وأعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تتواصل مع جميع الأطراف في الشرق الأوسط "لحل المشكلات واستئناف التعاون". وقال المتحدث شون سبايسر في مؤتمر صحافي "ما زالت الولايات المتحدة تريد نزع فتيل هذه المشكلة وتسويتها على الفور.. وفق المبادئ التي عرضها الرئيس في ما يتعلق بالقضاء على تمويل الإرهاب والتطرف".
وقال المتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس في مؤتمر صحافي اليوم "لم تتأثر عملياتنا، سواء في قطر أو في المجال الجوي المتاح حولها، ولا نتوقع أن يكون هناك أي تأثير".
وكانت وزيرة القوات الجوية الأميركية هيذر ويلسون، قد أبلغت لجنة في مجلس الشيوخ أنها ليست قلقة بشأن قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر، رغم قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في تحرك منسق مع مصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة.
وقالت ويلسون إنه لا يوجد تهديد بنقل القاعدة وإن العمليات الأميركية مستمرة دون انقطاع.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة لم يتم إبلاغها بقرار أربع دول عربية قطع العلاقات مع قطر إلا قبل الإعلان عن ذلك مباشرة. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة هيثر ناورت، أن الإمارات العربية المتحدة أبلغت واشنطن بالتحرك. قبل أن تضيف أن قطر أحرزت تقدما كبيرا في مكافحة تمويل الجماعات الإرهابية، ولكن لا يزال يتعين عليها عمل المزيد.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن الولايات المتحدة ستحاول بهدوء تخفيف التوتر بين السعودية وقطر، وإنه لا يمكن عزل الدولة الخليجية الصغيرة في ضوء أهميتها بالنسبة للمصالح العسكرية والدبلوماسية الأميركية.
وأضافوا أن مسؤولي الإدارة الأميركية شعروا بالصدمة لقرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في خطوة منسقة مع مصر والبحرين والإمارات.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن "هناك منفعة ما. يجب أن يكون هناك مكان يمكننا لقاء طالبان فيه. وينبغي أن يكون هناك مكان تذهب إليه (حماس) ويمكن عزلها فيه والحديث إليها".
وقال المسؤولون الحاليون والسابقون إنه لا يمكنهم تحديد السبب الذي ربما دفع الدول الأربع لاتخاذ قرار قطع العلاقات. قبل أن يضيفوا أن السعوديين ربما تشجعوا بالدفعة القوية التي تلقوها من ترامب أثناء زيارته للرياض في مايو/أيار وحديثه بلهجة صارمة ضد إيران.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أميركي سابق لم تكشف عن هويته: "أظن أنهم تشجعوا بما قاله ترامب أثناء زيارته... وشعروا بأنهم تلقوا شكلا من الدعم. لا أعلم إن كانوا بحاجة للمزيد من الضوء الأخضر مقارنة بما سبق أن حصلوا عليه في العلن".
وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب طالبا عدم نشر اسمه للمصدر نفسه: "لا نريد أن نرى شكلا من أشكال الشقاق الدائم وأظن أننا لن نرى هذا"، مضيفا أن "الولايات المتحدة سترسل مبعوثا إذا اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة الخلاف مع قطر".
وذكرت السفيرة الأميركية السابقة لدى الإمارات ورئيسة معهد دول الخليج العربية في واشنطن، مارسيل وهبة، إن الولايات المتحدة لها نفوذ لكنها ستستخدمه بحكمة. وأضافت "الولايات المتحدة ستتحرك ولكن كيف ستفعل ذلك؟ أعتقد أنه سيكون تحركا هادئا للغاية ووراء الكواليس. لا أظن كثيرا أننا سنجلس على الهامش وندع الأزمة تتفاقم".
وقال مسؤول أميركي آخر، لم يفصح عن هويته: "نتواصل مع كل شركائنا... لإيجاد سبيل لإعادة بعض الوحدة في مجلس التعاون الخليجي دعما للأمن الإقليمي"، مضيفا أن من المهم "مواصلة قتال الإرهاب والفكر المتشدّد".
وفي أول تعليق له بعد الأزمة الخليجية الناجمة عن قطع العلاقات مع قطر، أقرّ ترامب، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، بحملة التحريض التي تشنّها دول في المنطقة ضدّ الدوحة، بل ذهب أكثر من ذلك في تغريداته اللاحقة، ليعلن تأييده الحملة.
ولم يتأخر ردّ وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ليؤكّد عبر قناة "سي إن إن"، أن "قطر تحارب بالفعل تمويل الإرهاب".
وقال ترامب في تغريدة على "تويتر": "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط قلت إنه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف. فأشار الزعماء إلى قطر. انظر". جاءت هذه التغريدة لتكسر صمته بعد يومين من القرار الذي اتخذته السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
Twitter Post
|
وبعد ذلك نشر ترامب تعليقاً على ما يجري في تغريدتين متتاليتين، كتب فيهما: "من الجيد أن نرى أن زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء مع الملك و50 دولة بدأ يعطي نتائجه. لقد قالوا إنهم سيتبنّون موقفاً أكثر حزماً في التعاطي مع تمويل التطرّف، وكل التلميحات كانت تشير إلى قطر. ربما هذا الأمر سيكون بداية نهاية الإرهاب".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
وتأتي تغريدات ترامب هذه لتتماهى بالكامل مع ما كشفته تسريبات رسائل سفير الإمارات لدى واشنطن، يوسف العتيبة، والتي كشفت عن حملة ممنهجة تقودها أبوظبي بالتنسيق مع مراكز أبحاث تابعة للوبي الإسرائيلي، ضدّ قطر. كذلك تأتي لتؤكّد أهداف الحملة الشرسة التي تخاض من أذرع إعلامية تابعة للسعودية والإمارات ومصر ضدّ قطر، مستندين إلى فبركة، أطلقت العنان لخيالها، وبضوء أخضر من ترامب.
وفي ما يلي بعض ما جاء في هذه الرسائل:
(العربي الجديد)