نشأت أغاني "البلوز" (Blues) لتعبّر عن القهر والاضطهاد، اللذين عانى منهما الأفارقة الأميركيون تحت وطأة الرجل الأبيض في أميركا والذي سماهم "زنوجاً". فكان لا بد من شكل فني يقوم من خلاله هؤلاء "العبيد الأفارقة"، بالتنفيس عن أحزانهم وآمالهم أيضاً. وكان لهم ذلك باختراع أغانيهم وموسيقاهم.
أما مصطلح البلوز، فيُرجَّح أنَّه ارتبط بهم بسبب الصراخ العالي، الذي كان يصاحب الغناء مع الرقص، حيث يشير لفظ "البلوز" إلى العفاريت الزرق؛ فكأن تلك العفاريت هي التي تقوم بالغناء والصياح والصراخ والرقص، عبر "الزنوج المجاذيب الممسوسين".
بدأت أغاني البلوز في حقول ولاية الميسيسبي في سياق البساطة والصدق والتلقائيّة، مرتكزةً على معاني الأسى والحب والحنين إلى الماضي والتوق للحرية، وكانت معظم الأغاني تدور حول التفرقة العنصريّة والحرب الأهليّة. فهي تمثِّل ملخّص حياة الأفريقي إبان صدامه بالحياة الأميركية في المزارع والمصانع والشارع.
في فترة ما قبل ظهور البلوز (1870-1900) كان الأفارقة الأميركيون مستعبدين، يعملون طوال النهار، من شروق الشمس إلى الغروب، وبلا رحمة. ولم يكن أمامهم غير الغناء والصراخ، ليعبّروا من خلاله عن هذا العناء. وهنا نشأت طريقة غناء بدون أساس موسيقي، اعتمدت على غناء أبيات قليلة ذات موضوع ديني روحي أو شكوى أو آهات أو صراخ.
وكان ذلك كله وفق لحن ثابت؛ فيقوم أحدهم بغناء البيت فتردّده الجماعة من خلفه، وربما استخدموا ضرب الفئوس كوسيلةٍ إيقاعيَّةٍ، ولم يكونوا يملكون من الأدوات غير ما يجدونه أمامهم من أشياء، إذ كانوا يدقُّون عليها لإحداث أي إيقاع يصاحب الأغنية.
اقــرأ أيضاً
وقبل نشأة البلوز، لم يكن هناك وقت للأفارقة لتعلُّم الموسيقى، ولم يكن لديهم المال لشراء الآلات، غير أن التحرُّر من الاستعباد، وإن كان صاحبه أيضاً ضيق في العيش واضطهاد طويل، وهجرات داخلية، حيث تمركزت مجموعات كبيرة منهم في الجنوب (ولاية الميسيسبي)؛ إلا أنَّه سمح لهم باقتناء أدوات موسيقية وتشكيل هوية فنية، عبر سلم موسيقي مميز، فتبلور الأمر سريعاً تحت اسم "البلوز"، ويقال إن آلة "البنجو" آلة موسيقية أفريقية الأصل طورها العبيد في أميركا.
أشعار الأفارقة الأميركيين صار لها رواج كبير في القرن التاسع عشر، فقد تتبعها الملحنون. وفي سنة 1912، أصدر وليم كريستوفر هاندي، مقطوعة على ورقة موسيقية بعنوان "ممفيس بلوز" لاقت رواجاً كبيراً، وصارت أغنية شائعة جداً، طلبتها الجماهير وأدّتها الفرق الراقصة.
وبشكل عام، تمثّل أغاني البلوز إنشاداً حزيناً يتخذ شكل قصة مبنية في العادة على حدث حقيقي، وتعتمد على جمل يكررها المغني، وفي كثير من الأحيان تكون مرتجلة، بينما تعتمد باقي الأغنية على الصرخات والآهات.
أما الآلات الموسيقية فعادة ما تتضمن: البيانو والغيتار والساكسفون والطبول والبنجو والماندولين والسلايد والدوبر والهارمونيكا. وقد اكتسبَت آلات العزف الخاصَّة بهم شهرة واسعة، خاصة العزف على البوق، وكان من أشهر عازفيه، لويس أرمسترونغ.
اقــرأ أيضاً
أما مصطلح البلوز، فيُرجَّح أنَّه ارتبط بهم بسبب الصراخ العالي، الذي كان يصاحب الغناء مع الرقص، حيث يشير لفظ "البلوز" إلى العفاريت الزرق؛ فكأن تلك العفاريت هي التي تقوم بالغناء والصياح والصراخ والرقص، عبر "الزنوج المجاذيب الممسوسين".
بدأت أغاني البلوز في حقول ولاية الميسيسبي في سياق البساطة والصدق والتلقائيّة، مرتكزةً على معاني الأسى والحب والحنين إلى الماضي والتوق للحرية، وكانت معظم الأغاني تدور حول التفرقة العنصريّة والحرب الأهليّة. فهي تمثِّل ملخّص حياة الأفريقي إبان صدامه بالحياة الأميركية في المزارع والمصانع والشارع.
في فترة ما قبل ظهور البلوز (1870-1900) كان الأفارقة الأميركيون مستعبدين، يعملون طوال النهار، من شروق الشمس إلى الغروب، وبلا رحمة. ولم يكن أمامهم غير الغناء والصراخ، ليعبّروا من خلاله عن هذا العناء. وهنا نشأت طريقة غناء بدون أساس موسيقي، اعتمدت على غناء أبيات قليلة ذات موضوع ديني روحي أو شكوى أو آهات أو صراخ.
وكان ذلك كله وفق لحن ثابت؛ فيقوم أحدهم بغناء البيت فتردّده الجماعة من خلفه، وربما استخدموا ضرب الفئوس كوسيلةٍ إيقاعيَّةٍ، ولم يكونوا يملكون من الأدوات غير ما يجدونه أمامهم من أشياء، إذ كانوا يدقُّون عليها لإحداث أي إيقاع يصاحب الأغنية.
وقبل نشأة البلوز، لم يكن هناك وقت للأفارقة لتعلُّم الموسيقى، ولم يكن لديهم المال لشراء الآلات، غير أن التحرُّر من الاستعباد، وإن كان صاحبه أيضاً ضيق في العيش واضطهاد طويل، وهجرات داخلية، حيث تمركزت مجموعات كبيرة منهم في الجنوب (ولاية الميسيسبي)؛ إلا أنَّه سمح لهم باقتناء أدوات موسيقية وتشكيل هوية فنية، عبر سلم موسيقي مميز، فتبلور الأمر سريعاً تحت اسم "البلوز"، ويقال إن آلة "البنجو" آلة موسيقية أفريقية الأصل طورها العبيد في أميركا.
أشعار الأفارقة الأميركيين صار لها رواج كبير في القرن التاسع عشر، فقد تتبعها الملحنون. وفي سنة 1912، أصدر وليم كريستوفر هاندي، مقطوعة على ورقة موسيقية بعنوان "ممفيس بلوز" لاقت رواجاً كبيراً، وصارت أغنية شائعة جداً، طلبتها الجماهير وأدّتها الفرق الراقصة.
وبشكل عام، تمثّل أغاني البلوز إنشاداً حزيناً يتخذ شكل قصة مبنية في العادة على حدث حقيقي، وتعتمد على جمل يكررها المغني، وفي كثير من الأحيان تكون مرتجلة، بينما تعتمد باقي الأغنية على الصرخات والآهات.
أما الآلات الموسيقية فعادة ما تتضمن: البيانو والغيتار والساكسفون والطبول والبنجو والماندولين والسلايد والدوبر والهارمونيكا. وقد اكتسبَت آلات العزف الخاصَّة بهم شهرة واسعة، خاصة العزف على البوق، وكان من أشهر عازفيه، لويس أرمسترونغ.