البورصات العربية تتراجع مع انتشار فيروس كورونا... والمصرية أكبر الخاسرين

27 فبراير 2020
ذعر في البورصات العربية بسبب انتشار فيروس كورونا(فرانس برس)
+ الخط -
أغلقت البورصات العربية على انخفاض اليوم الخميس، مع تكبد الأسهم المصرية الخسارة الأكبر، إذ أججت قفزة في حالات الإصابة بفيروس كورونا خارج الصين المخاوف من جائحة. كما واصلت أسعار النفط تراجعها لليوم الخامس.

وجعل الانتشار السريع للفيروس في إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية وغيرها الحكومات القلقة والمواطنين حول العالم يهرعون يوم الخميس لتطبيق إجراءات طارئة.

ولأول مرة، تجاوز عدد حالات الإصابة الجديدة حول العالم في آخر 24 ساعة تلك التي في البر الرئيسي للصين، حيث نشأ المرض الشبيه بالإنفلونزا قبل شهرين لكنه في تراجع بعد حملة ضارية لاحتوائه.

وهبط مؤشر البورصة المصرية الرئيسي 1.5 بالمئة متأثراً بنزول 1.7 بالمئة في سهم البنك التجاري الدولي وتراجع 9.1 بالمئة لسهم جي.بي أوتو للسيارات. ومُنيت شركة تجميع وتصنيع السيارات المصرية بأكبر نزول منذ يونيو/ حزيران 2016 بعد أن أعلنت عن تراجع حاد في أرباح الربع الرابع.

وخسر سهم بنك الاستثمار المجموعة المالية هيرميس المصرية، التي ألغت في وقت سابق مؤتمرها الاستثماري السنوي في دبي، 4.3 بالمئة.

وقررت هيرميس (من أكبر بنوك الاستثمار في الشرق الأوسط)، إلغاء مؤتمرها السنوي للاستثمار في دبي، الذي كان مقرراً إقامته بين 2 - 5 مارس/ آذار 2020، بسبب انتشار كورونا.

وقال البنك في بيان، الأربعاء: "انتشار الفيروس في الأيام الثلاثة الماضية في عدة دول نتوقع حضور زوار منها.. نؤكد أهمية ضمان صحة وسلامة جميع العاملين والعملاء والضيوف".

ويعمل هيرميس بصورة مباشرة في 7 أسواق إقليمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو أحد بنوك الاستثمار الرائدة في العالم العربي.

وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية 1.1 بالمئة. وفقد سهم مصرف الراجحي 1.4 بالمئة وهوى سهم مشغل ومطور الفنادق جبل عمر للتطوير 6.6 بالمئة، وهو أكبر هبوط يومي له منذ مارس/ آذار 2016.

وأوقفت السعودية اليوم دخول الأجانب لتأدية العمرة والسياحة من الدول التي شهدت انتشاراً لفيروس كورونا. ونزل سهم مجموعة سيرا للسفر 4.6 بالمئة.

وهبط المؤشر الرئيسي لبورصة دبي 1.2 بالمئة، ليبلغ أدنى مستوياته منذ مايو/ أيار 2019. وتراجع سهم بنك الإمارات دبي الوطني اثنين بالمئة في حين فقد سهم بنك دبي الإسلامي 1.5 بالمئة.

وفي قطر، تكبد المؤشر خسائر لليوم الخامس على التوالي ليغلق متراجعاً 0.6 بالمئة، وانخفض سهم البنك التجاري القطري 3.3 بالمئة.

لكن سهم صناعات قطر، ثاني أكبر شركة للبتروكيميائيات في الشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية، صعد 2.7 بالمئة قبل أن يجري تداوله دون الحق في توزيع الأرباح في الثاني من مارس / آذار.

وأنهى مؤشر أبوظبي تعاملات اليوم الخميس مرتفعاً 0.2 بالمئة، مدعوماً بزيادة 1.3 بالمئة في سهم أكبر مصارف الإمارات بنك أبوظبي الأول. ولدى الكويت الآن 43 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، بينما ارتفع العدد في البحرين المجاورة إلى 33.

تراجع مؤشر داو جونز

وعالمياً تراجع مؤشر "داو جونز"، اليوم الخميس، إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر/ تشرين أول 2019، مدفوعاً بتخوفات المستثمرين من تبعات أشد قسوة على الاقتصاد العالمي، نتيجة توسع دائرة تفشي فيروس كورونا.

وتراجعت معنويات المستثمرين خلال الأسبوع الجاري، مع إعلان قرابة 45 بلداً ظهور أعراض مؤكدة لإصابة مواطنين أو سياح بالفيروس، المسمى علمياً "كوفيد - 19".

وتراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 3 بالمئة في بداية تعاملاته الخميس، ليستقر عند 26.132 ألف نقطة، نزولاً من إغلاق الأربعاء البالغ 26.957 ألف نقطة.

ومؤشر "داو جونز" أو "الداو 30"، الأقدم في العالم، هو مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أميركية في بورصة نيويورك.

وارتفع عدد الوفيات جرّاء انتشار كورونا بالصين، إلى 2746 حالة، بينما بلغ إجمالي عدد الوفيات حول العالم، حتى الأربعاء 2804 حالات.

وفي وقت سابق الخميس، قال بنك الاستثمار جولدمان ساكس، إن الشركات الأميركية تواجه تهديدات حقيقية بعدم تحقيق أرباح خلال العام الجاري مع انتشار عدوى الفيروس في عشرات الدول.

وقدّرت المذكرة تراجع أسعار أسهم مؤشر "S&P500"، الذي يضم أسهم أكبر 500 شركة مالية من بنوك ومؤسسات مالية داخل الولايات المتحدة، بنحو 9 دولارات للعام الجاري، وصفر أرباح.

بينما تسارع صعود أسعار الذهب خلال فبراير/شباط الجاري، مع توسع دائرة تفشي الفيروس، وسط تحول المستثمرين إلى المعدن الأصفر، من صناديق الأسهم والعملات الرئيسة.

النفط يواصل تراجعه

تراجعت أسعار النفط أكثر من اثنين بالمئة يوم الخميس، في هبوط لليوم الخامس على التوالي لتسجل أدنى مستوياتها منذ يناير/ كانون الثاني 2019 حيث أجج تنامي حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا خارج الصين بواعث القلق من جائحة قد تكبح نمو الاقتصاد العالمي والطلب على الخام.

وفي الساعة 11.50 بتوقيت غرينتش، كان خام برنت منخفضاً 1.15 دولار بما يعادل 2.2 بالمئة إلى 52.28 دولاراً للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.04 دولار أو 2.1 بالمئة إلى 47.69 دولاراً للبرميل.

ويثير انتقال الفيروس إلى اقتصادات كبيرة مثل كوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا المخاوف من نمو محدود للطلب على الوقود. ويوم الأربعاء، توقعت فاكتس جلوبال إنرجي الاستشارية ألا يتجاوز نمو الطلب على النفط 60 ألف برميل يومياً في 2020، أو صفر عملياً، بسبب اتساع نطاق التفشي.

وقال تاماس فارجا المحلل لدى شركة بي.في.إم أويل أسوسيتس "التأثير السلبي على السعر سيزداد إذا أعلنت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا جائحة، وهو شيء يبدو وشيكاً".

وأضاف "المعنويات قاتمة ونهاية النفق ليست في مدى الرؤية - لا ضوء أمامنا، بل ظلام دامس. ولا حتى تقرير النفط الأميركي الأسبوعي الإيجابي... كان قادراً على دعم السعر".

وقالت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء إن مخزونات البنزين نزلت 2.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي 21 فبراير/ شباط إلى 256.4 مليون في ظل تراجع إنتاج المصافي. وهبطت مخزونات نواتج التقطير 2.1 مليون برميل إلى 138.5 مليوناً.

وقالت الإدارة إن المخزونات الأميركية من النفط الخام زادت 452 ألف برميل إلى 443.3 مليون برميل، وهو ما جاء دون زيادة بمليوني برميل توقعها المحللون.


(رويترز, العربي الجديد)

المساهمون