التدوير لصناعة الفن

28 ديسمبر 2017
من أعمالها (العربي الجديد)
+ الخط -
الأشغال اليدويّة وخاصة في المنزل هي هواية معظم النساء اللواتي لم يخضن غمار العمل خارج بيوتهن، والعديد من النساء ينمين هوايتهن وخاصة في مجال التدوير باستخدام ما لم يعد صالحاً للاستخدام في البيوت، وهي عموماً ثقافة تسعى أغلب الجميعات المهتمة بالبيئة إلى الترويج لها في معظم المناطق في لبنان، خصوصاً بعد أزمة النفايات التي عانى منها لبنان في السنيتن الأخيرتين.
عايدة الغضبان من قرية كويكات قضاء مدينة عكا في فلسطين المحتلة عام 1948 وتقيم في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان) قالت لـ "العربي الجديد": منذ الصغر وأنا أهوى الأشغال اليدوية وحتى عندما كبرت ظلت هذه الهواية هي المفضلة لدي، وصرت أطوّر نفسي من خلال تنفيذ الفكرة التي تخطر على بالي، علماً أنني لم أستعن بأي شخص كي يعلمني.
وأضافت، أقوم بصناعة الأشغال اليدوية عن طريق التدوير، حيث أقوم بتنفيذ الفكرة من المواد الموجودة في البيت والتي لم نعد بحاجة إليها منها على سبيل المثال العلب الكرتونية التي تستخدم للأحذية، أو قوارير المشروبات الغازية المصنوعة من البلاستيك وقطع القماش التي لم أعد بحاجة إليها أو حتى أواني المطبخ المكسورة، وهذه الأشغال غير مكلفة مادياً لأنها مواد لم تعد صالحة للاستعمال ولكن يمكن تدويرها بطريقة فنيّة جميلة.
ولفتت إلى أنها منذ 20 عاماً تقوم بتنفيذ الأشغال اليدوية، والتي يمكن تزيين بها المنزل أو يمكن استخدامها في طرق عدّة كعلب المناديل الورقيّة التي تصنعها من علبة كرتون وقطعة قماش تغلفها بها بطريقة فنيّة.
وقالت: أٌقوم بصناعة الزهور الصناعيّة الملوّنة باستخدام النايلون الملون وقوارير بلاستيكية وقرص مدمج (CD) لأضعها في أوان كالمزهرية أو أصنع منها شلالاً من الورد.
ولفتت إلى أنها بعد كل هذه السنين قررت أن تتخذ من هذه الهواية مصدراً للرزق وصرت أصنع المشغولات اليدوية لأبيعها، كما أنني بدأت بتدريب مجموعة من السيدات في إحدى الجمعيات الأهلية وصرت أعلمهم كل مأ أستطيع عمله في هذا المجال، حيث آخذ معي ما أصنعه في البيت ليطبقوا مثله خلال التدريب.
وأكدت أنها تسوّق منتوجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الأصدقاء والأقارب وأحياناً بعض الأشخاص يطلبون شكلاً أو لوناً مختلفاً فأقوم بتنفيذه حسب طلبهم.
وقالت: هذه المشغولات يستغرق تنفيذها وقتاً طويلاً ودقة في التنفيذ لأنها تحتاج إلى مهارة فنيّة، ولكن مع الوقت صارت سهلة بالنسبة لي ولم أعد استغرق وقتاً في التنفيذ.
لم تشترك في أي معرض خاص سابقاً كي تعرض منتوجاتها وأشغالها اليدويّة، لكنها تقوم بجمع كل ما تنتجه المتدربات في الجمعية من أجل تنظيم معرض عند انتهاء الدورة التدريبيّة كي تشعر المتدربات بأنهن صنعن أشغالاً فنيّة جميلة سيجعب بها الزائرون وعند بيعها يعود الريع للمتدربات.
لفتت إلى أن ابنتها الكبرى تهوى الأشغال اليدوية أيضاً وعندها أفكارها الخاصة لتنفيذ أشغال يدوية في المدرسة وتقوم بتنفيذها بتوجيهات منها.
تختم بالقول: أسعى لإقامة معرض خاص بي أستطيع من خلاله أن أعرّف الناس بموهبتي وكذلك لتشجيعهم على عملية التدوير لما لها من فوائد وخاصة على البيئة.


دلالات
المساهمون