل المعلومات بين عسكريي البلدين، وبروتوكولات الأعمال في الجو".
ومنذ اعتذار أردوغان عن حادثة إسقاط قاذفة "سوخوي-24"، غيّر الخطاب الرسمي والإعلامي في روسيا بين ليلة وضحاها من لهجته تجاه تركيا ورئيسها، ولعل آخر مثال على ذلك، التقرير الذي بثه التلفزيون الروسي قبل يومين، عن مشاركة ملايين من سكان اسطنبول في تظاهرة مؤيدة لأردوغان.