التاريخ الظالم

17 مارس 2016
خيبة الأمل بعد الهزيمة (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -

كم هي كثيرة تلك الألقاب التي ذهبت لمن لا يستحقّها... كم هي كثيرة تلك الكؤوس التي رفعتها أيدٍ لم تعرف قيمتها... كم هي كثيرة تلك الصفات والأرقام والألقاب التي نُسبت لمدرّبٍ أو لاعبٍ لم يكتسبوها عن جدارة واستحقاق...

كم هو مُجحف ومزيّف هذا التاريخ الذي كُتب قبل أن نولد ولم نشهد حقائقه لنعرف إن كانت صادقة أم تضليلا إعلاميا أو ربما مجرّد: خطأ حكم.

خطأ وحيد من حكم أية مباراة قادر أن يقلب التاريخ ويبدّله... خطأ وحيد، قادر أن يظلم فريقا ولاعبين ومدرّبين وضعوا قلوبهم وقوّتهم وشغفهم وأحياناً دماءهم من أجل ألوان قميصهم... خطأ وحيد، قادر أن يقلب جميع المقاييس ويغيّر الحقيقة تحت عنوان: التاريخ لا يذكر سوى النتائج.

كم من المباريات التي شاهدنا ونشاهد اليوم... تلك التي تندرج تحت خانة "ظلم التاريخ"... أو "خيانة التاريخ"...

كم من المرّات التي تحسّرنا فيها على فريقٍ أو لاعبٍ أو مدرّب... كم من المرّات التي حزنّا، حين شهدنا بأم أعيننا أنه ظُلم... شهدنا وعرفنا وتيقنّا أنه استحق لقباً أو كأساً أو فوزا...

كم من المرات التي نشهد فيها فوز فرق ولاعبين بأرقام وألقاب وكؤوس تضاف إلى سجلاتهم وخزائنهم دون وجه حق...

اليوم... نحن نشهد على ذلك... نعرف أن نصف هذا التاريخ الذي يكتب الآن "مُزيّف".. قد، يخرج أحد ما وينصف تلك الفئة "المظلومة"... قد يذكرها... يكتب عنها... يحاول تصحيحها... يوثّقها... قد!

ولكن يبقى السؤال... كم وصلت إلينا من هذا التاريخ أمور زائفة... وكم ظُلم فيه مَن ظُلم... وكم أهدر حق من أهدر..

تاريخٌ قاسٍ وظالم...

تاريخٌ خائن...

لمتابعة الكاتبة .. https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون