الخميس حضر ترامب في نقاش أوروبي مسائي بين ناشطين وناشطات مؤيدين للقضايا العربية ومعارضين لسياسة بلادهم في مجال المهاجرين.
بين "طرد اللاجئين والمهاجرين" ونصب جدران وتقوقع وشعبوية، وازدواجية الرفض الأوروبي لترامب ثم الترحيب به، حضر مثل مفزع ساقته سيدة إسكندنافية: "وماذا يفرق هؤلاء عنه؟" وهي تشير إلى سياسيين من اليمين الأوروبي في بلدها. جونا، هي في العقد السادس حين قالت لمجالسيها: "إذا كان بعض الأميركيين سيهجرون إلى كندا، فأنا سأختار النرويج!".
ما تعيشه المجتمعات المهاجرة في أوروبا لا يبدو مزحة أمام شعارات ترامب. ففيها يتجاوز النموذج ملاحظة جونا، ويبدو أن قصة اللعب على وتر "العرق الأبيض يتناقص" فيه جردة حساب أخلاقي وتاريخي يعيد البعض الترامبية الأوروبية إليه.
ألمانيا، التي فتحت ذراعيها للاجئين تراها نخب أوروبية اليوم كمن تجاوز عقدته التاريخية في عدم البوح، أو تركه للنازيين بربطات عنق يعبرون عنه. ومثل شعار أستراليا التي استوطنت شعوبها أرض الآخرين يبدو أن زحف اليمين المتشدد بدأ صداه مسموعاً في أروقة صناع القرار: لنبقي هؤلاء بعيدين عنا... وسنساعدهم بإعادتهم إلى الضفة الجنوبية للمتوسط.
يفكر بصوت عال شاب عربي مندهش من خوف مساء اليوم التالي لاكتساح الترامبية العقل الأميركي، ولو بفارق بسيط: "وماذا عنا يا جونا؟ إلى أين يجب أن نرحل؟".
مما لاشك فيه أن المشهد القاتم الذي يراه البعض بلون آخر، ممتلئ بالبرغماتية، يصيغ الكثير من أسئلة الهجرة بإعادتها إلى مربعها الأول. هنا ننقل سؤال مهندس عربي مهاجر: "بعض الدول حين تكتشف أن حامل جواز السفر الغربي من أصل عربي تعامله بغير معاملة ما يسمى (خبير) وقد يكون خبير صيانة برادات ماء، أليس جوهر سؤال الغربة هو عربي بامتياز؟ على الأقل في الجانب الذي يهمنا نحن في يومياتنا بعيداً عن لعبة السياسة الكبرى وتبادل المصالح".
نعم، اليمين الأوروبي سيرى في نجاح ترامب خطوة دافعة لتكويع يميني آخر وبحماسة لم تعهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية. لكن أيضاً يبقى السؤال عربياً في جانبه الآخر عن هذه الهجرة الموجعة أكثر مما يظن البعض... من العرب... أيام صعبة قادمة هي التي ستواجه الملايين، وإن فرح البعض "العربي" أيضاً لكل الشعبوية المزدهرة...
اقــرأ أيضاً
بين "طرد اللاجئين والمهاجرين" ونصب جدران وتقوقع وشعبوية، وازدواجية الرفض الأوروبي لترامب ثم الترحيب به، حضر مثل مفزع ساقته سيدة إسكندنافية: "وماذا يفرق هؤلاء عنه؟" وهي تشير إلى سياسيين من اليمين الأوروبي في بلدها. جونا، هي في العقد السادس حين قالت لمجالسيها: "إذا كان بعض الأميركيين سيهجرون إلى كندا، فأنا سأختار النرويج!".
ما تعيشه المجتمعات المهاجرة في أوروبا لا يبدو مزحة أمام شعارات ترامب. ففيها يتجاوز النموذج ملاحظة جونا، ويبدو أن قصة اللعب على وتر "العرق الأبيض يتناقص" فيه جردة حساب أخلاقي وتاريخي يعيد البعض الترامبية الأوروبية إليه.
ألمانيا، التي فتحت ذراعيها للاجئين تراها نخب أوروبية اليوم كمن تجاوز عقدته التاريخية في عدم البوح، أو تركه للنازيين بربطات عنق يعبرون عنه. ومثل شعار أستراليا التي استوطنت شعوبها أرض الآخرين يبدو أن زحف اليمين المتشدد بدأ صداه مسموعاً في أروقة صناع القرار: لنبقي هؤلاء بعيدين عنا... وسنساعدهم بإعادتهم إلى الضفة الجنوبية للمتوسط.
يفكر بصوت عال شاب عربي مندهش من خوف مساء اليوم التالي لاكتساح الترامبية العقل الأميركي، ولو بفارق بسيط: "وماذا عنا يا جونا؟ إلى أين يجب أن نرحل؟".
مما لاشك فيه أن المشهد القاتم الذي يراه البعض بلون آخر، ممتلئ بالبرغماتية، يصيغ الكثير من أسئلة الهجرة بإعادتها إلى مربعها الأول. هنا ننقل سؤال مهندس عربي مهاجر: "بعض الدول حين تكتشف أن حامل جواز السفر الغربي من أصل عربي تعامله بغير معاملة ما يسمى (خبير) وقد يكون خبير صيانة برادات ماء، أليس جوهر سؤال الغربة هو عربي بامتياز؟ على الأقل في الجانب الذي يهمنا نحن في يومياتنا بعيداً عن لعبة السياسة الكبرى وتبادل المصالح".
نعم، اليمين الأوروبي سيرى في نجاح ترامب خطوة دافعة لتكويع يميني آخر وبحماسة لم تعهدها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية. لكن أيضاً يبقى السؤال عربياً في جانبه الآخر عن هذه الهجرة الموجعة أكثر مما يظن البعض... من العرب... أيام صعبة قادمة هي التي ستواجه الملايين، وإن فرح البعض "العربي" أيضاً لكل الشعبوية المزدهرة...