البقاع اللبناني: ميثاق شرف بين العشائر

07 أكتوبر 2014
تشييع أحد قتلى حزب الله (فرانس برس)
+ الخط -
تخلو الشوارع الرئيسية من المارة باكراً في محافظة البقاع، شرق لبنان، في ظلّ إطلالة الشتاء البقاعي هذا العام، مع أخبار المعارك على الحدود المتداخلة بين لبنان وسورية في البقاع الشمالي.

وينزوي أهالي البقاع في منازلهم باكراً، لمتابعة أخبار الشريط الحدودي الملتهب، وصور تشييع مقاتلي "حزب الله" الذين سقطوا في المواجهات مع جبهة النصرة، في وقتٍ يواصل فيه أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" قطع طريق ضهر البيدر المؤدي إلى البقاع.  

يجمع الخوف من اقتراب المعارك نحو البلدات أبناء البقاع من مختلف الانتماءات، بينما يُفرّق ممثلي الشعب في المحافظة. إذ تتباين وجهات النظر إلى حدّ التعارض بين نواب المنطقة الواحدة في تحليل ما جرى في جرود بلدة بريتال؛ فقد شهدت جرود البلدة معارك بين "حزب الله" و"جبهة النصرة"، بعد مهاجمة الأخيرة لموقع "عين الساعة" التابع للحزب في جرود بريتال. وما لبث الحزب أن استعاد الموقع قبل أن يُشيّع عنصرين قُتلا في المعركة. 

نواب البقاع: حزب الله أو الجيش؟ 

يفاخر عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب إميل رحمة بقتلى "حزب الله" الذين سقطوا في الهجوم داخل الأراضي اللبنانية. ويصف رحمة هؤلاء بـ"شهداء الهجوم المضادّ الذي منع تقدم التكفيريين داخل الأراضي اللبنانية".

 يتسلّح رحمة بما سربته وسائل الإعلام المحلية على لسان البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي سرّبت أوساطه أنه "لولا حزب الله لوصل "داعش" إلى جونية (الواقعة شمال العاصمة اللبنانية بيروت)".

لا يجزم النائب العوني بشأن وجود مواقع للجيش اللبناني في المنطقة، لكنه يؤكد أن "المعركة بين الحزب والإرهابيين مشرعة في إطار ثلاثية الجيش والشعب المقاومة، بانتظار استكمال تسليح الجيش اللبناني". 

علماً أنه سبق للجيش أن تلقى منحة سعودية بقيمة مليار دولار، أعلن عنها الرئيس سعد الحريري، لتليها منحة أخرى من إيران. تنتظر الأولى المفاوضات الجارية بين لبنان وفرنسا لشراء الأسلحة، في حين تنتظر الثانية موافقة مجلس الوزراء. أما المعارك في الجرود فمستمرة، بوجود الجيش أو عدمه.
 
ويطالب عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عاصم عراجي الجيش اللبناني بحماية لبنان. ويُرجع عراجي الهجوم الذي شنه عناصر "جبهة النصرة" إلى تدخل "حزب الله" في سورية، لكنه يؤكد على رفض "دخول أي مسلح غريب إلى داخل الأراضي اللبنانية".

ميثاق شرف بقاعي

بين الموقفين المتناقضين، يتحدث مفتي بعلبك/الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، عن ميثاق شرف جرى التوافق عليه بين القوى السياسية وأبناء العشائر، بعد ذبح "داعش" عسكرييْن اثنين في الجيش اللبناني. ينص الميثاق على "إبقاء ما يجري وراء الحدود خارج البقاع، وتصونه الزيارات الدورية لوجهاء العشائر والمسؤولين الحزبيين، حتى تبقى بلدات وطرقات البقاع بمنأى عن المواجهات".


يلاقي ميثاق الشرف ترحيباً من الأفرقاء السياسيين في البقاع، لكن أحد المسؤولين الحزبيين يحذر "من مواجهة أخرى قد تكون أعنف بين المسلحين السوريين وحزب الله في مناطق بقاعية أخرى". وهو تحذير يترجمه بعض الشبان بحالات التسلح الفردي في البلدات، بحثاً عن أمن ذاتي في ظل العجز الرسمي.