يستمع سياوش إلى مقاطع من كلمات مسجلة لمرشحي الرئاسة الإيرانية، تبثها محطة إذاعية محلية وهو يقود سيارة الأجرة. يقول إنّه مهتم بمسار الانتخابات، حاله حال معظم الشباب في سنه، بالرغم من أنّه يعرف أنّه ليس لدى أيّ مرشح حلول سريعة وفورية لمشكلات جيله، لكنّ مصير البلاد وهوية رئيسها يهمّان الجميع في أيّ حال، كما يرى.
سياوش في بداية الثلاثينيات، يعمل على سيارة أجرة مذ كان طالباً في كلية العلوم. حصل على شهادة الماجستير وهو يجلس خلف مقوده، لم يجد فرصة عمل تناسب قدراته ولا أحلامه، وكان مضطراً، مثل كثير من الشباب، إلى العمل في أيّ مهنة للحصول على قوت يومه. مع ذلك، يعتبر نفسه محظوظاً، فكثيرون من نظرائه من دون عمل.
جميع مرشحي الرئاسة يعرفون أنّ البطالة في المجتمع الإيراني عامة، وبين الشباب خصوصاً، من أكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تعقيداً. لذلك، يتحدثون عنها باهتمام في المناظرات التلفزيونية وفي كلّ كلمة يلقونها على الملأ، بحسب سياوش الذي يتابع برامج المرشحين باهتمام، علّه يحصل على بريق أمل.
تشير إحصائيات حديثة، إلى أنّ نسبة البطالة في المجتمع الإيراني تبلغ 10.8 في المائة، وتصل بين فئة الشباب بالذات ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً إلى 26.1 في المائة. أما المشكلة التي تزيد الأمور تعقيداً فترتبط بارتفاع عدد الخريجين من الجامعات الإيرانية عاماً بعد عام، ليضافوا إلى قائمة العاطلين عن العمل.
تنقل بعض الإحصائيات أنّ عدد من يعانون من البطالة في الوقت الحالي يقترب كثيراً من أربعة ملايين، بينما يشير بعض المرشحين، ومنهم المحافظ إبراهيم رئيسي، إلى وجود نحو ستة ملايين عاطل من العمل في الحقيقة، مليون منهم من الخريجين الجامعيين.
هذه الأمور تعقد المهمة على كلّ المرشحين، خصوصاً الرئيس المعتدل الحالي حسن روحاني، الذي وعد بتأمين فرص عمل كثيرة خلال الانتخابات التي أوصلته إلى مقعد الرئاسة قبل أربع سنوات، وهو ليس بالأمر الهين، كون البلاد كانت تخضع لعقوبات اقتصادية أرهقت كاهل المواطن الإيراني كثيراً، وتسببت في إغلاق العديد من المشاريع، وهو ما زاد من البطالة.
اقــرأ أيضاً
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قبل فترة، فإنه وبعد خمسة أعوام من الآن، وفي حال تحسن الوضع الاقتصادي ووصول نسبة نموه إلى 5 في المائة، فإنّ نسبة البطالة ستصل إلى 15.9 في المائة، وهي نسبة عالية أيضاً، كون هذا سيترافق وارتفاع عدد السكان. أما أسوأ الحالات، أي في حال تراجع الاقتصاد، فستكون هذه النسبة أعلى بكثير.
تعلق مريم، وهي طالبة في كلية الحقوق في جامعة طهران، على هذه الأرقام بالقول إنّها تعرف تماماً ما المعضلة التي ستواجهها قريباً، والتي تواجه كثيرين سبقوها وتخرجوا. وعن رأيها فيما يقوله المرشحون حول هذا الأمر، تعتبر مريم أنّ هؤلاء يعرفون أنّ البطالة من أهم مشاكل الشباب، كما يعلمون أنّ هذه الفئة تستطيع أن توصل واحداً منهم إلى كرسي الرئاسة إذا ما أقنعها بحلوله، أو على الأقل أشعرها باهتمامه البالغ. تشير إلى أنّها أقرب لرؤية المرشح المعتدل حسن روحاني الذي يدعو إلى الانفتاح وعلاقات مع الخارج، وهو ما يعني فرص عمل أعلى.
لا تتفق معها زميلتها فرشته، التي ترى أنّ في إيران قدرات داخلية هائلة، منها فئة شابة تزيد نسبتها على الثلث تقريباً في المجتمع، بالتالي تتفق مع خطاب المرشحين المحافظين ممن يقولون إنّه يجب التركيز على منح الفرص لهذه القدرات وتأمين مزيد من القروض والتسهيلات لها لتأسيس مشاريع محلية، وهو كذلك ما سيزيد من فرص العمل.
لكن، في المقابل، فإنّ كثيرين يعتبرون الشعارات وحدها لا تكفي، وأنّ الحلول العملية باتت مطلوبة لحلّ مشاكل هذه الفئة. يقول الخبير الاجتماعي أصغر مهاجري إنّ لهذه المشكلة عدة مستويات، منها ما يتعلق بالمسؤولين، ومنها ما يتعلق بالمجتمع نفسه الذي لا يثق في قدرات الشباب، ولا يقتنع أنّ من الممكن أن يتسلم الشباب زمام الأمور في العديد من المؤسسات التي تشترط في الموظف تمتعه بخبرة طويلة، وهو ما يعني بالضرورة التقدم في السن، ويعني عدم توفير فرص عمل للشباب، خصوصاً الخريجين الجدد.
يقول لـ "العربي الجديد" إنّ الفئة الشابة من الشعب الإيراني فقدت الأمل والثقة بنفسها بسبب هذه المشكلة، وهو ما أدى إلى نوع من التقصير تتحمل هي بالذات مسؤوليته أيضاً، فأفرادها لا يشاركون في العمل السياسي، ولا يشعرون أنّهم جزء من أي معادلة فاعلة في المجتمع.
يذكر أنّ على المرشحين في هذه الانتخابات أو في غيرها، التركيز أكثر على الشباب وعلى البطالة، فهؤلاء هم من يعطي الطاقة للمجتمع، بل يجب على الرئيس والمسؤولين أن يفتحوا الباب أكثر أمام توظيف الشباب في مراكز العمل السياسي والمؤسسات باختلافها. ويعتبر أنّ تبعات البطالة عميقة جداً، وتؤثر على الحياة الشخصية للشباب، وتتسبب في مشاكل أخرى من قبيل الفقر، والطلاق، والتأخر في الزواج، وكلّ هذا يعني مجتمعاً ضعيفاً بمرور الوقت.
اقــرأ أيضاً
سياوش في بداية الثلاثينيات، يعمل على سيارة أجرة مذ كان طالباً في كلية العلوم. حصل على شهادة الماجستير وهو يجلس خلف مقوده، لم يجد فرصة عمل تناسب قدراته ولا أحلامه، وكان مضطراً، مثل كثير من الشباب، إلى العمل في أيّ مهنة للحصول على قوت يومه. مع ذلك، يعتبر نفسه محظوظاً، فكثيرون من نظرائه من دون عمل.
جميع مرشحي الرئاسة يعرفون أنّ البطالة في المجتمع الإيراني عامة، وبين الشباب خصوصاً، من أكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تعقيداً. لذلك، يتحدثون عنها باهتمام في المناظرات التلفزيونية وفي كلّ كلمة يلقونها على الملأ، بحسب سياوش الذي يتابع برامج المرشحين باهتمام، علّه يحصل على بريق أمل.
تشير إحصائيات حديثة، إلى أنّ نسبة البطالة في المجتمع الإيراني تبلغ 10.8 في المائة، وتصل بين فئة الشباب بالذات ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً إلى 26.1 في المائة. أما المشكلة التي تزيد الأمور تعقيداً فترتبط بارتفاع عدد الخريجين من الجامعات الإيرانية عاماً بعد عام، ليضافوا إلى قائمة العاطلين عن العمل.
تنقل بعض الإحصائيات أنّ عدد من يعانون من البطالة في الوقت الحالي يقترب كثيراً من أربعة ملايين، بينما يشير بعض المرشحين، ومنهم المحافظ إبراهيم رئيسي، إلى وجود نحو ستة ملايين عاطل من العمل في الحقيقة، مليون منهم من الخريجين الجامعيين.
هذه الأمور تعقد المهمة على كلّ المرشحين، خصوصاً الرئيس المعتدل الحالي حسن روحاني، الذي وعد بتأمين فرص عمل كثيرة خلال الانتخابات التي أوصلته إلى مقعد الرئاسة قبل أربع سنوات، وهو ليس بالأمر الهين، كون البلاد كانت تخضع لعقوبات اقتصادية أرهقت كاهل المواطن الإيراني كثيراً، وتسببت في إغلاق العديد من المشاريع، وهو ما زاد من البطالة.
وبحسب ما نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قبل فترة، فإنه وبعد خمسة أعوام من الآن، وفي حال تحسن الوضع الاقتصادي ووصول نسبة نموه إلى 5 في المائة، فإنّ نسبة البطالة ستصل إلى 15.9 في المائة، وهي نسبة عالية أيضاً، كون هذا سيترافق وارتفاع عدد السكان. أما أسوأ الحالات، أي في حال تراجع الاقتصاد، فستكون هذه النسبة أعلى بكثير.
تعلق مريم، وهي طالبة في كلية الحقوق في جامعة طهران، على هذه الأرقام بالقول إنّها تعرف تماماً ما المعضلة التي ستواجهها قريباً، والتي تواجه كثيرين سبقوها وتخرجوا. وعن رأيها فيما يقوله المرشحون حول هذا الأمر، تعتبر مريم أنّ هؤلاء يعرفون أنّ البطالة من أهم مشاكل الشباب، كما يعلمون أنّ هذه الفئة تستطيع أن توصل واحداً منهم إلى كرسي الرئاسة إذا ما أقنعها بحلوله، أو على الأقل أشعرها باهتمامه البالغ. تشير إلى أنّها أقرب لرؤية المرشح المعتدل حسن روحاني الذي يدعو إلى الانفتاح وعلاقات مع الخارج، وهو ما يعني فرص عمل أعلى.
لا تتفق معها زميلتها فرشته، التي ترى أنّ في إيران قدرات داخلية هائلة، منها فئة شابة تزيد نسبتها على الثلث تقريباً في المجتمع، بالتالي تتفق مع خطاب المرشحين المحافظين ممن يقولون إنّه يجب التركيز على منح الفرص لهذه القدرات وتأمين مزيد من القروض والتسهيلات لها لتأسيس مشاريع محلية، وهو كذلك ما سيزيد من فرص العمل.
لكن، في المقابل، فإنّ كثيرين يعتبرون الشعارات وحدها لا تكفي، وأنّ الحلول العملية باتت مطلوبة لحلّ مشاكل هذه الفئة. يقول الخبير الاجتماعي أصغر مهاجري إنّ لهذه المشكلة عدة مستويات، منها ما يتعلق بالمسؤولين، ومنها ما يتعلق بالمجتمع نفسه الذي لا يثق في قدرات الشباب، ولا يقتنع أنّ من الممكن أن يتسلم الشباب زمام الأمور في العديد من المؤسسات التي تشترط في الموظف تمتعه بخبرة طويلة، وهو ما يعني بالضرورة التقدم في السن، ويعني عدم توفير فرص عمل للشباب، خصوصاً الخريجين الجدد.
يقول لـ "العربي الجديد" إنّ الفئة الشابة من الشعب الإيراني فقدت الأمل والثقة بنفسها بسبب هذه المشكلة، وهو ما أدى إلى نوع من التقصير تتحمل هي بالذات مسؤوليته أيضاً، فأفرادها لا يشاركون في العمل السياسي، ولا يشعرون أنّهم جزء من أي معادلة فاعلة في المجتمع.
يذكر أنّ على المرشحين في هذه الانتخابات أو في غيرها، التركيز أكثر على الشباب وعلى البطالة، فهؤلاء هم من يعطي الطاقة للمجتمع، بل يجب على الرئيس والمسؤولين أن يفتحوا الباب أكثر أمام توظيف الشباب في مراكز العمل السياسي والمؤسسات باختلافها. ويعتبر أنّ تبعات البطالة عميقة جداً، وتؤثر على الحياة الشخصية للشباب، وتتسبب في مشاكل أخرى من قبيل الفقر، والطلاق، والتأخر في الزواج، وكلّ هذا يعني مجتمعاً ضعيفاً بمرور الوقت.