البشير يهدد بتمزيق أية قرارات دولية حول الحوار السوداني

05 سبتمبر 2015
عمر البشير يرفع سقف تهديداته (Getty)
+ الخط -

تحدى الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم الأفريقي، مهدداً بعزمه تمزيق أية قرارات ‏تصدر عنهما، تفرض عليه نقل الحوار الوطني إلى خارج السودان، أو تعمد إلى إزاحته عن رئاسة الحوار.‏


وتدخل الخطوة الحكومة في مواجهة مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي، الذي بدأ تحركات فعلية للضغط من أجل إنجاح الحوار ‏والوصول إلى تسوية سياسية، تنهي أزمة الحرب في السودان.‏

وكان مجلس السلم الأفريقي قد أصدر قراراً في أغسطس/ آب الماضي أمهل الحكومة حتى نهاية العام لوضع حد للحرب في منطقتي ‏النيل الأزرق وجنوب كردفان وإقليم درافور، فضلا عن عقد مؤتمر تحضيري بأديس أبابا يسبق انطلاقة الحوار الوطني.‏

وأعلن الرئيس البشير، لدى مخاطبته الجالية السودانية في الصين اليوم، رفضه القاطع لأية ضغوط أفريقية أو دولية تجبره على ‏إجراء الحوار في الخارج، وتمسك برئاسة الحوار وقيادته شخصياً دون أن يتنازل لأية جهة عن رئاسته، أو أن يكون للاتحاد ‏الأفريقي أو الأمم المتحدة يد فيه.‏

ورجح البشير أن يحيل مجلس السلم الأفريقي ملف الحوار إلى مجلس الأمن الدولي، وقال متحديا "سنمزق أية قرارات تصدر في هذا ‏الشأن، مثلما مزقنا قرارات سابقة "، وجدد تأكيده على توفير الضمانات للحركات المسلحة للمشاركة في الحوار في الداخل، وهددهم قائلاً: ‏‏"من يرفض التفاوض نادم.. وسنلقن كل العملاء درساً لن ينسوه".‏

ونقلت تقارير محلية، الجمعة، توصية للجنة الـ"7+7" الخاصة بالحوار رفضت خلالها قرارات مجلس السلم الأفريقي، المتصلة ‏بقضايا الحوار والمطالبة بعقد مؤتمر تحضيري في أديس أبابا، معتبرة الخطوة غير موفقة وتعيق الحوار، ليتسق بذلك قرار اللجنة مع ‏توجهات الحكومة في الخرطوم.‏

وبدأت واشنطن تحركات داخل مجلس حقوق الإنسان تهدف لإعادة السودان إلى البند الرابع الخاص بالرقابة، والذي يتيح التدخل ‏تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأعلن مندوب واشنطن في مجلس حقوق الإنسان في جلسة المجلس الإجرائية عزم بلاده ‏تقديم مشروع قرار يعيد السودان إلى البند الرابع، ويقضي بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان هناك.‏

وهي خطوة يرى فيها مراقبون نوعا من الضغط على الحكومة في الخرطوم، لا سيما وأنها تتيح تدخلا دوليا في شؤون البلاد في ما ‏يتصل بحقوق الإنسان، بالنظر إلى التقارير، التي ظلت ترفعها المنظمات الحقوقية الدولية، بينها العفو الدولية، وتتهم الجيش ‏السوداني ومليشيات الحكومة بارتكاب جرائم الحرب في مناطق الحرب.‏

ويرجح محللون أن تخضع الحكومة لقرارات الاتحاد الأفريقي، وتشارك في المؤتمر التحضيري المزمع مجبرة.‏

ويقول المحلل السياسي، أحمد عبد الله، لـ"العربي الجديد": "الأزمة الاقتصادية المتصاعدة، التي تمر بها البلاد، ستجبر الحكومة على ‏الحوار، وإن كان ضد رغبتها، لأنها تعي جيداً أن الشارع لن يصمت كثيراً". وأضاف: "تعودنا أن الحكومة كلما رفعت سقف ‏المواجهة والرفض، نعلم أنها ستأتي طائعة، وأن كل ما تقصده من وراء ذلك رفع سقف التفاوض والحد من إجبارها على مزيد من ‏التنازلات بإظهار القوة".‏

اقرأ أيضاً: واشنطن قلقة من زيارة البشير لبكين

المساهمون