وتفاوتت الاستجابة، في أحياء متفرقة بالعاصمة السودانية، لكنّها بقيت أقل من تلك التي حظي بها العصيان الأول الذي شهدته البلاد أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وانخفضت حركة السير في بعض المناطق في السودان بشكل ملحوظ، وبقيت عادية في مناطق أخرى، بينما فضل بعض المواطنين التغيّب عن العمل لاسيما بالمؤسسات الخاصة، في وقت أغلقت فيه بعض المحال التجارية والصيدليات أبوابها.
ونشطت الحكومة وحلفاؤها من جهة، والمعارضة ومؤيدو العصيان من جهة أخرى، بنشر صور تظهر وجهة نظر كل منها، إذ عمدت الحكومة ومؤيدوها إلى نشر صور بمواقع التواصل الاجتماعي تبّين حركة بالمرور والزحام في شوارع البلاد، بينما نشر مؤيدو العصيان صوراً مختلفة تؤكد خلو الشوارع ونجاح العصيان.
وتقصّدت الحكومة على غير العادة، الاحتفال بعيد الاستقلال، تزامناً مع موعد العصيان بعدما درجت على الاحتفال بالمناسبة في الأول من يناير/ كانون الثاني من كل عام.
وكان البرلمان وحده من يعمل على تخصيص جزء من جلساته لإحياء ذكرى قرار الاستقلال الذي اتخذه بالتزامن في التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول قبل 61 عاماً.
إلا أنّ الحكومة دعت المواطنين للاحتفال بعيد الاستقلال، اليوم الإثنين، وأغلقت بعض الطرق الرئيسية المؤدية إلى مواقع الاحتفال، الأمر الذي عده ناشطون، محاولة لخلق حالة زحام مصطنعة.
وأقيمت احتفالات في العاصمة الخرطوم، بعرض شارك فيه الحرس الجمهوري، وفرقة موسيقا القوات المسلحة.
ورأى مراقبون أنّ تقييم العصيان من خلال حركة الشارع، يعتبر ظالماً للخطوة التي حازت على اهتمام عدد كبير من المواطنين، وأجبرت الحكومة على استنفار طاقاتها، قبل أسبوع من انطلاقته من أجل إجهاضه، لاسيما بالنظر إلى سيطرة حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، على معظم مؤسسات الدولة ونقابات العمال والنقابات المهنية.
ونشر مناهضو العصيان رسوماً على مواقع التواصل الاجتماعي، تتوعد دعاة العصيان مثل رسم ليد كتب عليها الشعب السوداني، تحاول أن تقطع لساناً كتب عليه "دعاة العصيان"، وصورة أخرى تحمل ميتاً بكفنه، في إشارة إلى فشل العصيان بنظرهم.
بينما حرص مؤيدو العصيان على تأكيد نجاحه في الشارع، لا سيما بمدن العاصمة الثلاث الخرطوم، بحري، أم درمان، فضلاً عن نجاحه بثماني ولايات أخرى.
وعلّق وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف، على ما وصفه "فشل العصيان"، وقال إنّ "التقارير الرسمية أكدت انسياب العمل في دواوين الحكومة بنسبة 100%".
وردّ الرئيس السوداني عمر البشير، الأسبوع الماضي، على دعوات العصيان المدني، بتهديد من يقف خلفها ودعوتهم إلى "منازلته في الميدان بدلاً من التخفّي خلف الكيبورد"، واصفاً إيّاهم بـ"الخونة والعملاء".