أثار التحالف الرباعي (العراقي- الإيراني- الروسي- السوري)، بوادر أزمة سياسيّة جديدة في العراق، مّما ينذر بانشقاق الكتل السياسيّة إلى فريقين؛ مؤيّد ومعارض، ففي الوقت الذي أعلن فيه تحالف القوى العراقيّة تحفّظه على التحالف، عادّا إياه وصفة جاهزة لتقسيم المنطقة بما فيها العراق، دافع التحالف الوطني الحاكم في البلاد عنه، معتبرا إياه إنقاذا للبلاد من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فيما حذّر مراقبون من تعميق التحالف الرباعي للأزمات السياسية والطائفيّة في البلاد.
وقال النائب عن التحالف، ظافر العاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، بحضور عددٍ من نواب تحالفه، إنّ "تحفظنا على التحالف الرباعي، جاء لعدّة أسباب، منها أنّ قرار دخول العراق فيه قرار مفاجئ ولا علم للشركاء السياسيين به، ممّا يدل على عدم احترام الشراكة السياسيّة، وأنّ كل الكتل السياسية فوجئت به، على الرغم من أنّه قرار حساس للغاية".
وأشار إلى أنّ "هناك أطرافا داخل التحالف الرباعي غير صديقة لمجتمعنا، ووجودها في العراق غير مرحب به"، مطالبا رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بـ"إيضاح تفصيلي عن هذا التحالف، وكيف زجّ العراق ضمنه".
وأكّد أنّ "دخول العراق في التحالف سيجعل منه ساحة للصراع الدولي بين القوتين الكبيرتين في العالم (روسيا والولايات المتحدة الأميركية)، وهو وصفة جاهزة لتقسيم المنطقة، بما فيها العراق وسورية، بين نفوذين متعارضين".
ودعا الحكومة إلى "إعادة النظر في الموضوع، وتقديم إيضاحات تفصيليّة للشركاء السياسيين بشأنه"، مشدّدا على "إشراك رؤساء اللجان الأمنيّة والمحافظين بمركز عمليات التحالف".
فيما دافع التحالف الوطني عن انضمام العراق إلى التحالف الرباعي، داعيا الحكومة إلى "التعامل بجدّية معه".
وقال النائب عن التحالف، حامد الخضري، في بيان صحافي، إنّ "تشكيل التحالف الدولي تم قبل عام كامل وضم 60 دولة للقضاء على داعش، لكنّ التنظيم ما زال حتى الآن يمارس أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات الفظيعة، مما يدل على عدم جديّة التحالف الدولي في القضاء على داعش".
وأشار إلى أنّ "داعش يبيع النفط أمام أنظار العالم، ومسلحيه يتحرّكون ويتنقلون بين العراق وسوريّة وبالعكس، ويتدرّبون في البلدين، فأين التحالف الدولي من كل ذلك؟"، مطالبا الحكومة العراقيّة بـ"التعامل مع التحالف الرباعي بشكل جاد، لأنّه سيكون حافزا قويا قد يشجّع التحالف الدولي على اتخاذ خطوات جدّية بإسناد القوات العراقيّة والحشد الشعبي الذي أبلى بلاءً كبيرا في مقاتلة داعش وتطهير الأراضي العراقية من سيطرته"، بحسب تعبيره.
بدوره، رأى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "دخول التحالف الرباعي إلى العراق، هو بداية لأزمة سياسية بين الكتل السياسية في العراق".
وقال العيثاوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "التحالف الرباعي، عزّز وعمّق الخلاف السياسي والطائفي بين الكتل السياسية، لأن الدول التي دخلت فيه هي مركز الطائفية والمتمثل في إيران وسوريّة، والجهات الداعمة لها"، مشيرا إلى أنّ "الكتل العراقية بدأت تنشق إلى قسمين؛ قسم مؤيّد للتحالف، وهي كتل التحالف الوطني (الشيعي)، وكتل ترفض التحالف الممثلة بتحالف القوى (السني)، مّما سيزيد من الخلاف السياسي ويدفع باتجاه تعمّق الطائفية في البلاد".
وأشار إلى أنّ "الحكومة العراقيّة واقفة للأسف موقف المتفرّج وتنتظر النتائج، ولا دور لها في أي قرار أو حلٍّ سياسيٍّ"، داعيا رئيس الوزراء إلى "إخراج العراق من هذا المأزق الذي سيجر العراق إلى أزمات متعاقبة قد يصعب حلّها".
ويثير "التحالف الرباعي" المخاوف من تأثيرات سلبية على الواقع الميداني في العراق، خصوصاً بعدما عزمت الولايات المتحدة الأميركيّة على تحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش). ويأتي دخول العراق في التحالف الرباعي، الذي تعد روسيا شريكاً أساسياً فيه، فيما ترتبط بغداد باتفاقيّة أمنيّة مع واشنطن.
اقرأ أيضا: العراق: عودة حكومة الأنبار وتوقعات بتحرير المحافظة خلال شهر