التحقيق بانهيار الموصل قد يشمل المالكي

03 نوفمبر 2014
رئيس أركان الجيش اتهم المالكي بالتسبب بسقوط الموصل(محمد فلاح/Getty)
+ الخط -

كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حاكم الزاملي، لـ "العربي الجديد" عن "قرب صدور أوامر من مجلس النواب العراقي لبدء التحقيق مع قادة الجيش المتورطين في انتكاسة الموصل، وأيضاً مع حكومة الموصل المحلية، للوقوف على المتسببين في سقوط المحافظة ومحاسبتهم".

ويوضح الزاملي أنّ "التحقيق سيشمل مدير العمليات المشتركة الفريق عبود كنبر وقائد القوات البرية الفريق علي غيدان، وقائد عمليات نينوى في حينها الفريق مهدي الغراوي".
ويلفت إلى أنّه "من خلال مجريات التحقيق، إذا صدرت اتهامات أو أي شيء يخص القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي، فلن يستبعد من التحقيق". ويؤكد أنّ "الضباط المتواجدين خارج العراق سيتم التعامل مع الإنتربول (الشرطة الدولية) لاستدعائهم".

وكان مصدر قد أكّد لـ "العربي الجديد"، في وقت سابق أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي توعد بمحاسبة كل مسؤول ضالع بالجرائم التي تسببت بقتل العراقيين، وأنّ الحصانة والمنصب لن تمنع أحداً، أيا كان، من المحاسبة القانونية.

واستبق رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري، التحقيقات حول سقوط الموصل، باتهامه رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بالتسبب في ذلك، نافياً صحة التصريحات التي صوّرت سقوط المدينة بيد المسلحين على أنها مؤامرة أو خيانة.

وكشف زيباري عن إيصاله رسالة من القيادات الكردية إلى المالكي تدعوه لضرب الحشود الأولية لتنظيم "داعش" على حدود الموصل لمنعهم من الدخول، لكنه لم يُعر أهمية للأمر، بحسب قوله.

وكان قائد عمليات نينوى مهدي الغراوي قد قال، في وقت سابق، إنه كان يعلم بأن "داعش" يخطط للهجوم على الموصل نهاية مايو/أيار أو بداية يونيو/حزيران، وظل يقاتل حتى انهار الجيش، موضحاً أن سرّ قرار الانسحاب من المدينة يوجد عند المالكي وغيدان وكنبر.

وألقت حكومة المالكي اللوم على الغراوي في ما جرى في الموصل، إذ اتهمته وزارة الدفاع بالتقصير في واجبه، وهو الآن ينتظر ما تتوصل إليه هيئة التحقيق التي قد تحيله إلى محكمة عسكرية. وإذا صدر قرار المحكمة بالإدانة فقد تصل العقوبة إلى حد الإعدام بتهمة الخيانة، حسب القوانين العراقية.

والأزمة الأخيرة التي تعصف بالعراق، أثبتت هشاشة مؤسسته العسكرية، التي كانت تُعدّ قوة يُحسب لها الحساب. وبعدما كان الجيش العراقي في المرتبة الخامسة عالمياً، قبل حلّه بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، بات اليوم مهدداً بالتفكك في أول اختبار يمرّ به، في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".

ويتوارى عن الأنظار داخل البلاد ضباط كبار في الجيش العراقي، منهم غيدان، وكنبر، والغراوي، الذين هربوا من ساحة القتال قبل جنودهم، إبان دخول "داعش" إلى الموصل، وبذلك سجلت المؤسسة العسكرية انحداراً خطيراً في تاريخها.

المساهمون