البطران... قصّة زعيم "نادي الطعام الفلسطيني"

08 نوفمبر 2015
مالك البطران زعيم "نادي الطعام الفلسطيني" (العربي الجديد)
+ الخط -
من مخيم جباليا في غزة، وهو ابن يافا بالأصل، خرج الشاب مالك البطران يستهدف الدراسة وبناء حياة جعلته يتجوّل في بلدان عدة قبل أن يحط به الترحال في رومانيا ليدرس الطب فيها بمساعدة أهله. كانت للبطران في أوائل ثمانينيات القرن الماضي مثل بقية أهل غزة صولات وجولات مع المحتل الإسرائيلي، وبقي في رومانيا ذلك الشاب النشيط في اتحادات ومنظمات الطلبة، تعرّض فيها لإشكالات كبرى مع السلطات التي كانت تعتبر نفسها "صديقة للشعب الفلسطيني"، لكن "خطوطا حمراء ممنوع تجاوزها"، يقول مالك في زمنه الروماني.
انتهى به المطاف قبل أكثر من ربع قرن في اسكندنافيا، وتحديدا في أقصى جنوب الدنمارك، كناشط في محيط ثوري بمواقفه من القضية الفلسطينية. يقول مالك: "ما جئت للدنمارك لكي أجلس محدّقا في الهواء، فأنا ابن قضية عادلة وبذات الوقت لم نعتد سوى العمل والكفاح لتأمين لقمة العيش". ورغم كل مصاعب الحياة، انتقل البطران من منطقة لأخرى للعمل في البلاد إلى أن انتهى به الحال في مدينة آرهوس، العاصمة الثقافية للبلاد. ولأنه يجيد لغات عدة، فقد ساعد كثيرا في مؤسسات دنماركية عدة مع تدفق اللاجئين في أواسط تسعينيات القرن الماضي، ونسج علاقات واسعة مع محيطه الدنماركي "غير آبه بالتوجه الأيديولوجي لذلك المحيط طالما أنه يقف مع قضيتي". البطران لا يترك ندوة أو نقاشاً مؤيداً للاحتلال إلا ويقتحمه ليعرض وجهة
نظر فلسطينية يجري تغييبها.
ساهم مالك البطران مساهمة كبيرة في تأسيس أولى الروابط الفلسطينية في البلاد، واعتبره محيطه العربي والدنماركي "صاحب قدرة على التأثير، لغةً وثقافةً ومعرفةً، بالعقل الغربي حين يخاطبه حول قضيته". في مدينته التي يقطنها قلما تجد فلسطينيا وعربيا، من المغرب حتى العراق، لا يعرف البطران ونشاطه، بل إنه لا يألو جهدا حتى في إقامة ما سمّاه "نادي الطعام الفلسطيني"، وهو قائم حتى يومنا، حين بدأت الدعاية الإسرائيلية في أوائل الغربة محاولة سرقة المأكولات الشعبية الفلسطينية ومنها الفلافل. أضف إلى ذلك اهتمام البطران بمصالح منطقته السكنية التي تضم الآلاف من أصول مهاجرة وتحفيزه لهم على المشاركة بفعالية في تحديد مجالس إدارتها بالتصويت الكثيف ومناقشة المشاريع التي تطرح عليهم. في الرابطة الفلسطينية، أصبحت للبطران بنشاطيته مكانته في بيت الجمعيات ومنطقة سكن تعج بالآلاف من السكان، فتم اختياره أخيرا كـ"سفير السكان"، لم يتردد في ارتداء "الفيست الأصفر" كمتطوع في الحفاظ على مصالحهم وفي الوقت ذاته الاستمرار في نشاطه المتعلق بقضيته من خلال الرابطة التي لا يغيب عن مكتبها المفتوحة أبوابه سوى للضرورة.
المساهمون