وتحدث البغدادي في التسجيل المصور، الذي امتد لنحو 18 دقيقة، عما وصفه بـ"بشاعة" التحالف الدولي في المعركة الأخيرة في بلدة الباغوز السورية.
وسرد البغدادي، الذي بدت لهجته أكثر قرباً للعراقية منها إلى الفصحى، كيفية انتهاء معركة الباغوز، وكيف تجلت فيها ما سمّاهما "همجية ووحشية" التحالف، وكيف كان "ثبات المقاتلين، مما زاد من حنقهم وبغضهم للثابتين من أمة الإسلام"، وفق قوله.
ونعى البغدادي عدداً من الأمراء والقادة والمساعدين له، بينهم أسماء معروفة على مستوى التنظيم الإرهابي، وكان ممن أتى على ذكرهم أبو عبد الرحمن التميمي (سعودي)، وأبو هاجر عبد الصمد (عراقي)، وأبو الوليد السيناوي (مصري)، ثم أبو مصعب الحجازي (سعودي).
وتحدث البغدادي، الذي بدا مرتديا ملابس شتوية سميكة تشير إلى أن التسجيل قد يكون سُجل قبل أسابيع، بسبب ارتفاع درجات الحرارة النسبي في كل من العراق وسورية هذه الأيام، أيضا عمن وصفهم بـ"فرسان الإعلام" وعن "صمودهم"، وذكر المدعو أبو عبد الله الأسترالي، وخلاد القحطاني، وأبو جهاد الشيشاني، وأبو أنس الفرنسي، وأخوه أبو عثمان، كما نعى أحد أبرز قيادات التنظيم وعضو الهيئة الشرعية فيه السعودي أبو رغد الدعجاني.
وتناول تسجيل البغدادي الجديد أيضا معارك بيجي الموصل (العراق) والباغوز (سورية) وسرت ليبيا، وقال إن أعضاء التنظيم "لم يعطوا الدنية ولم يسلموا أرضا للكافرين إلا على جثثهم وأشلائهم"، وفقا لزعمه، وملوحا بما وصفه بـ"الثأر بغزوات قريبة"، كما زعم تنفيذ أتباعه 92 عملية في 8 دول، معتبرا أن ذلك "ثأر لأهل الشام ودلالة على وحدة المجاهدين".
وبارك البغدادي ما وصفها بـ"غزوات" التنظيم في ليبيا، كما قبِل "بيعة الإخوان في بوركينا فاسو ومالي"، وهو ما يعني اعترافا منه بوجود فروع له في الدولتين، مضيفا أن "الجهاد ماض إلى يوم القيامة".
وبدا زعيم "داعش" الإرهابي في التسجيل المصور بديناً، وجلس على الأرض يتحدث مع عدة أشخاص، وإلى جانبه بندقية كلاشنكوف عيار 67 ملم تُعرف محلياً في العراق باسم "بن لادن"، في إشارة إلى أنها تشبه البندقية التي عُرف بها زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن.
وفي تعليقه على ظهور البغدادي، قال الخبير بشؤون الجماعات الإرهابية محمد الدليمي، إن تسجيل زعيم "داعش" محاولة لـ"جمع أتباعه المتفرقين"، مشيرا إلى أنه "من الناحية الأمنية يبقى ظهوره مضرّا له على مستوى جهود ملاحقته بكل تأكيد، لكن يبدو أنه اضطر إلى ذلك لدحض شائعات مقتله، أو فراره وتواريه عن الأنظار، التي بدا أتباعه أكثر تقبلا لها من السابق".
وأضاف الدليمي أن "التسجيل موجه لأتباعه وليس للعالم، إذ بدا أنه يعمل على إعادة ترتيب صفوف التنظيم، وذلك يمثل عامل خطر على الأمن العراقي بالدرجة الأولى".
ولفت إلى أن "مكان التسجيل لا يمكن الجزم إن كان في العراق أو في سورية، أو دولة أخرى، لكن يبدو أنه يوجد في مكان آمن ومريح له، بدلالة وجود عدة كاميرات وعدد من مساعديه معه، وبتسجيل مطول استغرق 18 دقيقة"، مرجحا أن التسجيل "قد يكون أكثر من ساعة، وتم انتقاء الأكثر نفعا للتنظيم لنشره".