التطورات العربية تطفئ بريق الذهب في مكة

03 أكتوبر 2014
تراجع مبيعات محلات الذهب في مكة (أرشيف/getty)
+ الخط -
لطالما تطلّع باعة الذهب في مكة المكرمة، إلى تحقيق مبيعات قوية خلال موسم الحج، لكنهم يقولون إن المتاجر خاوية من الزبائن هذا العام، في ظل المصاعب الاقتصادية الناجمة عن تطورات الأحداث في العالم العربي، التي أفقدت المعدن النفيس بريقه.
وفي العادة كانت معظم مبيعات الذهب خلال موسم الحج إلى زوار المدينة المقدسة، الذين يشترون القلادات والخواتم والأساور كهدايا يأخذونها إلى أوطانهم.
لكن متاجر الحلي جوار المسجد الحرام شبه خاوية قبل يوم من انطلاق شعائر الحج اليوم الجمعة.
ويمكن مشاهدة الأعداد القليلة من المشترين، بينما يجلس الباعة يحتسون الشاي ويطالعون الصحف خلف مناضدهم.
يقول أبو علي السواج، مدير المبيعات في متجر "ثابت للذهب والمجوهرات"، بجوار المسجد الحرام "موسم الحج الحالي أضعف من العام الماضي .. في تقديري المبيعات منخفضة حوالى 20%، وكما ترين فالمحل خال، بينما لم يكن هكذا قط من قبل".
ويقول تجار الذهب بالتجزئة، إن معظم العملاء كانوا لفترة طويلة من المصريين والسوريين، لكن الربيع العربي غير ذلك الوضع، حيث بدأ المشترون الآسيويون يتفوقون على نظرائهم العرب.
ويقول محمد عبد اللطيف، البائع في مجوهرات الصايغ "ما كان لأحد أن يتوقع رؤية الجنسيات التي تشتري الآن .. كنت أظن أن أفغانستان وبنجلادش بلدان فقيرة، لكنهم من يشترون (الذهب) هذه الأيام".
وقال عبد اللطيف، إن المشترين الآسيويين يطلبون القطع الصغيرة الأرخص، وإن المتاجر تسعى لتلبية طلبهم.
وأبلغ رويترز "لم يعد الأمر يتعلق بقيمة المبيعات، بل بالحجم، فهؤلاء الزبائن الجدد يريدون قطعا صغيرة بسعر منخفض، وهو ما بدأنا ننتجه".
وينظر إلى الذهب كاستثمار بديل في أوقات عدم التيقن، وقد ارتفع سعره 0.6% إلى 1220.55 دولار للأوقية (الأونصة) في معاملات أمس.
وفي سوق الذهب بمكة يقول التجار، إن سعر المعدن قيراط 21 بلغ 115 ريالا (42.4 دولار) للجرام، بدون تغير كبير عن سعر العام الماضي البالغ 160 ريالا.
وفقد بعض التجار الأمل في تعاف كامل سريع، وبدأوا يفكرون في تغيير النشاط.
وقال وليد صالح، وهو بائع يمني بأحد متاجر الذهب في مكة، "أمضيت حياتي تاجرا، والآن لم أعد أشعر أنني كذلك".
وتابع "الناس لم يعد لديهم المال ويريدون شراء الأشياء الرخيصة.. قد أذهب للعمل بمتجر لبيع الفضة في العام القادم، فأيام الذهب قد ولت".
المساهمون