وفي الوقت الذي تأتي فيه هذه الحملة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية لعام 2021، فإن طابعها المحلي يوحي بتركيز الحزب الثاني داخل التحالف الحكومي الحالي على الانتخابات البلدية والجهوية التي ستجرى في العام نفسه، أي 2021.
وقد أسند التجمع الوطني للأحرار مهمة تنسيق هذه الحملة إلى وزير الاقتصاد والمالية السابق، محمد بوسعيد، والذي أصدر في حقه الملك محمد السادس قراراً استثنائياً بإعفائه من منصبه الحكومي، وذلك في الفاتح من أغسطس/ آب 2018، في إطار "تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة"، حسب بلاغ الديوان الملكي الذي أعلن تلك الإقالة.
حزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في التحالف الحكومي الحالي، لا يخفي طموحه في تصدّر الانتخابات التشريعية لعام 2021، حيث أطلق حملته هذه من مدينة "دمنات" الواقعة في إقليم "أزيلال" الجبلي المعتمد أساساً على النشاط الفلاحي، حيث عقد اليوم السبت تجمعاً ضم حوالي 300 مشارك، حسب الموقع الرسمي للحزب.
وقال وزير الفلاحة الذي يلقّب بالرجل القوي، وهو رئيس الحزب، عزيز أخنوش، إن حملة "100 يوم 100 مدينة هي برنامج للإنصات للمواطنين من أجل التعرف إلى أولوياتهم، وكيف يرون مستقبل مدنهم، خاصة في ما يتعلق بقطاعات الصحة والتعليم والشغل والبنيات التحتية".
وأضاف أخنوش أن هذا البرنامج سيمتد حتى يونيو/ حزيران 2020، وسيسمح بزيارة مائة مدينة صغيرة ومتوسطة، تتسم بكونها تواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، بهدف صياغة برنامج سياسي جديد قائم على مطالب وانتظارات السكان.
وشدّد أخنوش الذي يقدّم نفسه مرشّحاً قوياً لتولي رئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة في حال حصوله على الصدارة على أن الوقت حان للخروج من الطريقة التقليدية لتطوير المدن، "أي بالتركيز على البنية التحتية والتوجه أكثر نحو تحسين العيش اليومي للمواطن، وبناء الإنسان، عبر توفير الفضاءات الضرورية لممارسة الرياضة والثقافة والفن".
وحرص رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار في الوقت نفسه على تبديد الطابع الانتخابي لمثل هذه الحملة، معتبراً أنها تتم في وقت يتسم ببعده عن موعد الانتخابات، وأن الهدف منها ليس هو الفوز بأصوات الناخبين بل الإنصات لصوت المواطن.
الوزير السابق للشباب والرياضة، والذي تم إعفاؤه من منصبه في التعديل الوزاري الأخير الذي تم منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول، رشيد الطالبي العلمي، قال في هذا اللقاء إن الحزب "قطع مع مرحلة التخطيط لبرامج حزبية سياسية خاصة بمدن المغرب، انطلاقاً من مكتبه المركزي للرباط".
وذهب العلمي إلى أن حملة "100 يوم 100 مدينة" بمثابة مختبر لجمع المعلومات عبر مساهمة المواطنين، وخروج من نهج صياغة التقارير المصاغة عن بعد، "بنهجه لمبدأ اللاتمركز، والإنصات للمواطن في جميع ربوع المملكة انسجاماً مع مساعي المغرب في جهوية موسعة".