البعثة الأممية في ليبيا تدين قصف طرابلس من دون أن تسمي حفتر

28 فبراير 2020
سلامة أكد أنه سيدعو لجولة جديدة بالمسار السياسي(فرانس برس)
+ الخط -
دانت البعثة الأممية في ليبيا القصف العشوائي الذي تتعرض إليه العاصمة طرابلس والمدنيون فيها، معتبرة أنه "يراد منه استهداف فكرة تلاقي الليبيين".

وذكرت البعثة، في بيان، اليوم الجمعة، أنها "تعبر عن بالغ استيائها وإدانتها الشديدة للقصف العشوائي المكثف الذي طاول طرابلس صباح اليوم بما ذلك القصف على مطار معيتيقة لليوم الثالث على التوالي".

واستنكرت البعثة الاعتداء الذي طاول مدنيين، مشيرة إلى "مقتل خمسة أفراد من أسرة واحدة، أمس الخميس، في منطقة الرواجح جنوب العاصمة طرابلس"، معتبرة أنها "انتهاكات ترقى لمستوى جرائم الحرب".

وكانت عملية "بركان الغضب" قد أعلنت، عن استهداف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمطار معيتيقة في طرابلس وحي شرفة الملاحة المجاور للمطار بــ"أكثر من 60 صاروخ غراد"، اليوم الجمعة. وفي وقت سابق اليوم، أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الحكومة ردت بالمدفعية على مصادر النيران، نافياً أن يكون هناك أي تقدم على الأرض.

واعتبرت البعثة في البيان ذاته أنّ القصف العشوائي اليوم على طرابلس "يراد منه استهداف فكرة التلاقي بين الليبيين أيضاً"، مؤكدة أنّ "مسارات حل أزمة البلاد مستمرة ولن يمسها لا القصف بالغراد، ولا التصريحات المضللة والتحريضية، فإرادة الحياة أقوى من توزيع الموت، والتشبث بوحدة البلاد أعمق من الاستقطاب بالمدفع".

وشدد البيان على "ضرورة التزام جميع الدول التي شاركت في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا بتعهداتها، ولا سيما بمحاسبة معرقلي الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب"، وفق البيان.



وفي وقت لم تسمّ فيه البعثة المسؤول عن هذه الانتهاكات، فقد جاء بيانها بعد ساعات من دعوة تسعة أعضاء مشاركين في الجلسة الأولى لمحادثات المسار السياسي في جنيف لرئيس البعثة غسان سلامة، بــ"ضرورة وجود إدانة واضحة لعرقلة الحوار السياسي عبر القصف العشوائي الذي تقوم به قوات حفتر على طرابلس".

وطالب الأعضاء التسعة، في بيان أصدروه، بـ"تفعيل الآليات الخاصة لمعاقبة من ينتهكون قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، والذي جاء على خلفية المبادرة التركية الروسية، وتم التأكيد عليها في البيان الختامي لاجتماع برلين"، داعين مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين و"توفير المناخ المناسب للحوار السياسي".

وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأطراف الرئيسية متمسكة بقرار رفضها المشاركة في محادثات المسار السياسي قال سلامة، في مؤتمر صحافي، مساء اليوم الجمعة، من جنيف، إنّ "الأيام الثلاثة الماضية شهدت مناقشات المهمة مع من حضروا في المسار السياسي"، مؤكداً على إصرار البعثة على "استمرار المسارات الثلاثة".

وكانت البعثة قد أطلقت، الأربعاء الماضي، أولى جلسات محادثات المسار السياسي بحضور 20 عضواً، في ظل غياب تمثيل رسمي لمجلسي النواب والدولة.

وأكد سلامة أنه سيدعو إلى "جولة جديدة بالمسار السياسي خلال الأيام القليلة المُقبلة"، ورداً على مواقف طرفي الحوار الرئيسيين، قال سلامة "المجلس الأعلى للدولة طالب بتوضيح تفاصيل المسار السياسي في وقت متأخر، ومجلس النواب وضع شروطاً لم يذكرها في مشاوراتي معه".​