وجهت الطائرات الأميركية، ليل الأربعاء، ضربة لمليشيات إيرانية حاولت التقدم نحو مواقع تقع تحت حماية التحالف الدولي شرقي سورية، بينما أكدت مصادر أن عدد قتلى المليشيات يفوق العدد الذي أعلنه مسؤول أميركي، في حين لم يتأخر الرد الروسي على الضربة، واصفاً إياها بـ"عدوان لا سابق له"، ما يعكس حنقاً روسياً كبيراً إزاء هذه الضربة التي استهدفت حلفاء للروس.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن عدد قتلى الضربة الأميركية أكثر من 150، جلهم ليسوا سوريين ينتمون إلى مليشيات إيرانية لها غرفة عمليات خاصة في ريف دير الزور الشرقي، مؤكدة أنها "ضربة مؤلمة" لهذه المليشيات.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن للروس عدة مراكز في ريف دير الزور الشرقي، أبرزها في بلدة الصالحية، مرجحة علم الجانب الروسي بالضربة الأميركية.
في المقابل، قال النائب الأول للجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فرانس كلينتسيفيتش، لوكالة "إنترفاكس" الروسية، اليوم الخميس، إن "أعمال التحالف الدولي لا تتفق مع القواعد القانونية ولا شك في أنها عدوان".
ولفت كلينتسيفيتش إلى "أن الأميركيين لم يقوموا بأعمالهم في سورية سابقاً بشكل مكشوف لهذا الحد"، غير أنه أكّد أنّه لا يرى خطراً من وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من جهة والقوات الروسية المرابطة في سورية من جهة أخرى.
واعتبر المسؤول الروسي أنّ وجود الولايات المتحدة في سورية "غير شرعي"، قائلاً إن "الخبراء الأميركيين يشاركون في أعمال الوحدات المختلفة بما فيها الإرهابية".
وكانت وكالة "رويترز"، قد نقلت في وقت سابق، عن مسؤول أميركي قوله إن "أكثر من 100 عنصر من مليشيات تساند قوات النظام قُتلوا بعد أن أحبط التحالف بقيادة الولايات المتحدة هجوماً كبيراً ومنسقاً على ما يبدو في وقت متأخر يوم الأربعاء وصباح يوم الخميس".
وأضاف المسؤول الأميركي أن "عدد القوات المهاجمة بلغ نحو 500 مقاتل مدعومين بالمدفعية والدبابات، وأنظمة صواريخ متعددة الفوهات وقذائف مورتر"، مشيراً إلى أنه "لم يقتل جنود أميركيون، أو يصابوا في الواقعة".
وعن خلفية الهجوم قال "نشتبه بأن قوات موالية للنظام السوري كانت تحاول السيطرة على أراض حررتها قوات سورية الديمقراطية من داعش في سبتمبر/أيلول الماضي".
ولفت إلى أن "تلك القوات كانت على الأرجح تسعى للسيطرة على حقول نفط في خوشام، كانت مصدراً مهماً للإيرادات لداعش ما بين 2014 و2017".
من جهتها، وصفت وكالة "سانا"، التابعة للنظام، الضربة الأميركية بـ"العدوان الجديد"، زاعمة أنها "محاولة لدعم الإرهاب"، وأن الضربة "استهدفت قوات شعبية تقاتل إرهابيي داعش، ومجموعات قوات سورية الديمقراطية (قسد) في ريف دير الزور".
وذكرت الوكالة، أن قوات التحالف "اعتدت منتصف ليل الأربعاء، على قوات شعبية بين قريتي خشام والطابية بريف دير الزور الشمالي الشرقي"، مشيرة إلى مقتل العشرات من هذه القوات.
كما أكد التلفزيون السوري تعرّض قوات النظام لضربات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في ريف دير الزور، قائلاً "في عدوان جديد وفي محاولة لدعم الإرهاب استهدفت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قوات شعبية تقاتل إرهابيي داعش ومجموعات قسد بين قريتي خشام والطابية بالريف الشمالي الشرقي لدير الزور"، لافتاً إلى أن "الاعتداء تسبب بوقوع قتلى".
وليست الضربة الأميركية لمليشيات تساند النظام هي الأولى من نوعها، إذ سبق لطيران التحالف أن استهدف قوات تتبع للنظام حاولت أواخر العام الفائت العبور إلى الضفة اليسرى لنهر الفرات في خضم المعارك ضد تنظيم "داعش" في دير الزور، وتصدى لها طيران التحالف الدولي.